استفتاء حول «العيد الوطني» لصرب البوسنة يفتح جروح الحرب
زعيم المسلمين يعتبره «بالون اختبار» قبل الانفصال
أدلى صرب البوسنة، أمس، بأصواتهم في استفتاء بشأن "عيدهم الوطني"، رغم استياء مسلمي البوسنة ومعارضة الأسرة الدولية والضربة التي قد يوجهها هذا التصويت لمؤسسات البلاد.ودعا الزعيم السياسي لصرب البوسنة ميلوراد دوديك بتشجيع من موسكو، الناخبين الصرب البوسنيين، البالغ عددهم 1.2 مليون شخص، إلى تأكيد ما إذا كانوا يريدون التاسع من يناير يوما لإحياء ذكرى ولادة "جمهورية الشعب الصربي" التي قامت قبل ثلاثة أشهر من الحرب التي أسفرت عن سقوط 100 ألف قتيل بين 1992 و1995.ويبدو أن المشاركة في التصويت ستكون مهمة، إذ إن معارضي دوديك أيضاً دعوا إلى الاقتراع.
ويعكس هذا الشعور هشاشة البوسنة، التي وُلدت بموجب "اتفاقات دايتون" لإنهاء الحرب، ولا يضمن بقاءها سوى إرادة الأسرة الدولية. وتضم البوسنة كيانين، أحدهما "الجمهورية الصربية"، وهو صربي، والثاني اتحاد البوسنة والهرسك وهو كرواتي مسلم ومؤسسات تتراجع تدريجيا.ويشكل الاستفتاء تحديا لسلطة واحدة من هذه المؤسسات هي المحكمة الدستورية، لأنها منعت هذا الاستفتاء واحتفالات التاسع من يناير. ويعد العديد من صرب البوسنة أنهم ينتمون إلى الشعب الصربي، وليسوا من مواطني البوسنة.واعترض زعيم مسلمي البوسنة بكر عزت بيغوفيتش على الاستفتاء، معتبراً أنه "بالون اختبار" قبل استفتاء على الاستقلال يريد زعيم صرب البوسنة تنظيمه، وسيشكل خطوة أولى على طريق الانفصال.ويريد حزب دوديك تنظيم استفتاء على الاستقلال في 2018. ويتهم دوديك الذي زار موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل ثلاثة ايام من الاقتراع، البوسنيين وسلطات سراييفو بأنهم يأملون في نهاية "الجمهورية الصربية".وكان بكر عزت بيغوفيتش، هو من اعترض على شرعية هذا العيد لدى المحكمة الدستورية، مثيراً غضب صرب البوسنة.وتاريخ التاسع من يناير قضية حساسة. فبين مؤسسي هذه "الجمهورية الصربية" رادوفان كارادجيتش منظر التطهير العرقي الذي حكم عليه بالسجن اربعين عاما بتهمة الابادة وارتكاب جرائم ضد الانسانية. وبعد انتهاء الاقتراع والفوز المرجح لمؤيدي الاستفتاء، سيتوجه دوديك الذي انتشرت صوره على اللوحات الاعلانية في جميع انحاء صربيا، إلى بالي المعقل السابق لكرادجيتش لتنظيم مهرجان.