ركود عالمي متوقع في 2017 بسبب «الفدرالي» والدولار

«ساكسو بنك»: ضرورة التركيز بشكل أكبر على تنويع المنظومات الاقتصادية في الخليج خلال العام المقبل

نشر في 20-10-2016
آخر تحديث 20-10-2016 | 00:03
No Image Caption
بحسب رؤية جاكوبسون، فإن سعي البنوك المركزية المتزايد لاستخدام أموال المروحيات النقدية غير المباشرة سيؤدي لنشوء «تيارات» اقتصادية قوية من شأنها التسبب بمزيد من التقلّبات والمخاطر مع تعزيز قوة الدولار.
أشار رئيس الاقتصاديين ورئيس شؤون المعلومات لدى «ساكسو بنك» (البنك المتخصص في التداول والاستثمار عبر الإنترنت)، ستين جاكوبسن، إلى أن العالم قد يكون مقبلاً على ركود خلال السنة المقبلة كنتيجة لانتقال محور تركيز البنوك المركزية من برامج التسهيل الكمّي إلى السياسات المالية القائمة على أموال «المروحيات النقدية» غير المباشرة.

وبحسب رؤية جاكوبسون، فإن سعي البنوك المركزية المتزايد لاستخدام أموال المروحيات النقدية غير المباشرة سيؤدي لنشوء «تيارات» اقتصادية قوية من شأنها التسبب بمزيد من التقلّبات والمخاطر مع تعزيز قوة الدولار.

ويعلّق جاكوبسن، من مكتب «ساكسو بنك» في مركز دبي المالي العالمي، قائلاً: «يرتفع احتمال تعرّض الاقتصاد الأميركي للركود بشكل كبير كنتيجة لارتفاع قوة الدولار وعزم بنك الاحتياطي الفيدرالي على زيادة أسعار الفائدة خلال ديسمبر المقبل. وسيكون هذا الركود تحدياً حقيقياً لصانعي السياسات. ولعل أسوأ ما في الموضوع أنّه يأتي بالتزامن مع العديد من الانتخابات السياسية الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة».

ويضيف: «تشير توقعاتنا في (ساكسو ستراتس)#SaxoStrats إلى أن عام 2017 سيشهد تراجعاً في الأسواق الناشئة وفي أسواق النفط والذهب والفضة، مقابل تحسّن سعر صرف الدولار الأميركي. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن نشهد ارتفاعاً في مستويات التضخّم والنمو المدفوعين بتحوّل سياسات البنك المركزي الأميركي من التسهيلات النقدية اللامتناهية نحو اعتماد المروحيات النقدية غير المباشرة، ولكن هذه السياسة ستستمر خلال فترة الركود فقط».

ولا شك أن تعرّض أضخم اقتصاد عالمي للركود سيكون له آثار واسعة النطاق، وأبرزها أنّ تراجع أداء الاقتصاد الأميركي قد يحدّ من النمو العالمي، وربما قد يقضي حتّى إلى ركود في مختلف أنحاء العالم.

سوق السندات

وفي سياق حديثه عن الشرق الأوسط، يقول جاكوبسن: «شهدت سوق السندات في الشرق الأوسط تدفقات كبيرة، علماً أن معظم الاستثمارات تتمحور حول (جني الأرباح) عبر أسعار الفائدة الإضافية التي يجنيها المستثمر من خلال بيع سندات أقل ربحية مقابل سندات أكثر ربحية، وهو توجّه قد ينعكس رأساً على عقب إذا ما ارتفعت أسعار الفائدة وأصبحت أكثر جذباً في الولايات المتحدة».

ويضيف: «علاوة على ذلك، فإنّ من المرجح أن تصل أسعار نفط غرب تكساس الخام إلى قيمة بين 50 -53 دولارا للبرميل خلال العام المقبل، الأمر الذي سيتسبب بمزيد من الضغوط على المنظومات الاقتصادية للدول المنتجة للنفط (مثل السعودية) وسيؤدي إلى عجوزات في ميزانياتها، وذلك لأن الطلب الإجمالي على النفط سيرزح تحت ضغوط شديدة إذا ما تحققّت توقعاتي حيال ركود الاقتصاد الأميركي».

عوامل خارجية

ويردف جاكوبسن بالقول: «بالنظر إلى العوامل الخارجية التي ستؤثّر على اقتصادات الشرق الأوسط، فإنّني أتوقع أن يكون عام 2017 حافلاً بالتحديات في المنطقة، وأنصح بالتركيز على تنويع المنظومات الاقتصادية وتحقيق توازن أفضل بين أسسها».

وتأتي زيارة ستين جاكوبسن إلى دبي لإقدام «ساكسو بنك» على تنفيذ تعينين هامين بهدف دعم أعماله في الشرق الأوسط، فقد انضم ماريو كامارا إلى الشركة بصفة رئيس (ساكسو بنك دبي)، في حين تم تعيين أنوار أحمد رئيساً لتنمية الأعمال المؤسسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حيث سيلعب كلاهما دوراً مؤثراً في دعم النمو المتواصل لخدمات البنك على الصعيد الإقليمي، مما يعكس أهمية المنطقة كمحور للنمو بالنسبة لأعماله وما يقدّمه من خدمات للمؤسسات والأفراد.

وتجدر الإشارة إلى أن «ساكسو بنك» يعتبر بنكاً دنماركياً حائزاً على كل التراخيص المطلوبة، ويزوّد المستثمرين بنحو 30 ألف من الأدوات المالية، بما يشمل أسهماً مدرجة في أكثر من 36 بورصة عالمية، و182 من أزواج العملات، و9000 من العقود مقابل الفروقات، و3100 من الصناديق والسلع المتداولة في البورصة والعقود الآجلة، وغيرها. وتتوفر هذه الأدوات جميعها عن طريق المنصات التداولية التابعة لـ «ساكسو».

سيكون هذا الركود تحدياً حقيقياً لصانعي السياسات ستين جاكوبسن
back to top