ألسي فرنيني: الدراما اللبنانية ستشرق أكثر بعد «وأشرقت الشمس»

نشر في 23-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 23-12-2013 | 00:02
ممثلة مخضرمة واكبت الدراما اللبنانية في انطلاقتها الذهبية، وفي أقسى أحوالها، وكانت في أدوارها كلها متألقة حضوراً وأداءً.
الفنانة القديرة ألسي فرنيني، نوّعت أخيراً بين الأعمال الكوميدية الاجتماعية والدرامية وتألقت في {وأشرقت الشمس}، عبر تجسيد شخصية منيرة، صاحبة خمّارة وعنصر فاعل في الثورة ضد الاحتلال العثماني. عن دورها في المسلسل وأعمالها تحدثت إلى {الجريدة}.
حضورك في مسلسل {وأشرقت الشمس} مشرق، فما سر هذا الدور المتألق؟

النص جميل والحوار مكتوب بطريقة ذكية ومتماسكة وعميقة، فلم ترد أي جملة من دون معنى، ما يساعد الممثل على منح دوره تركيبة قوية.

كيف تقيّمين دورك فيه؟

 شكّل تحدياً بالنسبة إليّ وأخافني في البداية، لأنه بعيد عن نمط الأدوار التي اعتدت الإطلالة بها. أرادت الكاتبة منى طايع أن تكون الشخصية جريئة وقويّة ووقحة أحياناً في تصرفاتها، لكننا توصلنا معاً إلى تركيبة معينة نجمع فيها الجرأة وخفة الدم  والرقيّ وقد نجحنا.

يضمّ المسلسل نخبة من الممثلين القديرين، إلى أي مدى تؤدي تركيبة الأدوار والكاست دوراً في نجاح أي عمل؟

اعتبر هذا العمل متكاملا تقريباً من نواحي النص والإخراج والإنتاج الذي أدى دوراً مهماً في رفع شأن المسلسل. رغم أننا نعلم جميعاً كيفية تنفيذ المسلسل المحلي بموازنة محدودة، إنما توافرت فيه مواقع تصوير مناسبة، وكل ما يلزم من ملابس وأكسسوارات وغيرها ساهمت في تنفيذه بأفضل مستوى. فضلا عن اختيار الممثل المناسب في الدور المناسب، ما أدى إلى تكامل عناصر العمل، خصوصاً أن كلا منّا  يؤدي دوراً محورياً ويعتبر نفسه في دور البطولة.

شعور الممثل المشارك في بطولة جماعية بأنه يؤدي دوراً محورياً وأساسياً وإن حل ضيفاً، هل ينعكس إيجاباً  على مستوى الأداء؟

طبعاً. يتميّز نص منى طايع دائماً بإعطاء الشخصيات المساندة دوراً محورياً وفاعلا في القصة، فلا تكون المشاركة في هذه الأدوار عابرة، ما يحفّز الممثل على العطاء أكثر، وتقديم أفضل ما لديه.

حكي عن إمكان عرض المسلسل فضائياً، هل يملك المقومات اللازمة لمواجهة الإنتاجات العربية الضخمة؟

ردّة فعل الجمهور جواب واضح على هذا الأمر، فقد حصد {وأشرقت الشمس} إجماعاً لدى فئات المجتمع كافة، لا سيما الشباب والرجال الذين لا يحبون عادة مشاهدة الدراما، فانجذبوا إلى العمل الذي تجري أحداثه في فترة زمنية ماضية. من هنا يمكن التأكيد أنه يملك المقومات اللازمة ليشعّ عبر الفضائيات، ويكون عملاً نوعياً، وهذا مهم بالنسبة إلى الدراما اللبنانية وانتشارها خارجاً، خصوصاً أن سقف الإنتاج الدرامي في الدول العربية أعلى من عندنا.

هل يحاكي المسلسل الواقع؟

بل يحاكي الأزمنة كافة، لأننا نشهد حراكَ شعوبٍ في كل مرحلة تاريخية، والحياة بحد ذاتها في حركة مستمرة. وفي كل مرحلة زمنية نرى غياباً للعدالة، أناساً مظلومين، أشخاصاً يتمتعون بروح وطنية وإنسانية وآخرين يبطشون لتحقيق مصالحهم الشخصية.

سبق أن تعاونتِ مع منى طايع في مسلسلي {فارس الأحلام} و{عصر الحريم}، كيف ترين صورة المرأة ودورها في نصوصها؟

تركّز منى طايع على دور المرأة في المجتمع، فلا تصوّرها ضعيفة أو خاضعة بل تملك سلطة، ومتساوية مع الرجل بعقلها وفكرها وشخصيتها وعلمها ووعيها، ما يؤثر إيجاباً في النساء اللواتي يتابعن الأعمال الدرامية، لأنهن يشعرن بحافزٍ معيّن. ومثال على ذلك شخصية {جلنار} في {وأشرقت الشمس}، هذه الصبية الفقيرة التي تعيش تحت سلطة أناس أقوياء يضطهدونها، نراها واثقة من نفسها وقويّة وشامخة ورأسها مرفوع وشجاعة تتحدى وتواجه. كذلك تعطي منى الرجل حقّه، مثل شخصية الشيخ خليل وهبي (غسان صليبا) المفعمة بالمروءة والشهامة، فضلا عن دور الثوّار وإيمانهم بوطنهم وبالحرية، فما من رجل يقبل أن يكون محكوماً من طاغٍ.

هل من الضروري أن تحمل الدراما رسالة اجتماعية وإنسانية؟

الدراما رسالة معنوية عميقة وليست مجرد مادة للترفيه، وجمالية النص القويّ أنه يعلق في ذهن الناس ويصبح خالداً.

تشكلين للمرة الثانية ثنائية مع رولا حمادة بعد مسلسل {فارس الأحلام}، فكيف تقيّمينها؟

ما من شك في أن الوقوف أمام ممثل محترف وقوي يعيش شخصيته بأبعادها كافة مريح، لأن ثمة فواصل صغيرة لا ينتبه إليها الممثل العادي فيما يعطيها الممثل المحترف أهمية وأبعاداً عميقة، ما يحفّز أكثر الثنائية بين الممثلين ويزيدها تألقاً.

لفتنا في مشهد انتحار منيرة مواجهتها الموت بابتسامة وشجاعة، أخبرينا عن هذا المشهد الصعب.

جمالية هذا المشهد متعلقة بأهمية النص وعمقه، وقدرتنا على تقمّص الشخصية ما إن نقرأه، وهذا ليس أمراً سهلا لأنه يتطلّب تركيزاً لفهم أبعاد الشخصية والتفاعل معها وبالتالي تحضيرها والانصهار فيها.

واكبت الدراما اللبنانية في عصرها الذهبي وفتراتها الهابطة، فكيف ترينها راهناً؟

عادت إلى موقعها قوية وشامخة كما في السبعينيات. برأيي، النصوص الجيدة والفريق الجيد والإنتاج الجيد كلها عناصر تساهم في تطويرها. أظنّ أن الدراما اللبنانية بعد {وأشرقت الشمس} ستشرق أكثر، وستحفّز كل منتج يرغب في تقديم عمل فني، على ألا يقدّم أقل من هذا المستوى.

يعتبر البعض أن مشاركة اللبناني في الإنتاجات العربية المشتركة من شأنها تطوير الدراما المحلية، ما رأيك؟

التطعيم جميل في المسلسلات، لأننا، كعرب، نعيش في المجتمع نفسه، فنحن نرى في لبنان المصريين والسوريين والأردنيين يتعايشون معاً ويلتقون في الحفلات والمناسبات الاجتماعية، لذا، الانفتاح الحضاري والثقافي وتفاعل القيم والتقاليد جميل، والأجمل أن نسمع اللهجة السورية أو المصرية في الأعمال اللبنانية، وفي المقابل نسمع اللهجة اللبنانية في الأعمال السورية والمصرية.

لم تشاركي في مسلسل عربي مشترك لغاية الآن، لماذا؟

ربما لأنني كنت غائبة عن الدراما لفترة طويلة، لكنني موجودة دائماً على الساحة الفنية.

هل اختلفت النظرة إليك بعد دورك في {وأشرقت الشمس}؟

طبعاً، يطالبني المشاهدون بتقديم مثل هذا الدور الجريء واللافت، وألا أكتفي بأدوار المرأة الحزينة والخاضعة. لكن النص في النهاية هو الذي يتحكم بالممثل ويفرض شخصيته في العمل.

كيف يحافظ الممثل على حضوره ومستواه مع مرور الوقت؟

عندما يُحسن اختيار أعماله. شخصياً، أعمالي قليلة لأنني أرفض المشاركة في نصّ أراه ضعيفاً، كذلك أرفض الشخصية غير المقنعة برأيي، وإن كلفني ذلك الابتعاد عن الشاشة فترات، فأنا لا أمثل بهدف الربح المادي أو التجاري.

يصب المنتجون اهتمامهم طوال السنة، على تقديم مسلسل في شهر رمضان، فهل يكفي ذلك لتطوير الدراما اللبنانية؟

لا يجوز وضع الزخم كله في شهر واحد، خصوصاً أن بعض المسلسلات لا يأخذ حقه كما يجب. عُرض {وأشرقت الشمس} مثلا في موسم عادي وحقق نجاحاً، فلا لزوم إذاً أن تصب الأعمال كلها في شهر واحد، لأنها  تفقد بذلك وهجها، وإذا أعيد عُرضها لاحقاً يشعر المشاهد بأنها قديمة فلا يتابعها.

هل تعيش نجمات الدراما اليوم النجومية نفسها التي عاشتها نجمات الأمس؟

في الماضي كان الإنتاج الدرامي أقل وكان تلفزيون لبنان وحده على الساحة الإعلامية، وبالتالي لاحظ الجمهور أبسط التفاصيل واشتهر الممثل بسرعة، لكن مع وفرة المحطات المحلية والفضائية وكثرة الأعمال، أصبحت الممثلة الجديدة بحاجة إلى جهد أكبر لإثبات نفسها من خلال أدوار مميزة ومقنعة وتجسيد الشخصيات بمهارة  ومهنية، لأن الجمهور يغربل الممثل وفق الطاقة والمقومات.

أخبرينا عن {عروس وعريس} الذي تصورينه راهناً.

مسلسل كوميدي اجتماعي من كتابة منى طايع، إخراج دزيريه دكاش، وإنتاج مشترك بين procuction  MandM (مي وميلاد أبي رعد) وإميل طايع ومنى طايع. أؤدي فيه دور سامية، مدرّسة صفوف ثانوية تعاني هوساً مرضياً يزعج المحيطين، وخالة شاب (يورغو شلهوب) يقع عمّه بغرامها من دون أن تبادله الشعور نفسه. وسرعان ما تتطور الأحداث وتنتابها الغيرة وتبدأ بملاحقته.

نوّعت بين الكوميديا الاجتماعية والدراما، أي منها يحاكي قضايا الناس أكثر؟

لكل عمل نكهته الخاصة وهويته، الدراما جميلة وهادفة تحمل رسالة معينة، كذلك  يمكن للكوميديا الاجتماعية أن تحمل رسالة من خلال الإضاءة على النواقص في المجتمع.

كيف تقيّمين أداء جورج شلهوب، زوجك، في برنامج {رقص النجوم}؟

معجبة جداً بجرأته، ليس من السهل أن يشارك في مسابقة تضم حكّاماً وتقويماً، هو الذي اعتاد رقص الباليه المنفرد مع الفنانة جورجيت جباره. برأيي، التجربة جميلة وحصدت ردود فعل إيجابية، كأنه يشجّع أبناء جيله على عيش حياتهم بحيوية، طالما يتمتعون بالشغف والطاقة.

back to top