الخطاب السياسي الأميركي ينحدر إلى الحضيض
ربع المسؤولين الجمهوريين لن ينتخبوا ترامب... وحملة كلينتون تشكو التجسس الروسي
الأميركيون ليسوا غرباء عن الفضائح الجنسية والنقاش السياسي ذي المستوى المتدني أحيانا، لكن الحملة الرئاسية الحالية تشهد للمرة الاولى انزلاق مستوى الخطاب السياسي الى الحضيض مع كم كبير من الفظاظة بشكل علني.ويجمع العديد من الخبراء على أن هذه الحملة لا تشبه أي حملة قبلها، فقد شهدت اتهامات عنصرية ومهينة للنساء ومعادية للاجانب وأعمال عنف جسدي، إضافة الى بروز نظريات عدة بوجود مؤامرة ومواقف جديرة بحكم دكتاتوري.وخلال مناظرة متلفزة للحزب الجمهوري، تناول النقاش حجم عضو جنسي. وألمح المرشح الجمهوري دونالد ترامب الى انه قادر على قتل شخص في الشارع دون أن يخسر أي صوت.
لكن مستوى البذاءة ارتفع مجددا بعد نشر تسجيل فيديو الجمعة يعود الى عام 2005، يقول فيه ترامب: "حين تكون نجما، يدعنك تفعلها. يمكنك القيام بأي شيء"، مستخدما كلمة بذيئة، في إشارة الى تحرشه بالنساء. ولم يكن يعلم ان الميكروفون مفتوح.ويقول المؤرخ الان ليتشمان، الأستاذ في الجامعة الاميركية في واشنطن، إن ترامب هو المحرض الرئيسي على هذا المستوى المتدني. ويضيف انه "مرشح بلغ مستوى تاريخيا من السلبية".واوضح تعليقا على الفيديو: "لم أر شيئا كهذا من قبل". وتابع ان المستوى "لم ينحدر الى الحضيض" خلال الحملتين السابقتين، مع ان التهجم العنصري على الرئيس باراك اوباما كان أكثر خساسة.ويعتبر ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون المرشحين الأقل شعبية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة.ومن المآخذ على كلينتون استخدامها ملقما خاصا لبريدها الالكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية، وتعرض القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية عام 2012 لاعتداء حين كانت وزيرة للخارجية ومقتل السفير، وموقفها المتسامح إزاء مغامرات زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون.وخلال الحملة الرئاسية عام 1804، نشأ جدل حول ما إذا كان الرئيس توماس جيفرسون أنجب اطفالا مع عبدة لديه.بعدها، توالت الفضائح الجنسية مع الرؤساء غروفر كليفلاند وورن هاردينغ وجون كينيدي. في عام 1987، التقطت صور للمرشح الديمقراطي غاري هارت مع شابة على متن يخت "مونكي بيزنس"، وباتت الحملة الرئاسية محط تركيز صحف الفضائح.لكن عام 2016 شهد أفعالا غير مسبوقة، فقبل بضع دقائق على المناظرة الرئاسية الثانية الأحد، دعا ترامب الى مؤتمر صحافي عاجل مع ثلاث نساء اتهمن بيل كلينتون بالاعتداء عليهن جنسيا، ورابعة أكدت ان هيلاري ساعدت زوجها على الافلات من العقاب عندما كانت محامية شابة.وفي تطور غير مسبوق، أعلن الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الاميركي بول رايان انه لن يدافع عن ترامب، و"لن يشارك" في الحملة لدعمه، خشية ألا يخسر فقط الحملة الرئاسية بل ايضا السيطرة على الكونغرس.ويكتب الصحافي في صحيفة "واشنطن بوست" ريتشارد كوهن: "باتت لدينا مناعة ضد كل هذا... الكذب، التعريف المتقلب للجنس والبذاءة... وزوال الحدود بين ما هو خاص وما هو عام".ويعتبر الأستاذ في كلية الاعلام بجامعة كارولاينا الشمالية فيريل غيلوري ان المعطيات تغيرت لان النقاش السياسي بات يتم ايضا على الإنترنت. فالهجمات والهجمات المضادة تتم الآن في الوقت الحقيقي، ويشاهدها مئات بل وملايين الناس.وتابع غيلوري انه لم تعد هناك اي مراعاة للقوانين الضمنية المعتمدة في النقاش السياسي، في إشارة الى تهديد ترامب لكلينتون بأنه سيزجها في السجن في حال انتخابه رئيسا.وفي تجمع انتخابي في فبراير، لم يتردد ترامب في تهديد متظاهر أزعجه بأنه "سيحطم وجهه". وقبلها تحدث عن الدورة الشهرية لمقدمة تلفزيونية وشن هجوما على ملكة جمال سابقة للكون مشبها إياها بشخصية الخنزيرة "مس بيغي" في مسرح الدمى، بسبب اكتسابها وزنا.وردا على سؤال عما اذا كانت الحملات الرئاسية المقبلة ستكون بهذا المستوى من الانحطاط، قال ليتشمان إن الاقتراع الرئاسي في 8 نوفمبر سيكون حاسما.وختم: "اذا خسر ترامب بفارق كبير على الارجح فإن هذا النمط لن يتكرر... لكن اذا فاز او خسر بفارق ضئيل فإنه سيضع نموذجا جديدا للسياسة الاميركية".الى ذلك، أظهر استطلاع أجرته صحيفة "يو اس تو داي" أن ربع حكام وأعضاء الحزب الجمهوري في مجلسي الكونغرس لن يقترعوا لترامب في 8 نوفمبر.في شأن متصل، قال مدير الحملة الانتخابية لكلينتون جون بوديستا إن مسؤولين في الاستخبارات الروسية يقفون وراء الخرق غير القانوني لبريده الإلكتروني، بهدف ترجيح كفة المرشح المنافس.ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بوديستا القول، في أولى تعليقاته منذ بدأ موقع ويكيليكس نشر آلاف الرسائل المسربة من بريده الإلكتروني، "أعمل بالسياسة منذ قرابة خمسة عقود... وهذه هي الحملة الانتخابية الأولى التي يدفعني العمل بها إلى مواجهة مع الاستخبارات الروسية... والذين يبدو أنهم يبذلون كل ما بوسعهم من أجل منافسنا".
«قبعات ترامب» تحيل شرطيين للتأديب
قال رئيس شرطة سان أنطونيو إن أفرادا من الشرطة وضعوا على رؤوسهم قبعات تحمل شعار دونالد ترامب أثناء توقفه بولاية تكساس، سيقدمون للتأديب لانتهاكهم سياسة تأييد مرشح بعينه أثناء تأدية الخدمة.وأظهر تسجيل مصور نشر على صفحة ترامب بموقع "تويتر" أكثر من 10 من أفراد الشرطة وهم يرتدون الزي الرسمي ويضعون القبعات الحمراء التي تحمل شعار حملة ترامب أثناء وقوفهم معه في المطار أمس الأول.وصاحبت التسجيل المصور الذي يستغرق 25 ثانية عبارة تقول "سنجعل أميركا آمنة وعظيمة مرة أخرى... معا، وفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.وقالت إيفي تيلور، رئيسة بلدية سان أنطونيو في وقت لاحق على "فيسبوك"، إنها "محبطة للغاية" لما حدث. وقال قائد الشرطة وليام مكمانوس، في بيان، إن من فعلوا ذلك "ارتكبوا خطأ".وقال: "أتوقع منهم أن يكونوا على دراية أكبر بعدم تأييد أحد المرشحين أثناء الخدمة وهم يرتدون الزي الرسمي، بصرف النظر عن الحملة السياسية أو المرشح".