بغداد تشيّع الجنود الخمسة وسط مساع لحلحلة الأزمة

نشر في 29-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2013 | 00:01
• اعتقال ثلاثة شاركوا في قتل الجنود
• تعليق عمل عشر قنوات بينها «الجزيرة»
في أجواء مهيبة عاشتها بغداد أمس، تم تشييع الجنود الخمسة الذين قتلوا في محافظة الأنبار يوم الجمعة الماضي، وسط محاولات حثيثة تجري على الصعيدين السياسي والشعبي لحلّ الأزمة التي دخلتها البلاد في أعقاب أحداث الحويجة الدامية.

وسط مساع دولية ومحلية لحلحلة الأزمة وعدم تفاقمها، شيعت بغداد أمس، الجنود الخمسة الذين قتلوا في الأنبار على أيدي مسلحين في ساحة الاعتصام الجمعة الماضية، في حين أعلن رئيس مؤتمر صحوات العراق الشيخ أحمد أبو ريشة اعتقال ثلاثة ممن شاركوا في قتل هؤلاء الجنود.

وفي خطوة نحو التهدئة، يقوم رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان البرزاني بزيارة بغداد اليوم لعقد مباحثات مع رئيس الحكومة الاتحادية نوري المالكي تستهدف تجاوز المشكلات التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة الحرجة.

اعتقال ثلاثة قتلة

وأجرت وزارة الدفاع العراقية أمس، مراسم تشييع رسمية مهيبة للجنود الخمسة بحضور رئيس الوزراء ووزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي وقادة عسكريين كبار وأسر الضحايا.

وعرضت قناة "العراقية" الحكومية صورا لجثثهم أظهرت علامات تعذيب عليها.

ولم تتبن أي جهة قتل هولاء الجنود، في حين دعا المالكي المعتصمين الى تسليم قتلتهم.

وقال النقيب في الجيش حازم الشمري: "أتوقع أن تتحرك السلطات في رد حازم لتعيد هيبة الجيش وانتهاك حرمته"، مشددا على أن "الجيش على أهبة الاستعداد للتحرك ضد القتلة والمجرمين الذين اتخذوا من الاعتصامات ملاذا آمنا".

في غضون ذلك، قال الشيخ ريشة أمس، إن "أبناء العشائر وبمساعدة القوات الأمنية تمكنوا من اعتقال ثلاثة ممن ارتكبوا الجريمة النكراء بقتل الجنود العراقيين بعد ست ساعات على ارتكاب الجريمة"، مضيفا أن"عملية قتل الجنود لا تحمل بعدا طائفيا لأن اثنين من الجنود الشهداء كانوا من محافظة الأنبار".

وأوضح أبو ريشة أننا "قمنا بذلك من منطلق واجب أخلاقي وديني لحماية أرواح الناس، وعلى الحكومة أن يكون لديها نفس الالتزام الأخلاقي بالكشف عمن قاموا بقتل المعتصمين في الفلوجة والحويجة".

في السياق، قال المستشار الإعلامي لمحافظة الأنبار محمد فتحي للصحافيين: "لم نستلم الجناة حتى الآن، بل جرى تسليم مديرية الشرطة أسماء أشخاص قيل إنهم هم من قتلوا الجنود وعددهم ثلاثة".

وأضاف: "هؤلاء الثلاثة ينتمون الى تنظيم القاعدة وهم مطلوبون".

وكان رئيس صحوة العراق وسام الحردان هدد أمس الأول، المسلحين في الأنبار بالعودة الى أيام معارك عام 2006 إذا لم يسلموا  قتلة عناصر الجيش خلال 24 ساعة، في إشارة الى حملات قوات الصحوة ضد تنظيم القاعدة والجماعات المتمردة الأخرى في المحافظة قبل سبع سنوات.

وقف فضائيات

في سياق آخر، قال مدير دائرة تنظيم المرئي والمسموع في هيئة الإعلام والاتصالات مجاهد أبو الهيل أمس: "اتخذنا قرارا بتعليق رخصة عمل بعض القنوات الفضائية التي انتهجت خطابا محرضا على العنف والطائفية"، مضيفا أن الهيئة "اضطرت بعد سلسلة من التحذيرات الى تعليق رخص هذه القنوات في كل العراق".

ومن بين القنوات المشمولة بالقرار "بغداد" و"الشرقية" و"الفلوجة" المعارضة لرئيس الوزراء، و"البابلية" المملوكة لنائب رئيس الحكومة صالح المطلك، و"الجزيرة" القطرية.

مباحثات كردية- عراقية

وفي خضم الأزمة الأخيرة، التي تشكل حلقة من مسلسل الأزمات المتواصل في العراق، دخل الأكراد على خط التشنجات المتصاعدة اذ انتشرت أمس الأول، قوات كردية قرب مدينة كركوك المتنازع عليها.

ورأى الجيش العراقي في الخطوة الكردية خرقا لاتفاقية عسكرية مشتركة، ومحاولة لبلوغ آبار النفط في المحافظة، معلنا أنه ينتظر أوامر القيادة حتى يقرر كيفية التعامل مع هذا التطور.

وأعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر، أن رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البرزاني سيزور بغداد اليوم، لإجراء مباحثات مع  المالكي، تستهدف تجاوز المشكلات التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة الحرجة.

وقال كوبلر أمس، إن "الجلوس معاً والتحاور بروحٍ بنّاءة هو أفضل طريق لتجاوز المشكلات"، داعيا الى معالجة جميع القضايا العالقة مثل الشراكة الحقيقية، والأمن، والميزانية، وتقاسم العائدات، بنحو شفاف وصريح وبشكل نهائي.

وأعرب عن أمله أن يسهم هذا الاجتماع في إيجاد حلول طويلة الأمد تستند إلى الدستور للتغلب على الأزمة الحالية في العراق، وأن يسهم في انضمام الوزراء الكرد من جديد إلى مجلس الوزراء في أقرب وقت.

(بغداد - أ ف ب،

يو بي آي، رويترز)

العراق

يغلق حدوده مع الأردن

48 ساعة

أعلنت وزارة الداخلية الأردنية أن "السلطات العراقية أبلغت من خلال سفارتها في عمان الحكومة الأردنية بأنها ستغلق منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن- حدود الكرامة أمام حركتي المسافرين والشحن، اعتبارا من فجر غد ولمدة 48 ساعة، لأسباب تتعلق بالشأن الداخلي العراقي".

وأضافت الوزارة، في بيان أمس، أن "عملية الإغلاق لن تشمل حركة الطيران التي ستسير كالمعتاد خلال فترة الإغلاق، ودون تغيير على جميع الرحلات المقررة"، موضحا أن "الوزارة تعمل حاليا بالتنسيق مع السفارة العراقية في عمان، لإيجاد حل مناسب يضمن استمرار تدفق الصادرات الزراعية الأردنية الى السوق العراقي خلال فترة الإغلاق".

وأشارت الى أن "السفارة العراقية أبدت استعدادها للتنسيق مع الحكومة العراقية لإيجاد حل يضمن حل هذه القضية"، وطلبت الوزارة من الأردنيين "التقيد بمواعيد الاغلاق لاختصار الوقت والجهد عليهم".

ويعتبر منفذ طريبيل، الذي يبعد عن عمان نحو 370 كلم، وعن بغداد نحو 570 كلم، المعبر الوحيد بين البلدين، ويشهد حركة نقل للمسافرين والبضائع، إضافة الى نقل النفط الخام العراقي الى الأردن من خلال الصهاريج، ويقع المنفذ في محافظة الأنبار غربي العراق، التي شهدت حادث مقتل خمسة جنود عند مكان الاعتصام في الرمادي على أيدي مسلحين مجهولين. (بغداد - يو بي آي)

back to top