دفاعاً عن شباب التغيير الديمقراطي

نشر في 29-04-2013
آخر تحديث 29-04-2013 | 00:01
 د. بدر الديحاني الأمر المؤلم حقاً هو تعرض شباب الحراك الشعبي لحملة منظمة وظالمة، فعلاوة على الملاحقات السياسية وتلفيق التهم وسجن المغردين والنشطاء السياسيين وضرب المتظاهرين السلميين، وانتهاك حرمات المنازل، فإنه لم يبق وصفٌ سيئ لم تطلقه أبواق الفساد السياسي والإفساد على الشباب الوطني المخلص المطالب بالإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي.

لا يزال الهجوم المنظم والشرس على الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح السياسي والديمقراطي مستمراً بغية إحباط الشباب وبث روح اليأس بين صفوفهم، وتشتيت جهودهم وصرف أنظارهم عن المجرى العام للصراع السياسي.

 وضمن محاولات التدليس وتضليل الرأي العام يركز المدافعون عن الوضع الحالي السيئ بشكل مبالغ فيه على أخطاء بسيطة قد تحدث بشكل عفوي أثناء المظاهرات الحاشدة، ثم يصورون المسيرة أو المظاهرة وكأنها أعمال شغب، متجاهلين في الوقت ذاته وبتعمد واضح الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تنامي الغضب الشعبي وخروج المواطنين مرغمين إلى الساحات والشوارع العامة. بكلمات أخرى فهم يركزون بتعمد واضح على النتيجة ويتجاهلون السبب.

أحد المدافعين بقوة عن الحكومة، والذي يوجد بشكل شبه يومي في القنوات الفضائية، يقول في معرض دفاعه عن استخدام القوات الخاصة للعنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين إن ذلك يحصل في الدول الديمقراطية، وهذا محض افتراء، فأولاً حكومات الدول الديمقراطية إما حكومات برلمانية وإما يعينها الرئيس المنتخب وتحصل على ثقة البرلمان؛ لذلك فهي نتاج إلى إرادة الأمة مصدر السلطات جميعاً ومن المستحيل أن تتعدى عليها. وثانياً فإن حكومات الدول الديمقراطية تطبق القانون بدون تعسف وانتقائية؛ لذلك لا يضطر الناس للخروج إلى الشارع اعتراضاً على التعدي على إرادتهم أو لشعورهم بالظلم نتيجة استخدام الحكومة للقانون لأغراض سياسية آنية أو التعسف والانتقائية في تطبيقه.    

أما الأمر المؤلم حقاً فهو تعرض شباب الحراك الشعبي لحملة منظمة وظالمة، فعلاوة على الملاحقات السياسية وتلفيق التهم وسجن المغردين والنشطاء السياسيين وضرب المتظاهرين السلميين، وانتهاك حرمات المنازل، فإنه لم يبق وصفٌ سيئ لم تطلقه أبواق الفساد السياسي والإفساد على الشباب الوطني المخلص المطالب بالإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي، مثل "أبناء الشوارع" و"اللفو" و"الهيلق" و"الغوغائيين" و"مثيري الشغب" و"مجرد أدوات لنواب سابقين"، ناهيكم عن الطعن بانتمائهم وولائهم الوطني.

 ومع هذا، وبالرغم من بعض الأخطاء والهفوات والزلات التي لا يخلو منها أي حراك شعبي عام، فما بالكم بحراك شعبي واسع ومتنوع في بيئة سياسية غير منظمة يغلب عليها الطابع الانتخابي والفردي، فإن الشباب الوطني المخلص مستمر وبثقة عالية في المطالبة السلمية بالإصلاح السياسي والديمقراطي، وهو الأمر الذي يستحق الإشادة والفخر معاً؟

وفي هذا السياق فإن الوعي السياسي بشكل عام وبين أوساط الشباب بشكل خاص يتطور بشكل لافت، والشباب يكتسبون خبرات تنظيمية جديدة خصوصا بعد الإعلان عن تنظيمات سياسية يغلب عليها العنصر الشبابي، وهو الأمر الذي سينتج عن، من دون أدنى شك، تطور نوعي في العمل السياسي.

back to top