الأمينة العامة للمجلس العالمي للمسلمات العالمات في إندونيسيا نبيلة لوبيز لـ الجريدة.: رفعة الأمة الإسلامية تبدأ بصلاح نسائها
قلة الترجمات الإسلامية زادت أعباء الدعاة لنشر الإسلام
أكدت الأمينة العامة للمجلس العالمي للمسلمات العالمات بإندونيسيا د. نبيلة لوبيز، أنه رغم الحملات التنصيرية الشرسة التي تستهدف مسلمي إندونيسيا، فإن ذلك لم يؤثر في عقيدة المسلمين هناك، فأعداد المقبلين على الإسلام في تزايد.وحذرت لوبيز، في حوار مع "الجريدة" أثناء زيارتها مؤخرا للقاهرة، من أن هناك جماعات إسلامية معاصرة اتخذت موقفا عدائياً ضد المرأة، مشددة على أن رفعة الأمة الإسلامية تبدأ بصلاح نسائها، وفيما يلي نص الحوار:
• ما دور ومهام مجلس المسلمات العالمات في إندونيسيا؟- المجلس يهتم بإصدار الفتاوى التي تخص المرأة على مستوى العالم، والمرأة الإندونيسية على وجه الخصوص، كما يناقش القضايا الملحة والطارئة التي تطرأ على المجتمع، لأن الشعب الإندونيسي يعتبر المرأة العمود الفقري للأسرة، لأنها امرأة تفاعلية يقع على عاتقها أمور عدة منها: رعاية الأبناء وإدارة المنزل، ومساعدة الزوج في السعي على الرزق، لذا فالمجلس يقوم بضم أعضائه من النساء اللواتي يرغبن في أي تخصص، فبجانب وجود عالمات دين، لدينا عالمات في فنون الهندسة، وعلوم الطب، والعلوم التطبيقية، بشرط أن يكون لديها ثقافة إسلامية، وبعون الله أصبح للمجلس صدى وتأثير قوي في المجتمع الإندونيسي، ومعترف به رسميا من الدولة. علما أن المجلس تم تأسيسه في السودان عام 1997، ثم انتقلت رئاسته إلى المغرب، وعندما عقد المؤتمر الثالث له في إندونيسيا تم بالإجماع اختياري لتولي الأمانة العامة لرئاسته ونقل مقره إلى إندونيسيا.• ما أهم المشاكل التي تواجه المرأة المسلمة في إندونيسيا؟- اللغة العربية من أهم المشكلات التي تواجه مسلمات إندونيسيا، فرغم أن غالبية النساء يحفظن القرآن الكريم كاملا، فإنهن لا يعرفن تفسير معانيه، ولا يجدن الكتابة والقراءة باللغة العربية، لذا أنشأنا قسما لتعليم اللغة العربية في مجلس المسلمات العالمات، وهناك عوائق أخرى تواجه المسلمات أبرزها الفقر، حيث إنه كان دافعا لخروج المرأة الإندونيسية المسلمة لسوق العمل، سواء كان ذلك العمل داخليا أو خارجيا، وهذا أفقدها نسبيا تعلم الدين بشكل صحيح، كما أن الترجمات عن صحيح الدين باللغة الإندونيسية قليلة جدا. • ما الأسباب التي حالت دون انخراط المرأة الإندونيسية المسلمة في العمل السياسي لسنوات طويلة؟- الانعدام المعرفي لم يكن العامل الأساسي الذي منعها من المشاركة، بل كانت هناك مجموعة من القيود التي تتمثل في الثقافة الدينية، التي كانت سائدة والتي تحرم اشتغال المرأة بالسياسة، إلى جانب ثقافة التقوقع الذي قبلته المرأة على مدى سنوات طويلة، لكن غالبية النساء اليوم يمارسن العمل العام، فلدينا داعيات تجوب مئات الجزر من أجل التوعية الدينية، وتعليم النساء المسلمات ما تيسر من فقه الدين.• ما أهم سمات المجتمع الإندونيسي المسلم؟- إندونيسيا مجتمع تسوده الأخلاق الطيبة، أهله يمتازون بهدوء الطباع، فنادرا ما تسمع صوتا عاليا في الشوارع، أو منبعثا من البيوت، وهم يحافظون على الصلاة بشكل جماعي ومساجدهم عامرة، حتى الذين على غير الإسلام يجتمعون في هذه الصفات، فلهم طقوس في الأفراح تبتعد عن البهرجة والإسراف، والمسلمون يعقدون زواجهم في المساجد في جو هادئ يبدأ بالقرآن الكريم، ثم الوصاية للزوجين، وتعريفهما واجبات وحقوق كل منهما تجاه الآخر، حسبما أوصى بها النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتكليفات المولى عز وجل، أما في مناسبات الوفاة، فإنهم لا يعيشون على الحزن.• إندونيسيا من أكثر الدول التي تتعرض لحملات التنصير عالمياً، ما السبب؟- هناك أسباب كثيرة تدفع حملات التنصير لاستهداف إندونيسيا، فهي من أكبر الدول الإسلامية، حيث يصل تعداد المسلمين فيها إلى حوالي 200 مليون نسمة، وهناك إشكالية أخرى يلعب عليها التنصير وهي الفقر، والأمر الثالث أن حملات التنصر تستغل الجزر الإندونيسية البالغ عددها 1700 جزيرة مما يصعب توحيد المسلمين فيها، فلكل جزيرة قانونها الخاص ودينها الخاص، ومع ذلك نسعى بكل جهد الى توصيل دعوة الله إلى هؤلاء، والتأكيد على ضرورة التمسك بتوحيد الله وسنة نبيه، والحمد لله رغم شراسة الحملات التنصيرية فان المسلمين يزدادون تمسكا بالإسلام، وتتنامى أعداد المقبلين على الإسلام من الديانات الأخرى مثل البوذية والهندوسية.• حدثينا عن أحدث كتبك وماذا تضمن؟- صدر لي كتاب منذ عامين، سجلت فيه رحلتي في الدعوة الإسلامية، واللغة العربية، ومدى تأثيري في المجتمع الإندونيسي خاصة أنني من أصل مصري، وتناولت فيه جانبا من وضع الإسلام في إندونيسيا، وكيف ينتشر، وما التحديات التي تواجهه، وتناول الكتاب أيضا سبل دعم المرأة المسلمة وكيفية إدماجها في العمل العام، خاصة مع إيماني الشديد بأن رفعة الأمة الإسلامية لا تتحقق إلا بصلاح نسائها، وكتب لي الرئيس الإندونيسي مقدمة الكتاب التي وصفني فيها بأنني سفيرة الإسلام في إندونيسيا، وكتب لي أيضا رئيس الوزراء شهادة في الكتاب نفسه قال عني إنني مسلمة داعية للإسلام وعابرة للقارات.