المبارك مفتتحاً «الملتقى الإعلامي»: تطوير الخطاب العربي لمد جسور التعاون مع الدول المحبة للسلام

نشر في 29-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-04-2013 | 00:01
تحت شعار «الإعلام والسلام»، افتتح الملتقى الاعلامي العربي العاشر أعماله أمس برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، وحشد من الشخصيات الرسمية والإعلامية المحلية والعربية.

وأعرب سمو رئيس الوزراء، عقب الافتتاح، عن ايمانه الكبير بأهمية الدور الذي يقوم به الاعلام من أجل تحقيق الامن والسلام والاستقرار في العالم والمساهمة في دفع سياسات الاصلاح والتنمية التي تهدف الى الارتقاء «بمجتمعاتنا في كل الميادين وتوفير البيئة الملائمة والحياة الكريمة للشعوب».

واكد سموه ضرورة استثمار الملتقى الاعلامي في دورته العاشرة الذي يضم نخبة مميزة من الاعلاميين العرب في تطوير الخطاب الاعلامي العربي وتوجيهه نحو مد جسور التعاون وتعزيز العلاقات العربية مع مختلف دول العالم المحبة للسلام.

وتحدث في جلسة الافتتاح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، مؤكداً تطلع الأمة الى ربيع إعلامي عربي تتفتح أزهاره تنمية وتحضراً، وجدد الحرص على «تعزيز الحرية الاعلامية، ومنع استغلال الإعلام لإشعال الفتنة»، لافتاً الى أن سمو رئيس مجلس الوزراء قرر تجميد القانون فور شعوره بأنه لا يخدم الإعلام الكويتي، تأكيداً منه لموقف الكويت الداعم للحريات. ودعا وزير الإعلام المصري صلاح عبدالمقصود الى أن يكون الإعلام على قدر التحديات المحيطة، وأن يسهم في بناء الوحدة العربية، ويحافظ على الأمن القومي حيال أي محاولة لشرذمة صف الأمة. ويناقش الملتقى على مدى سبع جلسات اليوم قضايا إعلامية وسياسية بمشاركة عدد من الشخصيات الرسمية، وفي مقدمها وزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور محمد الصباح وعدد من الوزراء والإعلاميين الكويتيين والعرب.

وعقب حفل الافتتاح جرى تكريم عدد من الكتاب والاعلاميين العرب تقديرا لاسهاماتهم المتميزة الاعلامية و الثقافية.

أكد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود أن العالم العربي يمر الآن بمرحلة دقيقة بالغة الحساسية، «الكلمة فيه محسوبة، فربما كلمة واحدة مفردة يقولها صاحبها ولا يلقي لها بالا فتكون وبالا عليه وعلى مجتمعه، وربما كلمة أخرى تُقال فتُحقَنُ بها الدماء وتُلَمْلِمُ حروفها الجراح، وتوحِّدُ معانيها الصف».

الإعلام والسلام

وأشار الحمود، في كلمته في الملتقى الإعلامي العربي العاشر أمس، إلى أهمية شعار هذا «الإعلام والسلام»، مضيفا أن «عالمنا العربي يموج فوق بحر من التربص والانتهاز، وليس لمجتمعاتنا العربية - تجاه ذلك - واقٍ ولا حصنٍ إلا الإعلام وأمانة الكلمة، فالإعلام قادر على أن يضع المواطن العربي موضع المسؤولية، ويجعله يدرك حجم التحديات والأخطار المحدقة بعالمنا العربي من كل الاتجاهات، فنحن نسعى إلى ربيع إعلامي عربي تتفتح أزهاره تنميةً وتحضراً، لاسيما ونحن نمتلك ثروة جبارة لم تؤت لأمة غيرنا، فنحن أمة البيان والتبيين، أمة القلم التي أعزها الله بمسؤولية التبليغ وأمانة النقل».

وأعرب عن امله أن «يكون ملتقانا هذا انطلاقة جادة نحو إعلام عربي غايته تحقيق السلام والأمان والتنمية، فالمسؤولية ضخمة، ولكن عزمكم وخبرتكم هما الأمل في السير بإعلامنا ليكون إعلام بناء وتحضر ورقي، فكما أن الإعلام مسؤول عن رصد السلبيات في المجتمع فهو مسؤول أيضا عن توعية الناس وتوسيع مداركهم وثقافتهم وإبراز الجوانب الايجابية والبقع المضيئة في المجتمع حتى ولو كانت قليلة».

 وحدة الصف

واوضح أن «الإعلام الآن لم يعد مجرد رسالة أو خبر، فهو شريك أساسي ومهم في الحفاظ على وحدة الصف وتماسك لبنات المجتمع، فدوره بات أعظم وأكبر من ذي قبل، خصوصا بعدما تشعبت أدواته، وكثرت وسائله، وتخطى مرحلة كونه مجرد ناقل للخبر».

وأكد أن «مسؤوليتنا ضخمة وعبئنا ثقيل، وكثيرة هي الآمال المعقودة علينا، فلنكن عند حسن ظن شعوبنا بنا مهما تعاظمت التحديات أمامنا، ومهما تعددت العقبات في طريقنا، يبقى إيماننا بالله وحبنا لأوطاننا وعشقنا لترابه هو المحرك والداعم والظهر الصلب، الذي نرتكن إليه ويشد من عزمنا وقوتنا في الأوقات الصعبة».

«الإعلام الموحد»

وعن قانون الإعلام الموحد قال وزير الإعلام: «لقد سمعتم نقاشاً قبل أيام حول قانون الإعلام الموحد الذي جاء ليخدم حرية الإعلام وتعزيز الحرية الإعلامية، ومنع استغلال الإعلام لإشعال الفتنة».

 ولفت إلى «أن مجرد الشعور بأن القانون لا يخدم الإعلام الكويتي، قرر سمو رئيس مجلس الوزراء تجميد القانون، تأكيداً منه لموقف الكويت الداعم للحريات، لا سيما أن الكويت تفخر بقضائها المستقل».

التأجيج والتفرقة

ومن جانبه، أكد وزير الإعلام المصري صلاح عبدالمقصود  أن العالم العربي بحاجة إلى إعلام إيجابي يهدف إلى التطور، ونبذ زرع محاولات التاجيج والتفرقة.

وأشار عبد المقصود، خلال كلمته في الملتقى، إلى «وجود تحديات تواجه هذا الإعلام، وتستوجب من الجميع أن يكون على قدر هذه التحديات من أجل استثمار الطاقات ومواكبة تكنولوجيا الاتصال».

وأضاف: «أنا لا أبالغ إذا قلت إن اتحادنا كعالم عربي ليس بمستحيل لوجود روح العروبة لدى الإعلاميين العرب، في ميادين مثمرة»، معلنا استعداد مصر للتعاون مع دول العربية الأخرى من خلال التدريب في برامج الأخبار والإنتاج المشترك.

الثورة البيضاء

وأوضح «أن الإعلام المصري ساهم بدعم المؤسسات الإعلامية العربية، وأنه بعد ثورة 25 يناير التي وصفها بالثورة البيضاء لا يسعى إلى تصدير ثورته إلى العالم العربي، إنما لبناء وطنه»، مشيرا الى أن مكانة مصر ليست فقط لدى المصريين إنما في قلوب جميع أبناء العرب الذين يعتبرون أن استقرار مصر هو استقرارهم.

ودعا عبد المقصود الدول العربية إلى «إنقاذ كنوز مبنى ماسبيرو التي تعتبر إرثاً تاريخياً نفتخر به جميعا».

و أكد أن «الإعلام الإيجابي يسهم في بناء الوحدة العربية والحفاظ على الامن القومي ومحاربة الانقسام والتأكيد على الوحدة العربية».

صناع الإعلام

ومن جهته، أكد أمين عام الملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس في الملتقى أنه كان فكرة ثم نمت وتطورت إلى أن صارت واقعاً يجمع صناع الإعلام العربي لمواكبة الظروف المتغيرة على الدوام.

وقال في كلمته في الملتقى «إن فكرة الملتقى كانت تجمّعاً إعلامياً ينهضُ بصناعةِ الإعلامِ وقدراتِ الإعلاميين، يُجمّعُ ولا يفرّق، يبني ولا يهدم، ينثرُ الخير، وينشرُ الخبر».

وأشاد بتشجيع سمو أمير البلاد للملتقى منذ نشأته فكانت تلك اليدُ التي احتضنت الملتقى الإعلامي العربي هي يدُ حضرةِ صاحبِ السمو الشيخ صباح الأحمد.

وأضاف «يومَ صارتْ الفكرةُ الحُلم واقعا فكان الملتقى الإعلامي العربي، عشرُ سنواتٍ هي الفترةُ الزمنيةُ الماضيةُ بين أولِ لقاءٍ عقدنَاهُ للملتقى الإعلامي العربي وملتقانا العاشر اليوم».

وأبدى حرصه على الإعلام بقوله «حرصْنَا على الإعلامِ أولاً، فرسالتُنا هي النهوضُ بالإعلامِ العربي وتطويرِ قدرات الإعلاميين، وتنميةِ إمكانات المؤسساتِ الإعلامية»، مبينا دور دور جامعةِ الدولِ العربية التي «احتضنتْ أفكارَنَا ورُؤَانا ومشاريعَنَا بكلِّ محبةٍ وتعاونٍ خلال تلك السنوات من أجلِ تحقيقِ هذا الهدف».

وتحدث عن آلية تأهيل الإعلاميين العرب «كان همُّنا الأول إيجادَ آليةٍ لتأهيلِ الإعلاميين العربِ وتدرِيبِهم بما يليقُ والمكانةِ المهمةِ للإعلام العربي وتحدياتِ المرحلة، من أجل ذلك عقدنَا العديدَ من الاتفاقاتِ العربيةِ والدوليةِ مع أكبرِ المنظماتِ والهيئاتِ والمراكز في سبيلِ تطويرِ قدراتِ الإعلاميين ومهاراتِهم».

وأضاف «إن الإعلامَ رسالةٌ ساميةْ وهذا هو المفهومُ الذي حرَصْنَا عليهِ منذ البدايةِ وتمسكنَا به، وإن كانت منارةُ الكويت الإعلاميةِ والثقافية قد بَزَغَ نجمُها منذ زمنٍ طويل عبرَ العديدِ من المشاريعِ المهمة التي دفعَتْ الكويتَ نحو التقاربِ مع البُعدِ العربي فإن رسالةَ الملتقى الإعلامي العربي التي تنطلقُ من دولةِ الكويت إلى دولِ العالمِ أجمعْ تحثُّ على أن الإعلامَ رسالةٌ صادقةٌ لا يمكن تكبيلُها».

وقال «نضعُ اليوم نُصْبَ أعيُنِنَا تلك الأمانةِ الكبرى التي تحملُها أعناقُنا أمانةُ إعلامٍ واعٍ وراقٍ يعملُ من أجلِ المصلحةِ العامةِ دونَ تجييرٍ لمصالحَ ذاتيةْ، أمانةٌ تُحمّلُنا مسؤوليةَ العملِ للدفعِ نحو تقدمِ الإعلامِ العربي كمنظومةٍ متكاملةْ».

واختتم كلمته بشكر صاحبِ السمو الشيخ صباح الأحمد، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلسِ الوزراء على حرصه على أن يخرجَ هذا الملتقى بالشكلِ اللائق بالكويت، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ومن تكرموا برعايةِ هذا الملتقى عبر دوراتِه العشرِ الماضية، ووزراء الإعلامِ المتعاقبينَ في دولةِ الكويت، والزملاء الإعلاميينَ في كلِّ الوطن العربي.

back to top