لا لأحد سواك

نشر في 17-03-2013
آخر تحديث 17-03-2013 | 00:01
 ناصر الظفيري كتب الزميل الشاب عبدالوهاب سليمان مقالا جميلا في جريدة القبس بعنوان "الى من سننتمي؟" وهو من المقالات القليلة التي تستحق التعليق والتعقيب. وملخص المقال وأهميته في السؤال الضمني الأول الذي يحمله وهو ماذا نقرأ ولا نقرأ ردا على النصيحة الدائمة التي يوجهها الكتاب "الكبار" للكتاب الشباب. رغم التحفظ الشديد على  مصطلح كاتب كبير وكاتب شاب. وهو تحفظ سببه أن التجربة أثبتت في كثير من الأحيان تفوق الشباب على الكبار.

 أما السؤال  الثاني والذي حمله المقال فهو موجه للجميع بغض النظر عن عمر التجربة وهو الأكثر جدلا فجاء محددا في العمل الروائي ونوعية الأعمال الروائية التي تضيف للكاتب دون سواها غزارة معرفية في أشكال وأجناس الكتابة الروائية، وهو السؤال الذي أجاب عنه الزميل وسأختلف معه في ما ذهب اليه.

قسم المقال  الكتابة الروائية الى صنفين أحدهما ما يسمى Genre Fiction والآخر Literary Fiction، وتحت المسمى الأول تندرج الأعمال التي تتناول موضوعات محددة كالخيال العلمي والاثارة والتشويق، ويندرج تحت المسمى الثاني الأعمال المميزة وحاصدة الجوائز والتي يهتم بها المثقف والأكاديمي، رغم أنه ضرب أمثلة صحيحة من الصنف الأول كشفرة دافنشي.

نختلف أولا في التسمية،  فمسمى Literary Fiction أكبر من أن يكون رديفا أو مقابلا لمسمى Genre Fiction. في الواقع المصطلح الأخير هو جزء من الأول ويندرج تحته. أما الأمثلة التي قدمها الزميل باعتبارها Genre Fiction فهي تندرج تحت ما يسمى Popular Fiction ويختصر Pop-fiction  وهو Subgenre أو فرع من المصلح،  ويشمل الروايات التي يحددها ويختار الناشر، بناء على رغبة وانطباع القراء، مواضيعها تحت وطأة السوق القرائية وتحقيقا مسبقا للنجاح واعتمادا على تحديد سن القارئ وجنسه. ومن هذه الأعمال أعمال نورا روبرتس وستيفاني ماير ودان براون وأخيرا سوزان كولينز. رغم اختلاف طبيعة القراء وأعمارهم الا أن الأعمال موجهة لنوعيات محددة من القراء تشكل الفتيات الجزء الأكبر منها وكبار السن الجزء الآخر. وهي أعمال تصلح في محيطها اللغوي ولا تحقق ما تحققه من أرباح في ترجمتها الى العربية. تماما هو الحال مع الرواية العربية التي تقابل هذه الأعمال كرواية بنات الرياض والتي لم تحقق شيئا حين ترجمت الى الأجنبية.

أما مصطلح Genre Fiction فهو مصطلح يقصد به تحديد نوع العمل الأدبي وادراجه ضمن سياقات روائية، وقد يحدث أن يكون ضمن هذا التصنيف أعمال دعائية. فروايات الجنوب الأميركي والعبودية تضم أعمال فولكنر كما تضم العمل الدعائي الأول كوخ العم توم. وأعمال ما يسمى بأدب الطفل أو الناشئة تضم مجموعة من أهم الأعمال الأدبية كأعمال ريشاردز آدمز وكاثرين باترسون وتضم أيضا أعمالا يقرأها طلاب السنة الأولى والثانية ولا تتعدى رسومات وبضعة أسطر. وأعمال الخيال العلمي منذ ماري شيللي وجول فيرن وساغان ومايكل كرايتون ومرورا بأعمال خيال علمي تافه لا يستحق النشر. وقائمة التصنيف التي تضم ثيمة أدبية واحدة طويلة جدا وجميع هذه الأعمال لا يمكن أن تندرج تحت مسمى البوب أو روايات المطارات بل العكس هو الصحيح.

ولكن هل نقرأ هذه الأعمال أم لا؟ في الغرب المسألة تختلف. يبدأ الطفل قراءة أدب الطفل ثم يتجه الى أدب الناشئة ويتطور الفعل القرائي الى أن يقرأ الأعمال الأدبية المميزة في سلوك قرائي طبيعي وهو ينتمي لجميع مراحل هذه الحياة القرائية. في العالم العربي ربما الأدباء فقط يمرون بهذه المراحل أما القراء فهم أيضا الأدباء فقط!!

back to top