نائب أمير الرياض: سعينا للعفو عن المعدوم السعودي في الكويت

نشر في 01-04-2013 | 12:00
آخر تحديث 01-04-2013 | 12:00
No Image Caption
بذل نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، مساعي حثيثة البارحة للعفو عن المواطن السعودي فيصل ضاوي النفيعي العتيبي، الذي أعدم في الكويت صباح اليوم، حيث أجرى اتصالا بوالد القتيل خالد رجا الظفيري، وحثه على العفو والتنازل لوجه الله تعالى.

وقال الأمير تركي بن عبدالله لـ صحيفة «عكاظ» السعودية "قبل تنفيذ الحكم": إننا نبذل كل ما في وسعنا، ونتقدم إلى والد القتيل خالد الظفيري رحمه الله بوجاهة عبدالله بن عبدالعزيز، ونسعى حثيثا لطلب العفو عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى، ابتغاء لمرضاته وثوابه.

وأضاف «المساعي التي يحثنا عليها خادم الحرمين الشريفين تجسد حقا اللحمة القوية بين أبناء الوطن، وتعكس حرصه على نشر ثقافة العفو بين الناس، في الداخل والخارج، عملا بما يحثنا عليه ديننا الحنيف»، سائلا المولى أن يجعل أعماله في موازين حسناته، وأن يهدي ذوي الدم إلى قبول الشفاعة والمبادرة بالعفو.

وعلقت والدة السجين النفيعي أملها في الله تعالى، ثم في شفاعة خادم الحرمين الشريفين، ودعت الله بصوت يتقطع من البكاء أن يحفظ الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويجعل ما يقوم به من أعمال في موازين حسناته.

وتلقت والدته الكويتية نبأ إقرار إعدامه أمس وهي بين أقربائها في العراق، فتوجهت برا نحو الكويت، للقاء ابنها الأكبر، وصادف اتصال «عكاظ» بها وصولها منفذ صفوان البري على الحدود الكويتية العراقية، فبمجرد أن وجدت مكالمة واردة من المملكة صرخت قائلة «شنو فيه؟ شنو صار على ولدي؟ أبيه لا يروح مني.. كفاية راح أخوه» ودخلت في نوبة بكاء، وفجأة انقطع صوتها، والمكالمة ما زالت جارية، دون أن نتلقى ردا منها، فتحدث معنا رجل طلب معاودة الاتصال لاحقا، فأعدنا الاتصال بعد عشر دقائق، فرد علينا الرجل ذاته، وأبلغنا أن السيدة مغشى عليها.

وبعد ساعات اتصلنا بها مرة أخرى، والبكاء لا يغادر صوتها قائلة «يا رب.. يا رب .. يارب اجبر بخاطري وصبرني، فالحمد لله على كل حال، والحمد لله على ما قضى وقدر، فإن كتب له الحياة فهذا من فضله، وإن كتب له غير ذلك فلا حول ولا قوة إلا به».

وأنهت حديثها عندما استذكرت فقد ابنها الآخر قبل خمسة أشهر «اسأل الله الصبر والعوض، فله ما أعطى وله ما أخذ، راح مني ولدي في حادث بالمملكة قبل خمسة أشهر»...(تبكي.. وانتهت المكالمة).

وعلى جهة الحدود الكويتية كان ابنها محمد في انتظار أمه، فاتصلنا به، وروى لنا قصة لقائه الأخير مع شقيقه داخل السجن المركزي في الكويت، حيث خصصت الإدارة العامة للمؤسسات الإصلاحية غرفة منفردة للنفيعي في السجن المركزي بالعاصمة، وسمحت لأسرته بالدخول عليه، لتلقي وصيته، والجلوس معه في اللقاء الأخير من حياته. فيقول شقيقه: عندما دخلت على شقيقي احتضنا بعضنا، وجميعنا يجهش بالبكاء، حتى لم أستطع أن أتمالك نفسي، فتمددت على الأرض، فانحنى إلي وهو يقول «لا تبك.. فالموت حق» وأوصاني بشيء واحد فقط، وهو أمي، وقال «تكفى وأنا أخوك خفف عن مصاب أمي، وهاديها».

وأشار إلى أن شقيقه غير متزوج، ويبلغ 33 عاما من عمره، وقد مضى عليه في السجن سبعة أعوام.

وكانت النيابة العامة قد أبلغت المؤسسة الإصلاحية وتنفيذ الأحكام بالاستعداد لتنفيذ ثلاثة أحكام بالإعدام في الغرف المخصصة لذلك في السجن المركزي، موضحة تكوين هيئة للتنفيذ من وزارتي العدل والداخلية، برئاسة مدير نيابة تنفيذ الأحكام، عندها عزلت إدارة السجن المركزي الثلاثة المحكوم عليهم في غرف منفردين، للسماح لأسرهم بزيارتهم.

يشار أن الاثنين الآخرين المحكومين بالإعدام، أحدهما باكستاني قتل امرأة وزوجها، والآخر «بدون» قتل زوجته وخمسة من أبنائه مدعيا أنه «المهدي المنتظر».

هذا وقد قدمت أسرة فيصل ضاوي النفيعي العتيبي اعتذارا خطيا لأسرة الفقيد خالد رجا الظفيري، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم..

اعتذار إلى أسرة خالد رجا الظفيري.. رحمه الله وغفر له وأدخله جنات النعيم.

نحن إخوة فيصل ضاوي العتيبي، نعتذر إلى أسرة خالد رجا الظفيري رحمه الله، ونؤكد أن أخانا فيصل نادم أشد الندم على ما أقدم عليه، فلو استطاع أن يعود بالزمن إلى الوراء لما فعل ما فعل.

وباسم قبيلة عتيبة.. نعتذر «مليون مرة» لكم ولكافة قبيلة الظفير، جمعا وفردا.. راجين من الله عز وجل ثم منكم عتق رقبة أخينا، وطامعين في كرمكم، سائلين المولى أن يجعل ذلك في موازين حسنات الفقيد وحسناتكم.

back to top