الغانم: الأوضاع الإقليمية تُحتّم علينا التصرف كرجال دولة

المبارك: الانعقاد الحالي شهد طرحاً حكومياً موضوعياً وشفافاً في جميع الموضوعات المطروحة

نشر في 04-07-2019
آخر تحديث 04-07-2019 | 00:04
رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ملقياً كلمته في الجلسة الختامية
رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ملقياً كلمته في الجلسة الختامية
عقد مجلس الأمة امس جلسته الختامية لدور انعقاده الثالث، وتلا الامين العام اسماء الحضور والمعتذرين.

وثبت المجلس تقارير اللجان عن اعمالها خلال دور الانعقاد الثالث بالمضبطة دون تلاوتها مكتفيا بتوزيعها على الاعضاء.

وقال رئيس المجلس مرزوق الغانم إن الظروف الإقليمية الدقيقة وما تتمخض عنه من استحقاقات سياسية وأمنية تتطلب من المجلس والحكومة ممارسة تتصف بالنضج، وعملًا يتسم بالمسؤولية، وأداء يرقى إلى مستوى التحديات.

وأضاف الغانم في كلمته بالجلسة الختامية ان الأوضاع الماثلة ونذر التصعيد العسكري في المنطقة تحتم على أعضاء الحكومة والمجلس التصرف كرجال دولة مؤتمنين على مصالح البلاد.

وتابع: إننا كبرلمان وحكومة، مطالبون بالاحتكام دومًا إلى لغة الأرقام والحقائق، ككشف حساب مفتوح وشفاف أمام الشعب الكويتي، الذي ينظر ويراقب ويأمل من سلطتيه التنفيذية والتشريعية إنجازات يتلمسها على أرض الواقع.

وقال: اننا كبرلمان وحكومة، مطالبون بترجمة الوعود التي صيغت على الورق، إلى مكتسبات محسوسة، يشعر بها المواطن في كافة مناحي الحياة سياسة واقتصادًا وإدارة ومجتمعًا وثقافة ورياضة وكل ما يحتاجه الإنسان لضمان العيش الكريم والحياة المثالية.

وأضاف: أقول هذا الكلام، وكلام سمو أمير البلاد في رمضان الماضي، لا يزال ملء السمع حديثه الذي تضمن دعوات صريحة ومباشرة، لا مواربة فيها إلى ضرورة التحلي باليقظة وتحمل المسؤولية وتقدير الظروف التي نمر بها وحديثه، الذي تضمن دعوة إلى تغليب مصلحة الوطن والمواطن، على كل المصالح الضيقة الأخرى، وحديثه الذي تضمن تحذيرا وتنبيها، من الأخطار الوجودية، التي تتربص بنا، وسط هذه المستجدات الإقليمية الملتهبة والمتسارعة.

وتساءل الغانم: كيف لنا كحكومة وبرلمان أن نترجم دعوات وتخوفات سمو الأمير وتحذيراته؟

وقال إن "المسؤوليةَ الملقاة على عاتقنا جسيمة، وقدرنا أن نكون في هذا المكان وفي هذا التوقيت، لنمارس قدرًا عاليًا من تحمل المسؤولية، ونتحلى بأقصى درجات النضج والحكمة".

وأضاف ان "تحمل المسؤولية هنا، يعني عملًا تشريعيًّا منظمًا ومحترفًا، وخطابًا سياسيًّا جامعًا وعاقلًا، وأداء رقابيًّا راقيًا وناضجًا، وتعاونًا برلمانيًّا متكافئًا ومثمرًا".

وأكد أنه "من دون تلك الوصفات الضرورية للإنجاز، سنظل نراوح مكاننا، أو في أحسن الأحوال، ستكون حركتنا في غاية البطء، والوقت هنا عامل مهم ونحن لا نملك ترف الانتظار والتكاسل، فالعالم من حولنا يمضي بسرعة ولا ينتظر أحدًا".

اهتمام بالملاحظات

من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك عزم الحكومة على الاهتمام بجميع الملاحظات والآراء التي أبداها النواب، وتقارير اللجان البرلمانية وتوصياتها خلال الجلسات الأخيرة، والعمل على الاستفادة منها في تقويم ومتابعة مسيرة العمل على نحو منهجي يساهم في تحقيق الإنجازات.

وقال المبارك في كلمته بالجلسة الختامية لدور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الخامس عشر، إن «الحكومة عملت على توفير جميع الأسباب لمجلس الأمة، حتى يؤدي دوره المنشود ويمارس التزاماته الدستورية على الوجه الأكمل».

وقال «أتقدم بوافر التقدير لكم جميعاً على الجهود التي بذلت في تحمل أعباء المسؤولية الوطنية التي نحرص جميعاً عليها، مثمنا بكل الاعتزاز الدور الإيجابي البناء الذي يقوم به الأخ رئيس المجلس والإخوة أعضاء مكتب المجلس، والسعي الجاد لتعزيز التعاون المنشود بين المجلس والحكومة، وإدارة الجلسات بحكمة واقتدار، تحقيقاً للغايات الوطنية المأمولة».

وتابع قائلا «إننا اليوم لسنا في مقام استعراض الإنجازات، ولكن مما هو جدير بالتنويه أن دور الانعقاد الحالي، كما عهدنا دائماً، شهد طرحاً حكوميًّا اتسم بالموضوعية والشفافية في جميع الموضوعات التي طرحت أو المناقشات التي دارت في المجلس».

مقترحات وجيهة

وذكر المبارك «لا شك أن جميع الملاحظات والآراء والمقترحات الوجيهة التي أبداها الإخوة الأعضاء عند نظر الميزانيات والحسابات الختامية، وتقارير اللجان البرلمانية وتوصياتها خلال الجلسات الأخيرة إنما يعكس توجهًا إيجابيًّا ورغبة صادقة في الإصلاح والاستجابة لتحقيق نقلة نوعية بجوهر العمل البرلماني، تجسيداً لأماني وتطلعات أبناء هذا الوطن»، لافتاً الى «أننا بمزيد من التفاؤل والمحبة نفتح الأبواب للتعاون الإيجابي المثمر مع المجلس، لا سيما أن الحكومة عازمة على إيلائها ما تستحق من الاهتمام والعمل على الاستفادة من جميع ما دار في مجلسكم من مناقشات واقتراحات، وذلك في تقويم ومتابعة مسيرة العمل على نحو منهجي يساهم في تحقيق الإنجازات التي نصبو إليها جميعًا».

وأشار إلى تحقيق إنجازات مشهودة تمثلت بإقرار العديد من القوانين المهمة التي سيشهد المواطنون نتائجها ومردودها الطيب على مختلف الصعد والميادين، «فنحن على أمل اللقاء القريب في دور انعقاد قادم بحاجة أكثر من أي وقت مضى، ومن منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقنا أن نكون مدركين لما يجري في منطقتنا وفي العالم أجمع من تحديات وتطورات متسارعة لا يمكن إغفالها أو التقليل من شأنها والانشغال عنها، والتي تستوجب منا كل الاهتمام والمتابعة لتحصين الكويت من إفرازاتها وتداعياتها».

وأضاف «لا شك أن ارتفاع ترتيب دولة الكويت في مؤشر مدركات الفساد لعام 2018 يمثل دفعة قوية نحو زيادة الجهود الرامية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، ويعد دليلًا واضحًا على سلامة الخطى والإجراءات التي تقوم بها الحكومة بالتعاون مع المجلس».

تحديات كبيرة

وكشف أن تحديات المستقبل كبيرة لوضع الكويت في مصاف دول العالم المتقدم، ورفع ترتيبها في المؤشرات الدولية، و»لن يكون ذلك إلا بالعمل الجاد على تلبية احتياجات المواطنين، ووضع الحلول الجذرية لقضايا نتفق مع مجلس الأمة على أولوياتها، وجميع ما يتخذ بشأنها من إجراءات وحلول، وستكرس الحكومة جهودها خلال العطلة البرلمانية على التحضير والإعداد الجيد لدور الانعقاد القادم بدراسة جميع القضايا والمشكلات لتحقيق مزيد من الإنـجاز، وما يبدد هموم أهل الكويت ويرفع عنهم معاناة ضغوط الحياة ويحملهم على تعزيز الثقة بأداء أجهزة الدولة، إلى جانب تكريس الدور الإيجابي المنشود لهم».

بعد ذلك قال الرئيس الغانم: ترفع الجلسة على ان يعود المجلس للانعقاد في شهر اكتوبر المقبل.

back to top