أوروبا تواجه أكبر محاولة لزعزعة استقرارها منذ الحرب الباردة
قبل لقاء مع نظرائه من دول البلطيق لمناقشة القضية الشائكة، وصف رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أمس أزمة المهاجرين على الحدود مع بيلاروس، بأنها "أكبر محاولة لزعزعة استقرار أوروبا" منذ الحرب الباردة قبل 30 عاما.وجدد مورافيتسكي، الذي ناقش الوضع مع نظرائه في إستونيا وليتوانيا ولاتفيا، اتهامه للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بشن حرب هجينة ضد أوروبا، مؤكدا أن "بولندا لن تلجأ إلى الابتزاز وستبذل قصارى جهدها للدفاع عن الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي.ورغم وجود مؤشرات إلى أن الأزمة تتراجع قليلا، تحدث حرس الحدود البولنديون أمس عن محاولات جديدة للعبور، خصوصا من جانب "مجموعة شديدة العدوانية من 100 مهاجر"، واشتابك مع حشد يضم 200 شخص بعبوات الغاز المسيل للدموع.
وقال وزير الدفاع ماريوش بلاشتشاك إن بيلاروس غيرت تكتيكها في التعامل مع الأزمة الحدودية، وباتت توجه مجموعات أصغر من المهاجرين باتجاه عدة نقاط على طول حدود الاتحاد الأوروبي الشرقية، متوقعا أن تطول الأزمة.وتخلى المهاجرون عن كل ممتلكاتهم في بلدانهم الأم وأنفقوا آلاف الدولارات للتوجه إلى بيلاروس بتأشيرات سياحية، عازمين على الوصول إلى الاتحاد الأوروبي. وذكرت وسائل إعلام بولندية أن 11 مهاجرا على الأقل لقوا حتفهم منذ بدأت الأزمة خلال الصيف.وبشكل إجمالي، سجل حرس الحدود 208 محاولات للعبور إلى بولندا، في حين وسعت بيلاروس، مساعدتها للمهاجرين في مأوى للطوارئ في بلدة بروزجي، ونشرت وكالة الأنباء الحكومية "بلتا" أمس صورا لجنود نصبوا خيمة لتوزيع المواد الغذائية بجوار مبنى تم تحويله إلى مهجع.ووفقا للتقديرات، يقيم نحو ألفي مهاجر في المبنى، ورفض جميعهم العودة إلى بلادهم وما زالوا يأملون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي.