شركات النفط الصخري تواصل ضخ المزيد من الخام رغم معاناة السوق

نشر في 04-10-2016
آخر تحديث 04-10-2016 | 00:03
No Image Caption
عندما بدأت أسعار النفط تتراجع قبل عامين بسبب الوفرة العالمية من الخام، توقع الخبراء أن يكون منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة أكبر الخاسرين، لكن الشركات الأميركية، التي أحدثت طفرة في عمليات التكسير الهيدروليكي، نجت.

وبحسب تقرير لـ«وول ستريت جورنال»، فرغم انهيار الأسعار وتعدد حالات إفلاس الشركات، تراجع الإنتاج الأميركي بمقدار 535 ألف برميل يومياً فقط، بينما لايزال السوق يتساءل كيف ترتفع الأسعار مجدداً ويستأنف الإنتاج؟ و»أميركا» تملك الإجابة.

وتوقع بنك «غولدمان ساكس» زيادة الضخ من قبل الولايات المتحدة بمقدار 600 ألف إلى 700 ألف برميل يومياً بحلول نهاية العام القادم، وتوقع هذا أيضاً قليل من الخبراء في 2014 عندما رفضت السعودية تجميد الإنتاج.

وخلص المحللون إلى أن الظروف آنذاك ستدفع المنتجين غير الرئيسيين (الدول المنتجة للنفط الصخري) خارج السوق تدريجياً، لكن تراجع الأسعار لاحقاً تسبب في تأخر المشاريع العملاقة في المياه العميقة لصالح مشاريع الرمل النفطي في كندا.

عنصر رئيسي

وأعلن أكثر من 100 منتج للطاقة في أميركا الشمالية إفلاسهم خلال الأزمة، بينما واصلت شركات أخرى ضخ الغاز والنفط، فيما لا يزال العديد من منتجي النفط الصخري يكافحون في ظل الأسعار الحالية للخام.

وقال محللون إن كبار المنتجين للنفط الصخري في أميركا سيتمكنون قريباً من توفير الأموال اللازمة، لضخ المزيد من الاستثمارات وتوزيع الأرباح وزيادة الإنتاج، بالرغم من انخفاض الأسعار.

وبدأ إنتاج الولايات المتحدة يرتفع تدريجياً في يوليو، بعدما ارتدت الأسعار لنطاق 50 دولاراً للبرميل، وأعاد المنتجون 100 منصة للتنقيب عن النفط إلى العمل هذا الصيف، حيث تسبب ارتفاع الإنتاج في مخاوف لسوق النفط، وتراجعت الأسعار بنحو 20 في المئة إلى 40 دولاراً للبرميل، قبل أن تنتعش مؤخراً لتعود إلى نطاق 46 دولاراً للبرميل.

و قال المحلل لدى «سيتي بنك» «إيريك لي» والذي يتوقع استقرار أسعار النفط خلال نهاية عام 2017 عند مستوى 60 دولاراً للبرميل، إن التقلبات ستستمر مدة أشهر بسبب عودة منتجي النفط الصخري إلى العمل.

الحاجة إلى النفط

وبالرغم من وفرة المخزونات العالمية ستكون هناك حاجة قريباً لمصادر جديدة، إذ إن الحقول القديمة تتناقص بنسبة 5 في المئة سنوياً، ويتزايد الطلب بنسبة 1.2 في المئة، مع توقعات بتخطيه مستوى 100 مليون برميل يومياً بحلول عام 2020.

والفجوة التي تلوح في الأفق بين العرض والطلب أحد الأسباب في عدم ذهاب الاستثمارات في مجال التنقيب بالولايات المتحدة هباءً، وحتى مع تشدد البنوك في الإقراض، هناك مصادر بديلة على استعداد للتمويل.

ويختلف إخفاق السوق في الوقت الحالي عما كان عليه خلال أزمة الانكماش التي شلت المنتجين الأمريكيين في ثمانينيات القرن الماضي، وفي ذلك الوقت حاولت السعودية وضع حد أدنى للأسعار لكنها توجهت للبيع بالسوق المتخم.

زيادة في المعروض

وبحلول عام 1986 كانت قدرة السوق العالمي للنفط على العرض أعلى بـ20 في المئة من الطلب، بينما تقدر الزيادة في المعروض العالمي الآن بنحو 1 في المئة، ويعتقد محللون أن استمرار رأس المال يتبعه تراجع الأسعار وتفاقم المعروض.

ثمة سبب كبير وراء مرونة الإنتاج الأميركي، وهو أن المنتجين الأميركيين وجدوا وسائل لخفض التكاليف وتعزيز الكفاءة خلال الفترات الصعبة، وهو ما يسهم في إعادة إحياء هذه الصناعة الآن.

الآليات والتمويل

في مايو ساعدت شركة «هاليبروتون» على تسجيل مستوى قياسي أثناء حفر بئر من النفط الصخري بلغ عمقها 26641 قدما، وأخرى بارتفاع 18544 قدما لشركة «Eclipse Resources»، وتمت عملية التكسير (ضخ المياه والكيماويات والرمال لفصل الغاز والنفط) بشكل جيد 124 مرة، بينما تتم هذه العملية في الآبار التقليدية ما بين 30 و40 مرة مقارنة بـ9 مرات فقط في عام 2011.

وقال الرئيس التنفيذي لـ»إيكليبس» توم ليبيرتوري، إن الحجم الفائق لهذه البئر وفر على شركته 30 في المئة من التكاليف، ويعد خفض التكاليف أمرا مربكا للكثيرين، وتم تسريح نحو 160 ألف عامل في الولايات المتحدة فقط، ومع ذلك تملك العديد من الشركات التي لم تثقل بالديون الموارد اللازمة لتجاوز أي تداعيات مالية.

وقال مؤسس ومدير «Aethon Energy» ألبرت هدلستون، إن شركته أنفقت أكثر من 600 مليون دولار على الأصول النفطية المتعثرة منذ عام 2014، ويضيف أن صناعة النفط الصخري لا يمكن أن تموت.

back to top