ندى بو فرحات: المسرح أهدى لي جائزة أفضل ممثلة عربية

نشر في 26-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 26-12-2013 | 00:02
No Image Caption
التمثيل شغفها، تعبّر من خلاله عن أفكارها وتطلعاتها. ورغم أن أدوارها الدرامية أقل من طموحها وقدراتها، فإنها فرضت نفسها ممثلة مسرحية وسينمائية بامتياز، تطلق منهما العنان لموهبتها وطاقتها التمثيلية.
شخصية نهاد نون في مسرحية «مجنون يحكي» آخر أدوارها المسرحية، والراقصة شهرزاد آخر أدوارها الدرامية في «لعبة الموت»، وقريباً تطلّ في ثلاثة أدوار سينمائية متنوّعة فضلا عن مسلسل مصري.
عن المسرح والسينما والدراما، تحدثت الممثلة ندى بو فرحات إلى «الجريدة».
مبروك جائزة أفضل ممثلة عربية من Elle International، فماذا تعني لك؟

جائزة مهمة بالنسبة اليّ، لأنها لفتة تكريمية لأدائي في مسرحية {مجنون يحكي}، تعبّر عن إعجاب الناس والصحافة بدوري. ورغم فرحي بما حققت، أشعر بالأسف لعدم تقديري عن هذا الدور في وطني، خصوصاً أن الجوائز اللبنانية التي مُنحت بعد المسرحية، والمهمة أيضاً في نظري، وضعتني في خانة الدور المساند في مسلسل {لعبة الموت} إلى جانب أسماء مبتدئين في التمثيل، وبالتالي لم يكن توقيتها مناسباً لأنها تزامنت مع عمل مهمّ هو شخصية نهاد نون.

انتهى عرض مسرحية {مجنون يحكي}، فهل ما زلت تعتبرين قرار حلق شعرك من أجلها صائباً؟

كلما استيقظ صباحاً، أشعر، إضافة إلى قوة ايماني، بقوة أخرى ترافقني في مسيرتي، وتسيّر قراراتي المهنية والشخصية، هي الشغف والإحساس. أنا فخورة بما حققت، وبما تم تقديري على أساسه، ورغم أن حلق شعري ساعدني في التعبير عن الشخصية، فإنني كنت سأؤديها بالإحساس نفسه والقناعة، لو لم أقصّه، لأن هذه الشخصية جميلة واخترقت أعماق وجداني.

جريئة ومتمردّة وتعبرين صراحة عن رأيك في حياتك العادية، فهل هذا التكامل بينك وبين الشخصية أدى إلى تعاطف أكبر من الجمهور؟

صحيح، فلو كانت نهاد نون امرأة ضعيفة ومنكسرة وحزينة، لما كان التكامل  ليتحقق بينها وبيني، لذا جاءت هذه الشخصية معبّرة عن أسلوبي الخاص في الأداء.

ما أقصى الحدود التي يمكن أن تبلغيها من أجل دور تمثيلي؟

عندما قرأت نص المسرحية تخيلت الصورة المتكاملة للشخصية، فحلقت شعري وهذا أمر لم أتوقع يوماً أن أقوم به. لا أعرف تماماً أقصى الحدود التي يمكن أن أبلغها لكنني مستعدة لتغيير شكلي ولهجتي، كسب بعض الوزن أو فقده، حقن وجهي بالبوتوكس لأداء دور يهزأ من المهزلة الحاصلة والوجوه الممسوخة التي نراها.

رغم انتشارك الدرامي، وتقديمك أكثر من فيلم سينمائي، تقدمين المسرح سنوياً، فما السبب؟

أنا متعلقة بالمسرح لأنه ساهم في انتشاري خارجاً، وأهداني جائزة أفضل ممثلة عربية. لذا أؤمن به ولا أستطيع العيش من دونه، فضلا عن أنني أعتبر نفسي ممثلة مسرح وسينما.

كيف تقيمين وقوفك على خشبة المسرح مع الفنان الكبير زياد الرحباني والمبدع غبريال يمين؟

ساعدني الممثل غبريال يميّن في أدائي وأعطاني أفكاراً جديدة، فأضفنا صورة مشهدية إلى المسرحية. أما بالنسبة إلى الفنان الكبير زياد الرحباني، فلم أستوعب في البداية وقوفي إلى جانبه، من ثم اكتشفت مدى إنسانيته واحترامه لمهنته وللآخرين وتواضعه، رغم عبقريته، فهو يعبّر فعلاً عن النجومية الحقيقية.

ماذا عن تجربتك الثانية مع الكاتبة لينا خوري؟

إضافة إلى الطاقة الإيجابية التي يوّلدها شغفي في التمثيل، تنعكس طاقة لينا خوري إيجاباً عليّ. رغم صداقتنا، لم أتوقع أن تشركني في هذا المشروع، خصوصاً أننا لا نتحدث أبداً عن مشاريع مشتركة، إلا أنها فكّرت بي وغيّرت شخصية المسرحية من رجل إلى امرأة، لذا أشكرها على هذه الفرصة.

حملت رسالة حرية في هذه المسرحية، ألا ترين أنها مناسبة للدول العربية التي تشهد ثورات؟

سنعرض المسرحية في دبي وأبو ظبي في أوائل 2014. أما بالنسبة إلى مصر وتونس وسورية، فأرى أن عرضها هناك جميل لكنه صعب ومخيف، ثم عرضها في هذا التوقيت في لبنان مخيف أيضاً بسبب الوضع الأمني الذي يزداد سوءاً.

مم تخافين؟

لا أضحي مثل نهاد نون بحياتي من أجل أمر معين، لأن حياتي وعائلتي ومن أحب فوق أي اعتبار.

أدوارك المسرحية مختلفة عن أدوارك الدرامية، فهل لكل مقام شخصياته؟

صحيح، يمكن أن تصلح شخصية نهاد نون في دور سينمائي، لكنها لا تستحق أن تكون في عمل تلفزيوني إلا إذا توافرت إضاءة جيدة وفريق تقني مهني، وتقطيع بسيط يلاحق الشخصية. الإخراج راهناً لا يحاكي النص ولا إحساس الممثل وكأن كلا من هذه العناصر في مكان بعيد عن الآخر.

 

ما رأيك بأداء الممثلين اللبنانيين؟

ثمة ممثلون رائعون يرفعون رأس الدراما المحلية عند مشاركتهم في أعمال مصرية وسورية. لدينا طاقات قوية لا يعرف المنتجون ومديرو البرامج كيف يوظّفونها. لذا مشاركة الممثلين اللبنانيين بعيداً من هؤلاء ناجحة ومهمة، إذ يتم وضعهم في إطار مناسب. نحتاج إلى تغيير بعض مديري المحطات الذين يختارون المسلسل الفاشل بدلا من الناجح لأسباب معينة.

ما سر نجاحك في دوري البراءة والشر؟

تصديقي للشخصية التي أجسدها، وهذا أمر اكتسبته من خلال دراستي المعمّقة في ورش العمل التي ثابرت على المشاركة فيها لسنوات بعد تخصصي الجامعي، وارتكزت على صقل أدائي التمثيلي وتعلم تقنيات، فضلا عن تعاوني مع مخرج ذكي أثق به، وتوافر نصوص قوية وعفوية تشبه لغة المجتمع.

 

هل تختارين أعمالك انطلاقاً من النص أو من إحساسك بالدور؟

 

أعتقد أن إحساسي بالدور هو الأساس، لأنني أشارك في العمل الذي أحبّ شخصيتي فيه حتى لو لم يعجبني النص ككل. وما دمت غير مسؤولة عن المسلسل كله، أركز على أهمية الدور وموقعه، وما إذا كان يحمل قضية معينة، وله مقدمة ونهاية.

ما الأدوار التي ترفضينها؟

الأدوار المساندة لدور آخر، كونها بلا طعم ولا لون، ويمكن لأي كان أن يؤديها.

ما رأيك بمسلسل {وأشرقت الشمس}؟

أرفع القبعة لمنى طايع لأن القصة رائعة، وإخراج شارل شلالا مبدع، والإضاءة جميلة، والتعاون بين المنتجين الثلاثة يجب أن يكون قدوة للآخرين. فضلا عن أنني اشتقت إلى أداء إلسي فرنيني ورولا حمادة، وكم جميل أداء الممثلة الجديدة إيميه صيّاح. يجب وضع الممثلين اللبنانيين دائماً في هذا المستوى الراقي من الأعمال.

بعد مرور عام على مشاركتك في {رقص النجوم} هل وظفتِ هذه المشاركة في دور تمثيلي؟

صوّرت فيلم الرقص Revolt Tango وسيطرح  في 2014، من كتابة إيلي كمال وإخراجه وتصويره، موسيقى التانغو لجاهدة وهبي، الكوريغرافيا لمازن كيوان.  أما المشروع الحقيقي الذي أحلم به، فهو وقوفي على المسرح لتقديم عمل استعراضي ضخم فيه تمثيل ورقص، لكنه يحتاج إلى تحضير طويل ليكون التنفيذ مبهراً. القصة جاهزة وأنا جاهزة أيضاً في حال توافر منتج مهتمّ.

تُكتب أدوار لممثلات معينات، ألم يحن الوقت لتكتب لك الأدوار؟

يجب أن أكتمل بداية لأعرف ماهية الشخصية التي أريد. راهناً، أحضّر مشروعاً من هذا النوع مع بعض الأشخاص.

ما رأيك بالحركة السينمائية الراهنة؟

أتمنى أن ينسحب التنوع الحاصل في السينما على الدراما. ففيلم {عصفوري} يختلف عن Bébé، و{حبة لولو{ لا يشبه {قصة ثواني}، وهذه الأعمال لا تشبه {غدي}، لكل منها جمهوره الخاص، بينما نرى نوعاً درامياً واحداً. لطالما طالبت أن يتحقق التنوع في الدراما، إذ لا بأس بتقديم وجوه جميلة وجديدة، إنما في المقابل يجب تقديم ممثلين مبدعين أيضاً.

ماذا عن مشاريعك السينمائية؟

ستعرض في 2014 ثلاثة أفلام سينمائية شاركت فيها بأدوار مهضومة ومختلفة وهي: stable on stable و{نسوان} و{وينن}.

أعمال عربية

تخطيت الانتشار اللبناني المحلي إلى العربي وهذا طموح أي فنان، فهل تعتبرينه نتاج جهد بذلته لسنوات؟

الفنان الناجح في وطنه وإن كان غير منتشر عربياً، هو ناجح، ثمة ممثلون لبنانيون غير مشهورين عربياً، ننحني أمام أدائهم ونتعلم من خبرتهم. وهؤلاء، برأيي، يتم وضعهم في إطار عربي صغير، في حين تسلط الأضواء على ممثلين غير أكفياء وتضعهم  في إطار واسع.

يبيّن الطاقم غير المناسب الأداء الفاشل المرتكز أساساً على كتابة أعمال لممثلين يتمتعون بجمال المظهر، إلا أنهم يفتقدون إلى أداء مقنع. شخصياً، لا أهدف إلى الانتشار عربياً أو أوروبياً أو في هوليوود، وإنما أداء أدوار مماثلة لتلك التي أقدمها راهناً. وفي حال تم اختياري للمشاركة في دور عربي بناء على أدائي وليس لأمر آخر، عندها لن أفوّت الفرصة.

تغيبين عن الأعمال اللبنانية، لماذا؟

لا أتحمّس لتقديم عمل محلي راهناً، وهذا شعور متبادل بيني وبين بعض المنتجين الذين لا يحبون أدائي وأنا لا أحب أعمالهم. لذا أنتمي إلى الأعمال العربية المشتركة وأفلامي السينمائية والمسرح.

من جهة أخرى، يجد كل ممثل لبناني راهناً مكانته، لذا لا أحب أخذ مكان غيري، بانتظار بدء تنفيذ الأعمال اللبنانية المعروضة عليّ والتي تعبّر عن تطلعاتي، وستكون مع أناس يحبون التعاون معي ويؤمنون بقدراتي التمثيلية.

قدمت دوراً رصيناً في {روبي} وراقصة لعوب في {لعبة الموت}، فما سبب اختيارك هذين الدورين؟

في البداية، رُشحت لشخصية محامية في {لعبة الموت} لأنها شبيهة بدوري في {روبي}، إلا أنني قررت أن أكون الراقصة شهرزاد.

لماذا هذا التغيير؟

لا أحد يعرف قدرات الممثل وطاقته مثله هو، لذلك يجب أن يفرض ما يريد. أرفض قول البعض إنه يختار الممثل في دور محدد على الدوام، لأن الممثل المسؤول الوحيد عن رسم مسيرته، وبالتالي يجب أن يحقق التغيير إذا استطاع، إلا إذا كان بارعاً في أدوار معينة، عندها لا مانع في محافظته عليها.

هل من عمل عربي جديد؟

أشارك في المسلسل المصري {جريمة قتل} مع عمار شلق وهيفا وهبي، كتابة محمد أمين راضي وإخراج محمد سامي.

back to top