فيلم «الجذور والأغصان» غطى مختلف مراحل الكويت الزمنية
مؤسسة البابطين كرَّمت أسماء رواد الثقافة الإسلامية ورموزها
ضمن فعاليات "الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016"، عرضت مؤسسة البابطين فيلماً وثائقياً بعنوان "الجذور والأغصان"، وكرَّمت رموز الكويت الذين أسسوا الثقافة الإسلامية.
في أمسية ثقافية، ضمن فعاليات وأنشطة احتفالية "الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية 2016"، عُرض على مسرح مكتبة عبدالعزيز سعود البابطين المركزية للشعر العربي، فيلم وثائقي بعنوان "الجذور والأغصان"، من إنتاج مؤسسة البابطين.وتضمنت الفعالية أيضا تكريما لرموز أسست الثقافة الإسلامية، وكان لها دور إيجابي في تأهيل المجتمع الكويتي ثقافيا.وشهدت قاعة المسرح، حضور حشد جماهيري غفير، يتقدمه راعي الحفل وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، إلى جانب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، والشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، وكوكبة كبيرة من الأدباء والمثقفين والدبلوماسيين.
وأشاد الشيخ سلمان الحمود بالدور الذي يقوم به عبدالعزيز سعود البابطين في دعمه الدائم للثقافة بالكويت، قائلا: "تهتم الكويت ولله الحمد بالبعد الثقافي، برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك".
أهمية الثقافة
ولفت الحمود إلى أن الكويت تحتفل قريبا بافتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، برعاية وحضور سمو الأمير، في احتفالية كبيرة تؤكد اهتمام قيادتنا الحكيمة بدور الثقافة. وأوضح أن الأمر الآخر المهم، هو احتفال اليوم، من خلال تقديم العمل السينمائي احتفالا بالكويت عاصمة الثقافة يرسخ إيمان المجتمع الكويتي ورجالاته بأهمية الثقافة وارتباطها بالتاريخ الإسلامي الحافل بقيم التسامح والعطاء والتآخي والمحبة، متابعا: "العمل مميز بشكله ومحتواه، جسَّد عطاءات رجال الكويت في دعم العمل الاجتماعي والإنساني والخيري في مجال التعليم والصحة، وجميع المجالات، بما فيها رعاية بيوت الله، بما يؤرخ لوطننا الغالي اهتمامه بالثقافة الإسلامية ودعمها". من جانبه، استهل رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، كلمته بأنه تم اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، بعد أن رأت المنظمة أن كثيرا من المعايير تتوافر في مدينة الكويت، التي ازدهرت خلال العقود الأخيرة، خصوصا من الناحية الثقافية.نهضة الكويت
وأشار البابطين إلى أن الكويت كانت منذ القدم بوتقة انصهرت بها الأعراق والثقافات المختلفة، وفي العصر الحديث بنى الكويتيون دولتهم على أساس متين من التطور الدائم والفكر المستنير، وكانت الثقافة حاضرة وأساس بناء الدولة الحديثة. وأكد أن الكويت مضت بخطى سريعة نحو النهضة في الميادين العلمية والعملية والاقتصادية والثقافية، ومن ذلك افتتاح جامعة الكويت عام 1966، وإنشاء بيت الزكاة وكلية الشريعة عام 1982، والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، ومسجد الدولة الكبير عام 1986، وأصدرت الكويت عددا من المجلات، منها مجلة العربي، وسلسلة عالم المعرفة، ومجلة عالم الفكر وغيرها. وأضاف البابطين: "على وتيرة العمل الدؤوب والفكر النير الواعي استكمل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مسيرة أسلافه في البناء الحضاري والثقافي للدولة منذ منتصف القرن الماضي، فقد تقلد سموه العديد من المناصب التي تمكن خلالها من الإسهام الفاعل في إثراء الواقع الكويتي والعربي والعالمي بكل ما يحقق النفع والخير والسلام". على صعيد آخر، تحدث البابطين عن إسهامات مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، وقال إن المؤسسة أسهمت في العديد من الأعمال، في إطار خدمة الأهداف العامة للثقافة العربية والإسلامية، ومن أبرز إنجازاتها على الصعيد العالمي إنشاء كراسي عبدالعزيز سعود البابطين للدراسات العربية.فيلم وكتاب
وذكر البابطين أنه إسهاما في هذه الاحتفالية، فقد أنتجت المؤسسة فيلما وثائقيا بعنوان "الجذور والأغصان"، كما أصدرت كتابا خاصا عنوانه "أنوار الإسلام في الشعر العربي في الكويت"، وتضمن قصائد لشعراء كويتيين نظموها في المناسبات الإسلامية المختلفة، ويشتمل على أكثر من 300 قصيدة لـ 66 شاعرا كويتيا.وأضاف: ستنظم المؤسسة في نوفمبر المقبل مسابقة شعرية للناشئة في مدارس الكويت، حفظا وإلقاء، لتشجيع الطلبة على حفظ الشعر وإلقائه بصوره معبرة عن مضمونه، بالتعاون مع مدارسهم ومدرسيهم.تكريم الرموز
واشتملت الاحتفالية على تكريم أسماء رموز أسست للثقافة الإسلامية، وكان لها دور إيجابي في تأهيل المجتمع الكويت ثقافيا، وهم الشيخ عبدالعزيز الرشيد، وتسلم التكريم خالد الرشيد، وكرم الشيخ عبدالمحسن إبراهيم البابطين، وتسلم التكريم سعود عبدالعزيز البابطين، وكرم أيضا الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وتسلم التكريم د. شملان العيسى. وأيضا كرم الشيخ عبدالله النوري، وتسلم التكريم مناور عبدالله النوري. وأخيرا كرم الشيخ عبدالرحمن السميط، وتسلم التكريم د. عبدالله السميط.«الجذور والأغصان»
يشار إلى أن فيلم الوثائقي "الجذور والأغصان" استحضر شخصيات بارزة من أصحاب الفكر الذين أسهموا في تأسيس ثقافة إسلامية معتدلة تعكس حقيقة التسامح والتعايش بين أبناء الكويت منذ القدم. وتضمن الفيلم استضافة شخصيات معاصرة من مختلف التخصصات تحدثوا عن جوانب مهمة في تاريخ الكويت، منهم الشيخ د. خالد المذكور، ود. يعقوب الغنيم، وجواد بوخمسين وغيرهم. وغطت أحداث الفيلم مختلف المراحل الزمنية للكويت، ولم تقتصر على مرحلة التأسيس، حيث استرجع الفيلم أحداث ومواقف ربما يغيب بعضها عن ذاكرة الحاضر. وكان الإشراف العام للفيلم لعبدالرحمن البابطين، وسيناريو وتأليف عدنان فرزات، بمشاركة عدد من الباحثين الكويتيين.
البابطين: الكويتيون بنوا دولتهم على أساس متين من التطور الدائم والفكر المستنير