ملتقى الشعوب يناقش ثقافة التعايش والتنافس العلمي

نشر في 09-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 09-03-2013 | 00:01
• خيار: السلام في الإسلام هو الأصل في العلاقات بين كل الناس
• يامانازبيب: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمة الرسل والعلماء
واصل ملتقى تعارف الشعوب الثالث الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فعالياته في المسجد الكبير، وشهد أمس محاضرتين عن ثقافة التعايش والتنافس العلمي.  

 قال رئيس الجامعة المغاربية في موريتانيا الدكتور عبدالله خيار إن الجذور الإسلامية لمبدأ التعايش السلمي العالمي تنطلق من قاعدة الأخوة الإنسانية التي أقرها القرآن الكريم.

 وأوضح في حلقة حوارية بعنوان «كيف نعزز ثقافة التعايش والتوافق» التي ألقاها ضمن ملتقى تعارف الشعوب الثالث الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من 5 إلى 11 مارس الجاري في المسجد الكبير: إن نظرة الإسلام إلى غير المسلمين لا تعرف التعصب والعداء والكبرياء، وإنما تقوم على التسامح والتعاون والإخاء، وعلى احترام العهود والوفاء بهما، مهما تكن الظروف.

واشار إلى أنه من هذا المنطلق يجب الانطلاق على أسس قوية لبناء علاقات سلمية بين الشعوب الإسلامية والشعوب الأخرى، على أن يكون أساس هذه العلاقات هو التعايش السلمي واحترام الآخر، والشعوب والمجتمعات.

 وأردف قائلاً: بما أن التنوع البشري سُنَّة إلهية وإرادة الله في خلقه، وبما أن إرادة الله شاءت أن يكون الناس مختلفين، منهم المسلم وغير المسلم، ومنهم من يتحدثون لغات متباينة والذين يدينون بثقافات متنوعة، وبما أن الجميع وسعتهم أرض الله، لهذا لابد من منهج للتعايش معاً بطريقة سليمة تحفظ للجميع الحقوق والواجبات من دون صراع  أو عدوان، أو تصادم،  فالسلام في الإسلام هو الأصل في العلاقات بين كل الناس.

 وتابع خيار بقوله إن الإسلام يبحث عن القواسم المشتركة مع غير المسلمين التي تمكن الجميع من العيش معاً في سلام وأمن وأمان حتى مع الكافرين غير المعتدين، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسى مبادئ أول دولة في الإسلام، وهي بداية ظهور الأمة الإسلامية في المدينة المنورة بعقد الصحيفة الذي أبرمها مع يهود المدينة، حيث يعطي اليهود كل حقوق المسلمين في الأمن والسلام والحرية والدفاع المشتركة، كما جاء فيه كفالة حرية الدين والأمن والدفاع المشترك ضد أي معتد على المسلمين أو على اليهود، موضحاً أن هذا يعني أن الدولة الإسلامية تتسع للجميع مسلمين وغير مسلمين، بشرط الالترام بالضوابط الشرعية والعقلية وفي مقدمتها السلم وعدم الاعتداء وعدم خرق بنود العقد الاجتماعي (الدستور) الذي ينظم العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين.

 ودعا الى إزالة المفاهيم الخاطئة في المناهج والكتب المدرسية لدى كل طرف عن الطرف الآخر وتأكيد احترام وقبول ثقافة الآخر.

 طلب العلم

من جهتها قالت المحاضرة السويدية هاكيز يمانازبيب إننا جميعاً جئنا من دول مختلفة إلى هذه الدولة العظيمة منذ سنين لطلب العلم فمنا من تخرجن وبعضنا مازلن يطلبن العلم، لذا أقول إن هذه الدولة أي الكويت منبع علمنا، وهي أساس أعظم كنز نملكه ألا وهو العلم.

واشارت في محاضرة مخصصة للنساء بعنوان «التنافس القيمي لطالبات منح الدراسية» ضمن الملتقى الى اهمية العلم وذكرت ان الله تعالى بيَّن لنا مكانة العلم وفضله والحث على طلبه، فكلما زاد العلم بالله زاد الإيمان بالله، لأن العلم هو معرفة الله ونبيه والدين الإسلامي بالأدلة والحجج وهو الطريق الموصل إلى الجنة.

وأشارت إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي المهمة التي جاء بها جميع الرسل فقد بعثوا ليدعوا الناس إلى التوحيد لله وينهوهم عن الشرك, مضيفة ان هذه الشعيرة ضرورية، بعدما انتشر الفتن والفسوق والمعاصي، كما انتشر الشرك والبدع في كثير من الدول، لقلة العلم وقلة العلماء، حيث ان الفتن التي تعصف بدولنا كثيرة. وتساءلت: هل نسكت على ما نراه من المعاصي والفتن زاعمين أنه ليس من واجبنا وعلينا أن نتجاهل كل هذا رغم أننا نعلم ما يحدث في المجتمع رغم كل هذه المدة التي قضيناها في طلب العلم؟ مؤكدة  أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مسؤولية الفقهاء وكبار العلماء فقط، وإنما هي مهمة لكل من يمتلك العلم حتى لو كان قليلاً.

 وقالت موجهة كلامها إلى الحاضرات علينا أن نقوم بواجبنا على أكمل وجه، وندعو الآخرين إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن تجاهله فيه هلاك للجميع.

back to top