تجرؤ الحوثي على مكة المكرمة يفجّر غضباً عارماً ويصعّد التوتر الإقليمي
• الكويت: تطور خطير
• الإمارات: إيران تدعي الإسلام وتستهدفه
• «مجلس التعاون»: ضربة للتسوية
• مصر تدعو إلى عدم السكوت
على غرار وحشية تنظيم «داعش» في انتهاك المحرمات، وبينها المقدسات الإسلامية قبل غيرها، تجرأت ميليشيات الحوثي على استهداف قبلة المسلمين في مكة المكرمة بصاروخ باليستي بعيد المدى، في تصعيدٍ فج فجّر سخطاً عربياً وإسلامياً واسعاً، واعتبرته الكويت تطوراً خطيراً وإمعاناً في تحدي المتمردين وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح لإرادة اليمنيين والمجتمع الدولي في الوصول للحل السياسي المنشود.ووفق التحالف العربي بقيادة السعودية، فإن «وسائل الدفاع الجوي اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات الحوثية عند الساعة 21.00 (18.00 ت غ) مساء الخميس من محافظة صعدة باتجاه منطقة مكة المكرمة»، مؤكدة أنها تمكنت من تدميره على بعد 65 كلم من المنطقة المقدسة من دون أي أضرار، قبل أن تقوم قوات التحالف الجوية باستهداف وتدمير منصة إطلاق الصاروخ في معقل المتمردين في شمال اليمن.
وفجّر الهجوم الصاروخي للميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، غضباً شعبياً عارماً، وموجة إدانات من عدة عواصم خليجية وعربية وإسلامية، وزاد من احتمالية تصاعد التوتر الإقليمي في ظل الاتهامات الموجهة إلى إيران بتزويد هذه الميليشيات بالصواريخ بعيدة المدى.وفي حين اكتفت جماعة «أنصار الله» الحوثية بالقول، إنها استهدفت مطار الملك عبدالعزيز في جدة الواقعة ضمن منطقة مكة المكرمة بصاروخ باليستي من طراز «بركان- 1»، أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين «لاستهداف قبلة المسلمين واستفزاز مشاعرهم، وتجاهل حرمة البقعة المباركة، والاستخفاف بالمقدسات الإسلامية».وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية إن «الاعتداء الغاشم يعد تطوراً خطيراً وإمعاناً في رفض وتحدي إرادة المجتمع الدولي ومساعيه الرامية لتطبيق الهدنة، وصولاً إلى الحل السياسي المنشود، الذي يخلّص اليمن والمنطقة من هذا الصراع الدامي وتداعياته». بدوره، اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أن «الاعتداء الغاشم الذي ضرب بعرض الحائط حرمة مهبط الوحي وقبلة مليار ونصف مسلم حول العالم، استفزاز لمشاعر المسلمين»، مؤكداً إصرار جماعة الحوثي وصالح على رفضها الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته لتطبيق الهدنة للتوصل إلى حل سياسي. وذهب وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد أبعد من ذلك، بتوجيهه الاتهام لإيران. وقال إن «النظام الإيراني يدعم جماعة إرهابية تطلق صواريخها على مكة المكرمة. هل هذا النظام إسلامي كما يدعي؟». وبينما دانت الجامعة العربية الهجوم و»التصعيد غير المقبول»، أصدرت قطر والبحرين والأردن إدانات منفردة على غرار مصر، التي اعتبرت «هذا العمل تطوراً خطيراً، وسابقة غير مقبولة، واستخفافاً لا يمكن السكوت عنه بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم»، مؤكدة «التضامن الكامل مع السعودية تجاه هذا الاعتداء السافر، وعلى موقفها الثابت الداعم للحكومة الشرعية في اليمن». ورشح الهجوم الحوثي على البقعة المباركة، التي تبعد نحو 500 كيلومتر عن حدود اليمن، دخول الصراع في اليمن منعطفاً خطيراً مع اتهام وزير الخارجية عبدالملك المخلافي جماعة الحوثي وحليفها صالح بالسعي لـ«حرب إقليمية تنفيذاً لمخططات معادية للعرب والمسلمين».