توبة الفنانين... دائمة أم موقتة؟

نشر في 29-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2013 | 00:01
ما الذي يدفع الفنانين إلى الاعتزال والتوجه نحو الإنشاد الديني أو ارتداء الفنانات الحجاب؟ هل هو ردّة إلى الدين أم رغبة في استقطاب الأضواء أكثر، من خلال إحداث صدمة للإعلام والجمهور على السواء؟ فضل شاكر المعتزل أخيراً وقبله ماجد المازم، وممثلات مصريات مخضرمات وشابات... جميعهم ابتعدوا ثم عادوا ثم ابتعدوا ولا نعلم ما إذا كانوا سيعودون إلى الفن... باختصار يتأرجحون بين حبهم الشديد للفن والتزامهم الديني، فأيهما سينتصر على الآخر في النهاية؟
بعدما أعلن اعتزاله الفن منذ أكثر من سنة، عاد فضل شاكر إلى الغناء من خلال أناشيد دينية تتوافق مع الخط الديني الجديد الذي اختاره لنفسه منذ أكثر من عام، متأثراً بمرشده الروحي الشيخ أحمد الأسير، على حد تعبيره.

يدرك فضل شاكر يبنه ويبن نفسه أهمية صوته وتأثيره على الجمهور، لذا عاد إلى  الساحة الفنية من باب الإنشاد الديني، داعياً شيرين عبد الوهاب إلى الالتزام الديني وارتداء الحجاب. الحال نفسها بالنسبة إلى الفنان الإماراتي محمد المازم الذي حصد شهرة واسعة في التسعينيات بأغانيه العاطفية الراقصة التي كان يصورها في الهند، فجأة ومن دون سابق انذار ابتعد عن الغناء العاطفي واتجه إلى الغناء الديني.

الممثلات والاعتزال

 

سهير رمزي وسهير البابلي وصابرين وحنان ترك وممثلات كثيرات اعتزلن الفن وارتدين الحجاب من ثم عدن إلى التمثيل. بعدما كانت أدوارها تتسم بجرأة شديدة،  قررت سهير رمزي اعتزال الفن والتفرغ للصلاة والعبادة، لكن الحنين إلى الفن أعادها إليه بعد أكثر من 13 سنة في مسلسل {حبيب الروح}.

أما سهير البابلي فاعتزلت الفن بشكل مفاجئ على مدى عشر سنوات وعادت في مسلسل {قلب حبيبة}، من ثم احتجبت بانتظار الدور المناسب الذي تشترط أن يروج للدين الإسلامي الحنيف، حسب تعبيرها.

لم تصمد صابرين طويلا أمام فكرة اعتزال الفن بعد قرار ارتداء الحجاب، فعادت إلى الشاشة الصغيرة، ووضعت شعراً مستعاراً فوق الحجاب بحجة أن الدور يتطلب ذلك وأنها استشارت أكثر من جهة دينية فأباحت لها ذلك، فيما ترى سهير رمزي أن المرأة المحجبة يجب أن تلتزم بالحجاب كما هو وألا تأتي بفتاوى من هنا ومن هناك، فالإسلام الحقيقي يلزم المرأة بالحجاب كما هو من دون الاستعانة بشعر مستعار، معتبرة أن هذه الفتاوى من باب إيجاد وسيلة لإعادة خلع الحجاب. التزمت صابرين الصمت حيال أقوال سهير رمزي، خفاظاً على وحدة صف الأخوات، كما يلقبن أنفسهن.

في المقابل  طوت شادية وياسمين الخيام وشهيرة صفحة الفن بشكل نهائي، فيما عاشت  حنان ترك صراعاً بين الاعتزال والعودة بعد ارتدائها الحجاب في مسلسلات آخرها {الأخت تيريزا}، بعد ذلك اعتزلت نهائياً وتفرغت لتربية أولادها وتنظيم حملات خيرية تهدف إلى محاربة الفقر والآفات الاجتماعية.

ثمة ممثلات ارتدين الحجاب لفترة ثم خلعنه مثل: عبير صبري، ميرنا المهندس، فريدة سيف النصر... في هذا الإطار توضح عبير صبري أن الحجاب يمنع الممثلة من الحصول على أدوار كبيرة فيتأثر الأجر بشكل تلقائي بمساحة الدور، وبما أن الممثلة تعمل لكسب لقمة العيش قررت خلع الحجاب والعودة إلى التمثيل، مشيرة إلى أن المعيار الحقيقي لأي فنان، هو قيمة العمل الذي يقدمه وتأثيره في مجتمعه.

التزام وصدمة

ثمة ممثلون رجال التزموا واعتزلوا وآخرون التزموا واستمروا على الساحة الفنية على غرار حسن يوسف ووجدي العربي، في وقت اعتزل محسن محي الدين الذي صنع منه المخرج يوسف شاهين نجماً بكل معنى الكلمة، وزوجته الممثلة نسرين، كذلك الأمر بالنسبة إلى شمس البارودي التي اعتزلت الأضواء رغم الاغراءات التي عرضت عليها.

ثمة حالات اعتزال أحدثت صدمة على غرار الممثلة حلا شيحا التي كانت تملك مواصفات النجومية، فارتدت الحجاب لفترة من الزمن، ثم عادت وخلعته لتعود وترتديه من دون أن تعتزل التمثيل، وأخيراً اتخذت قراراً بارتداء النقاب والزواج والابتعاد عن الوسط الفني نهائياً.

رأي علم النفس

يقول الدكتور رياض العلي (أستاذ طب نفسي عيادي) إن الفنانين، لا سيما المطربين، يعانون صراعاً داخلياً غير عادي، ففي البداية يعتقدون أنهم يعيشون في الجنة ونعيمها، ثم يأتي من يقول لهم إن كل ما يفعلونه هو حرام وتحريض على الرذيلة، فيأتي القرار الصعب باعتزال الغناء، لكنهم يدركون في الوقت نفسه  نعمة الصوت الجميل التي منحها إياهم الرب، فيقررون تمجيده على طريقتهم الخاصة من خلال التفرغ للغناء الديني.

وعن عودة ممثلات عن الاعتزال، يوضح العلي أن ثمة ممثلات يعتقدن أن الأضواء تسلط أكثر عليهن عندما يقررن الاعتزال، فتهرع وسائل الإعلام لإجراء مقابلات معهن، ثم لا تلبث أن تنحسر الأضواء عنهن، وبما أنهن لا يتحمّلن فكرة البقاء في الظل، يتجهن إلى القنوات الدينية لتقديم برامج، أو يعدن إلى الأضواء وهذا أمر طبيعي.

يضيف العلي أن هذه الحالة نوع من صراع داخلي، لا يحسمه سوى قرار متطرف مثل ارتداء النقاب، فالشخصية العامة التي تكون تحت الأضواء تجد نفسها أمام طريقين لا ثالث لهما، إما خلع الحجاب والعودة إلى الفن أو الابتعاد نهائياً عن الوسط الفني وارتداء النقاب.

back to top