مؤيدو لجنة الظواهر السلبية يعتدون لفظياً على معارضيها... والحربش لمناصريه: هَدُّوا ياللي جايين تفزعولي الملا: اللجنة جس نبض وتمهيد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العسعوسي: أحد أعضاء اللجنة وصل إلى البرلمان بظاهرة الفرعيات السلبية

كاد مناصرو النائب جمعان الحربش أن يعتدوا جسديا على مؤيدي النائب الملا والكاتب العسعوسي، لولا تدخل أعضاء اتحاد أميركا، ليقتصر الاعتداء على الألفاظ النابية، اذ عجزت حلقة «مفهوم الظواهر السلبية» النقاشية عن ايجاد إطار يحصر مفهومها الواسع.

حلقة نقاشية بمواصفات مناظرة فكرية، عقدت امس الاول في قاعة جمعية الخريجين، وبدأت أعمالها بقانون الاختلاط وتطورت إلى محاولات اعتداء لفظية، وكادت تكون جسدية، بين مناصري لجنة الظواهر السلبية «البرلمانية» والمنظمين، ومثل طرف التأييد رئيس اللجنة النائب د. جمعان الحربش والنائب د. حسن جوهر، فيما مثل طرف المعارضة النائب صالح الملا والكاتب الصحافي بسام العسعوسي، اذ بلغت الأمور ذروتها حين حاول أحد الحضور «ممن أتوا نصرة للحربش» الاعتداء على المنظمين اعتراضا منه على مدير حلقة «تعريف لجنة الظواهر السلبية» النقاشية صالح المطيري الذي اتهمه بالانحياز الى الملا والعسعوسي، في وقت اكد بعض الحضور حياديته، الأمر الذي أدى بالمطيري إلى تهدئة الأوضاع وإنهاء الندوة، بعد أن طلب الحربش من «المعترض» التوقف عن اعتراضه بعبارة «ياللي جايين تفزعون لي هدوَا شوي».

«قانون الاختلاط» حاضرا

صدم الحضور في بداية الحلقة النقاشية التي نظمها الاتحاد الوطني لطلبة الكويت- فرع أميركا بطلب النائب الحربش بفصل الاختلاط عندما سأل المطيري المحاضرين الأربعة عن مفهومهم للجنة الظواهر السلبية والدخيلة، اذ قال الحربش «لكي لا اتهم بالتناقض وبما أنني مؤيد لقانون فصل الاختلاط أتمنى فصل النساء عن الرجال»، الأمر الذي هيَج الجمهور غضبا من الحربش واستغرابا، إلى أن قالت احدى السيدات «قانون الاختلاط يطبق على الجامعات والمعاهد وليس الندوات العامة»، فأتى التصفيق ليعود الهدوء ثانية، ثم برر الحربش طلبه قائلا «إنه مجرد طلب، واتفاق بيني وبين اتحاد الطلبة».

وبعد عودة الحلقة إلى وضعها الطبيعي، رد الحربش على سؤال المطيري بان لجنة الظواهر السلبية «ليست وليدة المجلس الحالي بل هي اقتراح من 43 نائبا من مجلس 2006»، مستغربا هجوم البعض على المجلس الحالي ووصفه «بالقندهاري»، مؤكدا أن نواب مجلس الأمة هم ممثلو الشعب، والناخبون هم من اختاروا هذه المجموعة، واستدرك «يمكن أن يكون عندنا خطأ في الممارسة، ونحن نحتاج منكم الى النصيحة».

وعن مفهوم اللجنة، لفت الحربش إلى أن مفهومها ينقسم الى جزءين: لغوي وعرفي، «فالمفهوم اللغوي هو الأمر الظاهري وقد يكون مستحسنا أو يكون قبيحا، والاختلاف يكون بمصدر الاستحسان عندي أو عند الطرف الآخر، وبالنسبة لي فمصدر الاستحسان هو قواطع الشريعة الاسلامية، والظواهر الدخيلة هي ما يخالف الشريعة»، ودعم حجته بالقول «أحيانا الأعراف تتغير، ولكن الشريعة الاسلامية وقواطعها لا تتغير، وآليتنا هي الدستور».

وأضاف الحربش ان اللجنة «سارت مسارا جيدا منذ نشأتها، ونحن ناقشنا قضية المخدرات والتفكك الأسري لأكثر من جلسة»، مستنكرا بقاء مطار الكويت الدولي من دون جهاز لكشف المخدرات، رغم استخدام أغلب مطارات العالم له، مؤكدا أن «قضية الجنس الثالث و(البويات) ليست ظاهرة، والمطلوب أن ننتظر حتى تصبح ظاهرة».

الدخول في النوايا

بدوره ناشد النائب حسن جوهر الجمهور بعدم التعامل مع القضايا على أساس السياسة والدخول في النوايا «وتسييس الأمور لا ينتهي إلا بالخلاف لأنه بني على الشخصانية ومن هم أصحاب الاقتراح أو المبادرة، لدرجة أننا فقدنا أدب الحوار والخلاف»، وتساءل «لماذا نقحم القضايا الخلافية والحرجة والصعبة جدا فيما بيننا».

وأفاد جوهر «بأن اغلبية الحضور لا يعلمون ما هي حقيقة اللجنة»، مراهنا على أن كل الحضور سيوافقه الرأي ويؤيد وجود اللجنة لو قرأ لهم تعريفها في الاقتراح المقدم لتشكيلها، إلا أن محاولة جوهر باءت بالفشل ولاقت «تأكيد» اعتراض الحضور مرة أخرى على اللجنة، لذا استنجد جوهر بموقف الحكومة قائلا «الحكومة صوتت مرتين معنا على تشكيل لجنة الظواهر السلبية»، لافتا الى أن «هناك من يعتقد أن هذه اللجنة ستمنع الحسينيات وتمنع الشيعة من الممارسات الدينية الخاصة، وهذا أمر غير صحيح».

وتعهد جوهر بإلغاء جميع الظواهر السلبية السيئة التي يتفق عليها المحاضرون أو أعضاء مجلس الأمة، فضلا عن وضع بعض الأولويات، مؤكدا أن تشكيل اللجان من صميم عمل مجلس الأمة، وهي تأتي بحسب الحاجة إليها، موضحا «انها لجنة كغيرها من اللجان التي فاقت 24 لجنة في المجلس، وأنا كرقيب لن أسكت عن دخول المخدرات أو المسكرات إلى الكويت، ولكن الأمر لن يصل إلى لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنا رفضت اقتراح أحمد باقر في ثلاث مقالات».

اللجنة أدانت أصحابها

من جانبه، بين النائب صالح الملا سبب رفضه وجود اللجنة قائلا «صحيح اللجنة ليست حديثة العهد، ولكنني لا أتحمل وزر من انتهز الفرصة للاعتراض ولم يعترضوا، وأنا شخصيا أقسمت على أن احترم الوطن والدستور، لذا فأنا أعتقد أن هذه اللجنة افترت على صلاحيات مجلس الأمة وانتهكت المادة 50 وجميع المواد المتعلقة بالحريات العامة».

وزاد الملا «المقترح أدان من قدموه، لأنه يقول «البحث والدراسة» فقط، ولم يقل أن تملي اللجنة أوامرها على الهيئة التنفيذية»، مؤكدا أن النائب الحربش قال في تصريح صحافي انه سيجتمع مع مسؤولين لوضع ضوابط على الحفلات الخاصة».

وأعلن الملا رفضه وضع الضوابط، وقال «ليس من حق أحد ان يتدخل في جلوسي مع أهلي وأقربائي في أحد الفنادق»، لافتا إلى أن «تعريف اللجنة بحسب المقترح جاءت فيه عبارة «مثل السكر والمخدرات..»، وهذا لا يعني أنها تقتصر على هاتين القضيتين بل تشمل أمورا كثيرة أخرى»، معتبرا وجود اللجنة هو محاربة لكل «لهو بريء».

وذهب الملا إلى أبعد من ذلك حين أكد خطورة اللجنة، واعتبرها «جس نبض للشارع الكويتي، وتهيئة لإنشاء لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، مستشهدا باقتراح الوزير أحمد باقر بإنشاء لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما كان نائبا للأمة في مجلس 92، وأضاف «لقد اجتمعوا لمناقشة هذه القضية واتفقوا على التدرج في هذا المشروع وبدأوا بلجنة الظواهر الدخيلة»، في إشارة الى مؤيدي تشكيل مثل هذه اللجان.

وقال «كيف لي أن اثق بنوايا أعضاء اللجنة وأحدهم يقول ان الليبراليين جنود ابليس؟ ويأتي بعدها النائب وليد الطبطبائي ليتهم من عارض اللجنة بأنهم يريدون إثارة الفواحش!»، مشيرا إلى أن «هناك نوابا آثروا السلامة وأيدوا اللجنة رغم أنهم غير مقتعين بها، ويمكننا الاستغناء عنها لأن عملها متوزع على لجنة الداخلية والدفاع التي تحارب الجريمة، وهناك اللجنة التعليمية التي تعنى بالوعي والموعظة».

انحراف تشريعي

من جهته، قال الكاتب الصحافي بسام العسعوسي انه «من الغريب أن نناقش ضرورة وجود مثل هذه اللجنة من عدمه»، مؤكدا أنها «انحراف تشريعي كان على مجلس الأمة عدم اقراره»، ووصفها «بالابن غير شرعي للدستور».

وذكر ان عضو مجلس الامة «لا يعرف ما هي صلاحياته، ولا يعي المادة 32 التي تنص على أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون»، متسائلا «لماذا تشكل لجنة لغرض نظمه قانون الجزاء؟ ونحن لسنا للجنة تحد من الجرائم، خصوصا أن أعضاءها لا يعرفون ما هي الظواهر السلبية ولا يمكنهم تحديدها أو حصرها، بل ان أحد أعضائها وصل الى قبة البرلمان بظاهرة سلبية وهي الانتخابات الفرعية».

وأضاف «كل يوم يتدخلون في عمل الهيئة التنفيذية بشكل سافر»، مستغربا عدم ضم الانتخابات الفرعية والإرهاب الى قائمة الظواهر السلبية.

جوهر والحربش في مواجهة البغدادي والبغلي

عند فتح مدير الحلقة صالح المطيري باب الأسئلة، كان د. احمد البغدادي في الطليعة وسأل الحربش «ألا تعد مصروفات رئيس مجلس الوزراء ظاهرة سلبية! وماذا عن رواتب تقاعد النواب أليست ظاهرة سلبية ايضا؟» مشيرا الى أن «اللجنة لم تشكل إلا لسيطرة التيار الديني على المجتمع، وليس من حقك الاعتماد على الدين لأنك في دولة قانون، والشعب الكويتي يدفع الآن ثمن اختياره».

فرد الحربش «أنا أتعهد بعدم التصويت ضد الحكومة إذا أحالت كل قضايا الشبهات المالية الى المحكمة»، وقال «الظاهرة السلبية هي أن يتعدى شخص على مقام النبوة ويخرج من السجن بنصف المدة».

بدوره استنكر الكاتب الصحافي علي البغلي «تبسيط النائب حسن جوهر لاختصاصات اللجنة»، موضحا أن «النائب جوهر استخدم كثرة عدد النواب المؤيدين للجنة لتضليلنا، ونحن لا نتفق مع الحكومة في مفهوم الخصوصية لأنها تأخذ مفهوما واسعا، والخصوصية هي ألا تتجاوز المنزل فقط»، وتساءل: كيف للنائب محمد هايف ان يقول ان اللجنة ستضع ضوابط وآليات، ألم تقم اللجنة للدراسة فقط؟».

واكد البغلي أن اللجنة «تعدت اختصاصاتها، وانكم تحاولون تبسيط الأمور لأنكم صدمتم بالهجوم عليكم».

فرد جوهر «أنا لم أبسط الأمور بل أنتم قمتم بذلك، ولا أدري لماذا تؤخذ الأمور بشخصانية، ولا اعرف لماذا تدخلون في النوايا».

رغم كل ما حدث... اتحاد أميركا مثال للخلق

لم يختلف المحاضرون على أداء اتحاد أميركا بقيادة قائمة الوحدة الطلابية وتطور أنشطتها عاما بعد عام، وأن أعضاء الاتحاد مثال للعمل والمثابرة والجد والاجتهاد، ووصفهم النائب حسن جوهر «بالمتابعين... وهم أملنا في المستقبل» لحسن إلمامهم بقضايا الشارع الكويتي رغم غربتهم وبعدهم الجغرافي عن موقع الحدث.

أعضاء الاتحاد كرسوا كل ما قيل لهم على أرض الواقع حين امتصوا غضب اثنين من الحضور «هاجا» على كل من صفق للملا أو العسعوسي واستطاعوا اخراج أحدهما من الندوة وتهدئة الآخر، حيث خرج الأخير من الندوة شاكرا أعضاء الاتحاد على حسن تعاملهم.

الحربش يعتذر إلى امرأة أساء معاملتها

استشهدت احدى السيدات (كبيرة في السن) في علاقة الطالب بالطالبة أثناء الدراسة في مصر، واصفة اياها بأنها مبنية على الخلق والاحترام، في ردها على طلب الحربش لفصل الاختلاط، فقال لها النائب الحربش «دعي رأيك لنفسك»، فتدخل النائب الملا قائلا «إن أكبر ظاهرة سلبية هو أن يقوم رئيس لجنة الظواهر بإهانة امرأة بعمر امه»، فاعتذر الحربش إليها.

هايف لم يحضر... ولم يُعرف السبب!

دعا الاتحاد الوطني لطلبة الكويت- فرع أميركا النائب محمد هايف المطيري للمشاركة في الندوة، في خطوة منهم لإتاحة الفرصة لجميع الآراء، وكونه عضوا في اللجنة، إلا أنه لم يحضر رغم تأجيل الندوة 45 دقيقة انتظارا لحضوره، ولكنه لم يظهر ولم يقدم سببا لعدم الحضور؟!

الخطيب للحربش: كيف لك أن تدخل بيني وبين والدي وتمنعني من الجلوس إلى جانبه؟

حاولت مرشحة مجلس الأمة ذكرى المجدلي احراج الكاتب بسام العسعوسي، وطلبت منه عدم اهمال المادة 15 من الدستور التي تعطي الدولة «المجلس والحكومة» حق رعاية المجتمع والحفاظ عليه.

فرد الملا عنه قائلا «اللجنة تتعارض أساسا مع المادة 32 من الدستور وما بعدها»، فخرجت من الندوة غاضبة ولم يعرف سبب انسحابها!

بدورها عقبت استاذة قسم الانكليزي في جامعة الكويت ابتهال الخطيب على طلب النائب الحربش بفصل الاختلاط في القاعة، قائلة «أنا أجلس هنا إلى جانب أبي..فكيف لك أن تدخل بيني وبين والدي وتمنعنا من الجلوس إلى جانب بعضنا بعضا؟ بأي حق تطلب ذلك؟»، مستنكرة كل التصريحات المهاجمة للتيارات الليبرالية، مبينة ان التعددية الفكرية ايجابية وليست سلبية، وأضافت «أنت أيها النائب الحربش..ألا تختلف في البيت مع أسرتك!».