البروستات... تطوّر في جراحة الورم الغدي

نشر في 09-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-03-2013 | 00:01
No Image Caption
دخل الليزر إلى عددٍ من التقنيات الحديثة الرامية إلى معالجة الأورام الغدية (أي الحميدة) في البروستات فحدّ من التدخلات الجراحية القاسية. لمناقشة الموضوع، اجتمع عددٌ من أطباء المسالك البولية في مستشفى سان جوزيف في باريس.
متى ينصح الأطباء بإجراء جراحة الورم الغدي؟

تبقى الجراحة خياراً مناسباً لمعالجة الرجال الذين يشعرون بضيقٍ كبير لم ينجح ما وُصِف لهم من دواء في تخفيفه أو أولئك الذي يعانون بعض مضاعفات الورم الغدي كحصر البول الحاد أو جرثومة محلية في البروستات أو المثانة أو الخصيتين. يلجأ الطبيب أيضاً إلى الجراحة عند ظهور تراكمات في المثانة تمنع التبوّل أو تؤدي إلى خروج الدمّ مع البول.

هل تُستأصل غدة البروستات كاملة؟

على الإطلاق. عند الإصابة بورمٍ غدي، لا يستأصل جراح المسالك البولية إلا الجزء الأوسط من البروستات أي ثلثي حجمها تاركاً الغشاء الذي يحيط بها في مكانه. إنه كمن يستأصل بياض البيضة وصفارها من دون أن يمسّ القشرة! فالطبيب لا يستأصل الغدة كاملةً إلا لمعالجة حالات السرطان.  

ما هي التقنيات الجراحية الممكنة؟

غالباً ما يلجأ الطبيب إلى البتر أي حكّ وقصّ الجزء الأوسط من البروستات ليتدفق البول طبيعياً، وذلك تحت تأثير تخدير عام بواسطة أدوات جراحة خاصة يدخلها عبر المسالك البولية الموجودة في القضيب. أما إذا بدا حجم البروستات ضخماً (أكثر من 80 غراماً)، فيعتمد الطبيب أسلوباً آخر يتيح له التدخّل عن طريق استعمال الليزر فيحدث جرحاً أسفل البطن ليصل إلى البروستات عبر المثانة فيضطر المريض بذلك إلى البقاء في المستشفى لثمانية أيام.

كيف يحلّ الليزر محل المبضع؟

تتعدد أشكال الليزر لتصل إلى ثلاثة أشكال يُدخلها الطبيب بواسطة جهاز دقيق عبر المسالك الطبيعية وتتيح تنفيذ ثلاثة إجراءات مختلفة. يتجلى الإجراء الأول في تبخير أنسجة البروستات، فيتمّ استئصال الغدة خلال ساعة من دون أن يحظى الطبيب بفرصة تحليل الأنسجة ودراستها. أما الإجراء الثاني فيستدعي استئصال الغدة عبر إزالة الجزء الهدف بأكمله ودفعه إلى المثانة حيث يتمّ استخراج أجزائه بواسطة أداةٍ يدخلها الطبيب عبر المسالك الطبيعية. أما الإجراء الثالث فيستبدل المبضع بالليزر لبتر الغدة.  

ما هي فوائد الليزر؟

يخفف الليزر إجمالاً النزيف بعد الجراحة فيخرج المريض سريعاً من المستشفى، أي في اليوم التالي عموماً ويسمح بإزالة القسطرة البولية سريعاً، ما يخفف من خطر التقاط الجراثيم ويتيح إجراء تدخل جراحي لدى المرضى الذين يتناولون مضادات للتخثر أو العاجزين عن تحمّل التخدير العام. كذلك يلجأ الطبيب إلى الجراحة عبر الليزر أيضًا لمعالجة المرضى الذين يعانون ضعفاً عند خضوعهم لتخدير موضعي. وأخيراً، يضمن الليزر سلامة الانتصاب ويحدّ من إمكانية الإصابة بالعجز لا سيما وأنه لا يقترب من غشاء الغدة أو من أعصاب الانتصاب فتبقى بمنأى عن أي ضرر قد يلحق بها عند استعمال المبضع بسبب نشر شحنة كهربائية عن بعد.

هل يلجأ الأطباء كثيرًا إلى تقنية الليزر لمعالحة الورم الغدي؟

لا زال الليزر في بداية الطريق. يعتمد مستشفى سان جوزيف في باريس، الذي بات مرجعاً في هذا الشأن، على الليزر لمعالجة مرضى البروستات منذ عام 2005 وقد بدأت مستشفيات فرنسية أخرى كتور وستراسبورغ وليل وبريست وبعض العيادات باستعماله أو تخطط لذلك. صحيح أن الجراحة مكلفة إلا أن مدة الاستشفاء القصيرة تعوّض الكلفة العالية. ويتوقع بعض الأطباء أن يحدث الليزر ثورةً كبيرةً في مجال معالجة الورم الغدي.  

يجري الأطباء سنوياً جراحات لمعالجة 70 ألف حالة ورم غدي مقابل 25 ألف حالة سرطان.

ورم البروستات الغدي: تقع البروستات تحت المثانة ويمرّ الإحليل عبرها ليوصل البول إلى الخارج. تتضخم غدة البروستات مع العمر من دون أن يكون ذلك دليلاً على السرطان فيعاني الرجل صعوبة في  التبوّل.

back to top