التجربة اليابانية في التعليم وفق منهجية «كايزن»
"كايزن" كلمة تتكون من جزأين "Kai" تعني التغيير و"Zen" تعني إلى الأفضل أو الأحسن، وكايزن هي فلسفة انتهجتها اليابان في السبعينيات لقيادة المؤسسات بعد الحرب العالمية الثانية بهدف إعادة إصلاح اليابان، واستطاعت من خلالها أن تُحول المحنة إلى منحة كبيرة، و"كايزن" هي مجموعة من الأدوات الإدارية ذات مستوى عالٍ من الجودة والاحترافية طورتها اليابان لتشمل جميع جوانب الحياة، وبما أن اليابان ضليعة في استثمار الرأسمال البشري لذلك سعت إلى تأهيل الفرد وتثقيفه بأفضل الوسائل والسبل، بدءاً من الطفل الصغير الى الشيخ الكبير، ومن العامل البسيط إلى أعلى مسؤول بالبلد، أي أن التطبيق والتوعية شملا جميع أفراد المجتمع ككل. وما جعل التجربة اليابانية تتميز عن غيرها من تجارب الدول العظمى هو الرهان على أن الإنسان هو الثروة القومية لنهضة أي بلد، لذلك اتخذت اليابان من خلال منهجية "كايزن" رؤية مستقبلية من خلال التعليم الذي يعتبر ركيزة أساسية لبناء المجتمع، والتعليم لا يتمثل بتنشئة جيل ذكي فقط بقدر ما هو الاهتمام بتنشئة جيل منظم معتمد على ذاته في إدارة شؤون حياته، جيل قيادي، محافظ على قيم مجتمعه ومبادئه، وبذلك يصبح الإبداع والتنظيم جزءاً أساسياً في المجتمع الياباني. وانتهجت اليابان خطة ذات أبعاد مستقبلية من خلال اتباعها لسبع استراتيجيات، هدفها الإصلاح التربوي للنهضة بالفرد من خلال تحسين مستوى المدارس، وتغيير التعليم لتحقيق التكامل بين جميع مراحل التعليم من الروضة إلى التعليم العالي.
تلك الاستراتيجيات هي:1- تحسين الكفاءة الدراسية الأساسية للطلاب عن طريق حصص سهلة الفهم والاستيعاب.2- التشجيع على بناء شباب يابانيين قادرين على التواصل مع الآخر، بقلب دافئ يتعاطف مع الآخر ويشارك في خدمة المجتمع والأنشطة المختلفة. 3- تحسين البيئة التعليمية بجعلها ممتعة وخالية من كل ما يسبب القلق للطلبة، ويتم ذلك عن طريق إثراء الأنشطة.4- تحويل المدارس إلى مؤسسات تعليمية تستحق ثقة أولياء الأمور والمجتمع.5- العمل على تهيئة معلمين على مستوى عال من المهنية من خلال إدخال نظام التعويضات والعلاوات والترقيات الخاصة بالمعلمين المتميزين.6- العمل على تأسيس جامعات بمستويات عالمية من خلال تشجيع التعليم العالي والبحث العلمي.7- وضع فلسفة مناسبة للقرن الجديد، وتحسين خدمات التعليم من خلال مراجعة القانون الأساسي للتعليم وتعديله ليناسب القرن الجديد، ووضع خطة شاملة لتعزيز التدابير.وأخيراً: التجربة اليابانية راقية جداً ولها أبعاد مستقبلية مشرّفة، فماذا لو طبقنا منهجية "كايزن" في التعليم؟