الاستثمارات الصينية في أوروبا تسجل رقماً قياسيّاً

نشر في 29-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2013 | 00:01
No Image Caption
تحوّلت أوروبا إلى أبرز وجهة للاستثمارات الأجنبية التي تقوم بها شركات صينية. صحيح أن أميركا الشمالية تنظر بعين الريبة إلى الاستثمارات، لكن الشركات الحكومية الصينية تحظى بترحيب كبير في قارة تعاني الركود وتبدو بأمس الحاجة إلى الأموال. كلاوس هيكينغ أفرد أبرز التفاصيل في {شبيغل}.
بدأت الشركات الحكومية الصينية بتوسيع تأثيرها في أوروبا، مستثمرة أكثر من 12.6 مليار دولار في هذه القارة السنة الماضية، وفق دراسة أجرتها شركة الأسهم الخاصة A Capital (مقرها في هونغ كونغ).

يشمل هذا المبلغ زيادة قدرها الخمس تقريباً مقارنةً بعام 2011، فضلاً عن أنه أكبر عموماً من الاستثمارات التي أُجريت في أميركا الشمالية وآسيا معاً. وقد خُصص نحو 86% من الاستثمارات لقطاعَي الصناعة والخدمات.

تُعتبر الدراسة التحقيق الأكثر شمولية الذي تناول الاستثمارات الصينية في أوروبا، وتُصنّف شركة الأسهم الخاصة هذه الحكومة الصينية بحد ذاتها أحد مستثمريها من خلال شركة الاستثمار الصينية (CIC).

سبق أن أججت الشركات الصينية الغضب في الماضي باستيلائها جزئيّاً أو كليّاً على شركات ألمانية بارزة، مثل Putzmeister التي تُصنّع مضخات الإسمنت، Kion التي تنتج معدات المخازن، وMedion التي تعدّ أجهزة إلكترونية للمستهلك.

يذكر مدير A Capital, أندريه لويسكروغ-بياتري: {يعتبر مستثمرون صينيون كثر ضعف أوروبا الحالي فرصة لدخول هذه القارة. يسعون وراء التكنولوجيا، الدراية، والماركات العالية القيمة. ولا شك في أنهم يجدونها هناك}. تُصنَّف شركات أوروبية كثيرة رائدةً عالميّاً في قطاعات مثل إنتاج المعدات الصناعية، تصنيع السيارات، البيئة، والرعاية الصحية.

أعطت القيادة الصينية هذه القطاعات الأساسية الأولوية في خطتهم الخماسية الجديدة، ويدعم مجلس الدولة توسّع الشركات في الخارج بتزويدها بقروض ائتمانية رخيصة وإعفاءات ضريبية، خصوصاً أن 93% من الاستثمارات الصينية في أوروبا تعود على شركات تابعة للدولة.

أزمة أوروبا الجنوبية

يذكر لويسكروغ-بياتري: {لا يواجه هذا النوع من الاستثمارات في أوروبا مقاومة أقل، مقارنة بالأماكن الأخرى}. فالتحفظات في شأن مصالحة الشركات الحكومية الصينية غير الشفافة أكبر في الولايات المتحدة، حيث أعاقت لجنة الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة التابعة للحكومة بيع شركة تصنيع الطائرات الأميركية Hawker Beechcraft إلى مشترٍ صيني لأسباب ترتبط بالأمن القومي. وفي عام 2008، عرقلت اللجنة أيضاً عملية بيع جزء من شركة الإلكترونية 3Com، التي توقفت عن العمل راهناً، إلى شركة Huawei التابعة للحكومة الصينية.

أعطت الحكومة الكندية أخيراً موافقتها على بيع شركة النفط والغاز Nexen إلى شركة Cnooc الحكومية الصينية، بعد مرحلة طويلة من المفاوضات. لكن المسؤولين أكدوا أنهم لن يسمحوا بهذا النوع من الاستثمارات في المستقبل إلا في حالات استثنائية.

في المقابل، رحبّت أوروبا بذراعَين مفتوحتَين بالمشترين الصينيين، فقد اشترت شركة الاستثمار الصينية التي تموّلها الدولة 10% من أسهم مطار هيثرو في لندن في أواخر السنة الماضية، فضلاً عن 7% من أسهم شركة يوتلسات، التي تزود البث عبر الأقمار الاصطناعية. كذلك أجرت الحكومة البرتغالية مفاوضات في شأن أكبر عملية خصخصة في أواخر عام 2011، فوافقت على بيع حصتها التي تبلغ 21% في شركة الطاقة الضخمة Energias de Portugal إلى شركة Three Gorges الصينية. وقد شكّلت صفقة البيع أول عملية خصخصة تقدم عليها لشبونة ضمن إطار برنامج إنقاذها في مطلع السنة.

يوضح لويسكروغ-بياتري: {يرى الأوروبيون الأمور بطريقة عملية، بخلاف الأميركيين}. تحتاج الاقتصادات في دول أوروبا الجنوبية، التي تعاني الركود، إلى رؤوس أموال جديدة. بالإضافة إلى ذلك، يأمل كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي تُعتبر عماد الاقتصاد الألماني، أن يتيح لها مساهموها الجدد دخول السوق الصينية المزدهرة بسهولة أكبر. يقول لويسكروغ-بياتري: {ما نراه مع هذه الصفقات ما هو إلا البداية}. ويضيف أن السنة المقبلة تحمل إمكانات كبيرة.

back to top