العولمة تنبض بقلب آسيوي
أميركا أكبر الخاسرين من تجاهل دول الشرق الصاعدة
حذر اقتصاديون وممثلون من الأسواق الآسيوية الناشئة أيضاً من أن الولايات المتحدة قد تكون الخاسر الكبير إذا لم تصادق على اتفاقية الشراكة التجارية عبر الباسيفيكي. ولاحظوا أنه خلال السنوات القليلة المقبلة يحتمل أن ينمو العديد من الاقتصادات الآسيوية بمعدلات تبلغ أكثر من ضعف معدلات بقية دول العالم.
حضر نورمان بيرلستاين وهو نائب رئيس مؤسسة التايم Time Inc. أخيراً "قمة سنغافورة" السنوية حيث لا تزال فكرة العولمة رائجة.وقدم نورمان تقريرا قال فيه إنه على الرغم من ازدياد الحملات بين الناخبين والسياسيين في الولايات المتحدة وأوروبا تستمر دورة مؤتمر العولمة في آسيا في النمو بقوة وتجتذب أسماء شهيرة من الشركات والحكومات وبعض من أبرز مراكز التفكير في العالم. وقد اجتذبت "قمة سنغافورة: ربط آسيا والعالم" أمثال جيمي ديمون من بنك جي بي مورغان تشيس والرئيس التنفيذي لشركة سيمنس جو كيسر والرئيس التنفيذي لشركة هيتاشي هيرواكي ناكانيشي وديفيد بوندرمان من الأسهم الخاصة (TPG) وليون بلاك (Apollo) ومايكل ميلكن.واعترفوا مع المئات من الحضور من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا بحدة وأهمية الحملات والتحديات الجماهيرية ضد العولمة – سواء عبر تصويت البريكست في المملكة المتحدة أو حديث دونالد ترامب وهيلاري كلينتون ضد التجارة وهما يحاولان التقرب من الناخبين الأميركيين في الفترة ما بين الوقت الحاضر وانتخابات شهر نوفمبر المقبل.
وشددت هيئة من المحللين السياسيين بمن فيهم الديمقراطي جيم ميسينا والجمهوري مات رودس واللورد البريطاني بيتر ماندلسون على الحاجة الى استماع النخبة العالمية الى الناخبين الوطنيين الغاضبين والاهتمام بمشاغلهم وهمومهم. وأقر المتحدثون والحضور بأن وظائف الياقات الزرقاء (العمال) في الولايات المتحدة وأوروبا قد فقدت لمصلحة المنتجين الآسيويين ذوي التكلفة المتدنية. ولكنهم أصروا – ويدعم قدر كبير من المعلومات وجهة نظرهم – على أن العالم استفاد من الزيادات الضخمة في التجارة الدولية خلال العقود القليلة الماضية. وكان ثمة اتفاق عام أيضاً على أن الأتمتة والتقدم التقني يتحملان درجة أكبر من المسؤولية عن فقدان الوظائف، وبقدر يفوق الاتفاقات التجارية السيئة. كما حذر اقتصاديون وممثلون من الأسواق الآسيوية الناشئة أيضاً من أن الولايات المتحدة قد تكون الخاسر الكبير، إذا لم تصادق على اتفاقية الشراكة التجارية عبر الباسيفيكي. ولاحظوا أنه خلال السنوات القليلة المقبلة يحتمل أن ينمو العديد من الاقتصادات الآسيوية بمعدلات تبلغ أكثر من ضعف معدلات بقية دول العالم. ومع نمو هذه الدول الآسيوية فإنها بدأت بالتحول السريع من التركيز على الصادرات المتدنية التكلفة الى الانفاق المتزايد على الاستهلاك الداخلي، وخلقت فرصاً كبيرة للمصنعين ومزودي الخدمات في الولايات المتحدة. وتقول دراسة وزعت في القمة أعدتها مجموعة بوسطن الاستشارية إن لدى "آسيا أكثر من 100 مليون عائلة من الطبقة العالية والمتوسطة تسهم في استهلاك أكثر من 3 تريليونات دولار" في السنة.وبحسب التقرير فإن "أذواق هذه العائلات عالمية"، وهي ترغب في دفع المال من أجل الحصول على بضائع عالية الجودة.ويعمد بعض المسوقين والمصنعين الأميركيين الى زيادة تركيزهم على فرص النمو هذه. وفي هذا السياق، قامت شركة بروكتر آند غامبل Procter & Gamble العملاقة واللاعبة المهمة منذ زمن بعيد في المشهد العالمي مؤخرا بنقل رئيسة القسم العالمي للجلد والعناية الشخصية ألكسندرا كيث من مقرها في سينسيناتي الى سنغافورة للانضمام الى ماغيسفاران سورانان، وهي رئيسة الشركة لعمليات البيع والتسويق في آسيا الباسيفيكي لكي تضعها على مقربة من الأسواق الآسيوية الناشئة.