الله... الله عليك يا الكويت
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
هذا الشعور بالفخر والنشوة بإبداعات أبناء بلدي، يجعلني متأكداً أن وجود الكويت يمثل وظيفة مهمة للإقليم، ويحمل رسالة ذات مضمون حضاري لمنطقة الخليج مفادها التنوع والتعايش بين ثقافات وعقائد مختلفة تمثل قيمة حضارية، بعيداً عن التعصب والغلو، ولذلك فإنه رغم سطوة قوى التزمت وتحالفهم مع قوى نافذة وإمكاناتهم المالية الجبارة على مدى أكثر من ثلاثة عقود فإنهم لم يتمكنوا من قتل طبيعة ودور الكويت، وستمر حقبتهم مهما طالت لتعود الكويت إلى طبيعتها المنفتحة والمتفاعلة مع العالم وثقافته وحضارته لتأخذ منها وتقدم إلى محيطها والعالم إسهاماتها في الحضارة الإنسانية، ولذلك فإنني كلما شاهدت وتابعت مزيداً من الإنتاج الفني الكويتي المميز، وتابعت برنامجاً لداعية كويتي معتدل ومتنور رددت: الله... الله عليك يا الكويت.***رغم أنني مع حرية الإبداع والإنتاج الدرامي، لكن هناك حالات لمسلسلات تتناول مظاهر اجتماعية وأخلاقية شاذة ونادرة تنال من المجتمع الكويتي ولا تصلح للعرض في رمضان الذي تتجمع فيه الأسرة بمختلف مراحلها السنية أمام جهاز التلفزيون، وهو أمر شائن ولا يمثل أي إبداع بل محاولات للإثارة الرخيصة التي يجب منعها، وهناك أيضاً يتداول المعنيون بالدراما والمنتجون معلومات عن وجود جهات خارجية تمول بمبالغ ضخمة منتجين محليين جدداً لإنتاج مسلسلات تعتمد على الإثارة الشاذة وتصور انحرافات معزولة من سحر وعلاقات محرمة على أنها ظاهرة منتشرة في البلاد، وتتضمن كذلك السخرية والتهكم على انفتاح وتعددية المجتمع الكويتي.