كيف انهار الجنيه الإسترليني فجأة خلال أكتوبر؟

تسيطر البرمجيات على 75 في المئة من حجم الأسواق المالية، مما يشير إلى مدى هيمنة التداول الحاسوبي على الأسواق، ورغم ما لذلك من مزايا تجعل الأسواق أقل تقلبا، لاعتمادها على أجهزة الحاسوب بدلا من أشخاص قد يفشلون، فإن التداول الآلي قد تنتج عنه أشياء لا يمكن التنبؤ بها.

هذا ما حدث بالفعل حين تعرض الجنيه الإسترليني للانهيار بداية أكتوبر المنقضي، ففي أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تحول الإسترليني إلى عملة "سياسية" تعتمد بشكل أكثر على التوقعات والتكهنات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد في النهاية.

وفي 6 أكتوبر، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن بريطانيا يجب أن تدفع ثمن خروجها من الاتحاد، الأمر الذي أثر سلبا على خوارزميات التداول، وعلى عمليات بيع الجنيه الإسترليني.

وفي غضون دقيقتين، انخفض سعر الإسترليني إلى 1.26 دولار، ما يعد انهيارا في العملة بنسبة 8 في المئة على الصعيد العالمي. ورغم عودة الإسترليني إلى مستويات التداول الطبيعية بعد 30 دقيقة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا كان سيحدث إذا استمر حدوث خلل في الخوارزميات بشكل أكبر؟

في هذا الصدد، نشر موقع "visualcapitalist" تقريرا يتضمن شرحا لما حدث.

كيف حدث انهيار الجنيه الإسترليني بشكل مفاجئ

23 يونيو

- انخفض الجنيه الإسترليني من 1.50 إلى 1.33 دولار، بنسبة 10 في المئة، بعد تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي.

- أدى فقدان الثقة في الإسترليني إلى تحوله من عملة بسيطة إلى عملة "سياسية" للغاية.

2 أكتوبر

- أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي عن خطط لإطلاق المادة 50، وهي العملية الرسمية للخروج من الاتحاد الأوروبي، بحلول مارس 2017، ما أدى إلى معاناة الإسترليني من المزيد من الضغوط الانكماشية، إثر هذا الإعلان.

6 أكتوبر

- أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن بريطانيا ستدفع ثمن خروجها من الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى كتابة العديد من خوارزميات التداول بنفس القواعد الأساسية، وتحركها وفقا للأخبار والتصريحات.

- أدى ذلك إلى عملية بيع مكثف في الثانية عشرة صباحا بتوقيت إنكلترا، وانخفاض الإسترليني مرة أخرى إلى 1.26 دولار.

7 أكتوبر في السابعة صباحاً بتوقيت هونغ كونغ

- انخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته منذ 31 عاما، من 1.26 إلى 1.14 دولار، بنسبة 8 في المئة خلال دقيقتين فقط.

- تعافي الإسترليني بعد 30 دقيقة، ووصل إلى 1.24 دولار.

- تم إرجاع سبب هذا الانخفاض إلى برامج خوارزميات تسمى "cowpox" و"Triple".

- خسر قطاع الرياضة خسارة مباشرة بلغت 15 مليون دولار، بنسبة 5 في المئة من الأرباح السنوية، نتيجة انخفاض قيمة الإسترليني.

توقعات

- يتوقع محللو سوق الأوراق المالية في موقع "ThinkMarkets" انخفاض سعر الإسترليني إلى 1.10 دولار، مقابل الدولار في منتصف 2017.

- في حين يتوقع بنك "إتش إس بي سي" انخفاضه إلى 1.10 دولار، مقابل اليورو بحلول منتصف 2017.

- من جهته، طالب محافظ البنك المركزي البريطاني مارك كارني بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أسباب الانهيار المفاجئ للإسترليني.