اختبار تصادم حاسم مهنة ولي عهد شركة {دايملر} تتباطأ

نشر في 10-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 10-05-2013 | 00:01
لطالما اعتُبر فولفغانغ برنهارد وريث عرش شركة {دايملر} مع أنه شخصية مثيرة للجدل. لكن يبدو أن شركة تصنيع السيارات القائمة في شتوتغارت بدأت تكبح الآن مسيرته المهنية وتلومه على أحدث أزمة في مجال العلاقات العامة.
اقتربت الشاحنة الصغيرة من الحاجز بسرعة 64 كلم في الساعة. لكن فشلت المكابح في وقف المركبة التي لم تنحرف عن مسارها. بل اصطدمت بالحاجز وأحدثت ضجة صاخبة. سارت جميع الأمور وفق الخطة المقترحة حتى الآن، لكن ليس بالنسبة إلى شركة {مرسيدس} بالضرورة.

قُذف الركاب نحو الأمام. لكن لحسن الحظ كانوا مجرد دمى في اختبار تصادم. لكنّ ما حصل لها لاحقاً أثبت لمنتدى السيارات الألمانية ارتفاع {خطر إصابة السائق والركاب في منطقة الصدر}.

نتيجةً لذلك، حصدت مركبة {سيتان} من إنتاج {مرسيدس بنز} ثلاثة نجوم فقط من أصل خمسة في الاختبار. وفق منتدى السيارات الألمانية، أظهرت المركبة {نقاط ضعف أساسية وثغرات في مجال السلامة العامة}. خلال اختبارين، {تشابكت الوسادة الهوائية الخاصة بالرأس وأصبحت غير نافعة}. لم تكن النتائج جيدة أيضاً في ما يخص سلامة المشاة.

بالنسبة إلى ماركة {مرسيدس بنز} التي تستعمل شعار {لا شيء إلا الأفضل} في إعلاناتها، بدا تقييم منتدى السيارات الألمانية سيئاً. ولم ينعكس الأمر فقط على الشركة التي أعلنت أخيراً عن سحب 3500 مركبة {سيتان»  بل على أحد أبرز مديريها التنفيذيين: فولفغانغ برنهارد.

لطالما اعتُبر هذا الرجل الذي يبلغ 52 عاماً مرشحاً ليكون خلف الرئيس التنفيذي ديتر زيتشه. لكن لم يعد الأمر وارداً الآن بحسب رأي أعضاء مجلس الإشراف على الشركة. اكتفى مدرّب برنهارد، زيتشه، باعتبار نتائج الاختبارات {غير مُرضية بأي شكل}.

كان برنهارد (مدير تنفيذي سابق في شركة {ماكينزي}) مسؤولاً عن قسم الشاحنات في {دايملر} منذ عام 2009، لذا كان مسؤولاً عن تطوير نموذج {سيتان} وعن النتائج الكارثية التي سُجّلت في اختبار منتدى السيارات الألمانية. لأسباب متعلقة بالتكاليف، قررت شركة {دايملر} عدم تصنيع تلك الشاحنة الصغيرة. بل استعملت نموذج {كانغو} الذي تم إنتاجه بالشراكة مع شركة {رينو} وطُرح في السوق منذ عام 2008 كمنصة تمهيدية لنموذج {سيتان}. عدّل فريق برنهارد الهيكل الداخلي وغيّر التصميم ووضع نجمة {مرسيدس} الكبرى في الجهة الأمامية.

استنتج منتدى السيارات الألمانية ضرورة أن {تعيد شركة مرسيدس هندسة المركبة} وذكر أن شركة {رينو} سبق وأظهرت {نقاط ضعفها في اختبار التصادم} في عام 2008.

يعكس ذلك التقرير أداء سيئاً من عضو مجلس الإدارة في شركة {دايملر}، برنهارد، المعروف ببراعته في تخفيض تكاليف الإنتاج في قطاع تصنيع المركبات. لكنه يُعتبر أيضاً أحد أبرز المديرين المثيرين للجدل في الشركة. يستعمل مفردات خاصة وكأنه خبير استراتيجي عسكري. يعج خطابه بعبارات مثل {خوض المعركة} وإخراج {الأسلحة الثقيلة} أو حتى اللجوء إلى {حرب المدن}. يبرع المدير التنفيذي في تحفيز موظفيه ولكنه ينفّر أي طرف خارجي بسبب أسلوبه القتالي.  

صعود مفاجئ وهبوط

لطالما ارتكزت مهنة برنهارد على النمط نفسه الذي يشمل صعوداً مفاجئاً يليه هبوط سريع. في عمر الثانية والأربعين، أصبح عضواً في مجلس إدارة شركة {دايملر} وتم إرساله إلى الولايات المتحدة لإدارة شركة {كرايسلر}. أشارت التوقعات إلى أنه سيصبح المدير التنفيذي لشركة {دايملر} بعد عودته، ولكنه أُجبر على مغادرة الشركة بعد فترة قصيرة من توليه منصبه. لم يرتكب أي خطأ ولكنه اعتبر صراحةً أن هذه الماركة تحتاج إلى {إعادة هيكلة} ولا يمكن إنقاذها إلا عبر فرض تخفيضات كبرى.

اتخذت تجربة برنهارد المهنية الثانية كمدير تنفيذي لماركة {فولكس فاغن} المسار نفسه. توقّع منه الجميع أيضاً أن يخفّض التكاليف في شركة تصنيع السيارات التي تتخذ فولفسبورغ مقراً لها، وقد نجح في ذلك. لكن أخطأ برنهارد أيضاً في طريقة تعامله مع الناس في شركة {فولكس فاغن}. فأثار غضب الموظفين وهدد بعدم تصنيع سيارة الغولف المقبلة في فولفسبورغ.

في عام 2007، رحل من فولفسبورغ وغادر شركة {فولكس فاغن} ثم عاد إلى شتوتغارت حيث بدأ تجربته المهنية الثالثة التي قادته في النهاية إلى أعلى المراكز في {دايملر}.

في شركة} دايملر}، كرر النمط نفسه. زاد برنهارد فاعلية الإنتاج، فخفّض وقت إنتاج كل مركبة من 37 إلى 35 ساعة. لكن أثبت هذا الرجل المندفع مجدداً أنه شخصية مثيرة للجدل. انسحب ممثلو الموظفين من مفاوضات حول برنامج تخفيض التكاليف. واعتبر رئيس مجلس الأعمال في {دايملر}، إريك كليم، أن التغييرات لا يمكن أن تحصل {عبر شن الحرب على الموظفين}.

في بداية السنة، دعا كليم وزملاؤه في مجلس الأعمال إلى استبدال الرئيس التنفيذي زيتشه، ثم أعلنوا أنهم ما عادوا يريدون التفاوض مع برنهارد حول تخفيضات إضافية للتكاليف في مصانع المركبات التابعة للشركة. لو أنهم نجحوا في مساعيهم، لكانوا أجبروه على مغادرة الشركة حينها.

لكن توصل رئيس مجلس الإشراف، مانفريد بيشوف، إلى تسوية. فتجدد عقد زيتشه، لكن لثلاثة أعوام بدل خمسة. واضطر برنهارد إلى تبادل منصبه مع أندرياس رينشلر الذي كان رئيس قسم الشاحنات حينها. أثبت رينشلر أنه يستطيع بدوره تخفيض التكاليف عبر التوصل إلى اتفاق مع ممثلي العمّال.

كان الأمر أشبه بهزيمة أخرى لبرنهارد ولكنه حصل بذلك على فرصة لإثبات نفسه. لكن جاءت نتائج اختبار التصادم لنموذج {سيتان} الآن لتثير الشكوك حول قدرته على تطوير سيارات ترضي معايير {مرسيدس}.

في غضون ذلك، يجب أن تحاول شركة {مرسيدس بنز} الحد من الأضرار التي لحقت بصورتها. تجدد العمل لإعادة تصميم الشاحنة الصغيرة وتلقى المصممون تعليمات كي يحرصوا على أن تحصد مركبة {سيتان} أربعة نجوم في اختبار التصادم المقبل.

back to top