زلات اللسان كابوس المرشح... وقاعدته «لسانك حصانك»
«البعض طلب إلغاء تصريحاته وآخرون اعتذروا عن عدم الإدلاء بأي تصريح خشية الوقوع بالخطأ»
لم يسلم بعض المرشحين حتى امام قواعدهم الانتخابية من زلات اللسان التي لم تتردد بعض مواقع التواصل الاجتماعي في اثارتها امام الرأي العام مما دفعهم الى الإسراع في توضيح سوء الفهم خشية إنهاء حلم الوصول الى البرلمان.
كان لعدد من المرشحين لانتخابات مجلس الامة الكويتي المزمع اجراؤها في 26 نوفمبر الجاري نصيب من زلات اللسان والهفوات امام الاعلام والتجمعات الانتخابية في دوائرهم جراء مشاعر الخجل والحرج او الحماس الزائد.ودفعت تلك السقطات عددا من المرشحين الى طلب إلغاء تصريحاتهم والبدء من جديد فيما اعتذر آخرون عن عدم الادلاء بأي تصريح خشية الوقوع في الخطأ.ولم يسلم بعض المرشحين حتى امام قواعدهم الانتخابية من زلات اللسان التي لم تتردد بعض مواقع التواصل الاجتماعي في اثارتها امام الرأي العام ما دفعهم الى الإسراع في توضيح سوء الفهم خشية إنهاء حلم الوصول الى البرلمان.
ويخشى الكثيرون من الناس هيبة الوقوف أمام الكاميرا أو الجمهور والحديث معه مخافة الوقوع في سوء فهم او زلة لسان قد تفقدهم هدفا يطمحون للوصول اليه.ويعد هذا الخوف فطريا بامتياز ويظهر في تلعثم البعض عند مواجهة تجمع او احتفالية لها هيبتها الخاصة ما يتسبب في إلقاء خطاب ركيك قد يلحق الضرر بحياتهم الاجتماعية او السياسية.وهناك العديد من الامثال العربية القديمة التي تحذرنا من الزلات والهفوات التي تكون في الغالب من حصاد ألسنة الناس أنفسهم ومنها «لسانك حصانك إن صنته صانك وإن هنته هانك» وفي رواية اخرى «ان خنته خانك» وكذلك «احفظ لسانك واحترز من لفظه... فالمرء يسلم باللسان ويعطب».ويبقى الانسان معرضا لزلة اللسان اثناء حديثه مع الآخرين بقصد او بدون قصد لتبقى منسوبة الى صاحبها على مر الأيام ليتأكد المثل القائل «زلة القدم اسلم من زلة اللسان». ويجمع المتخصصون على ان زلات اللسان واردة وتعود الى الحماس الزائد او إلقاء خطاب ركيك من الناحيتين اللغوية والاملائية لم يجر الإعداد له مسبقا الى جانب غياب الوعي السياسي او الثقافي لدى بعض المرشحين.وفي هذا الجانب أجرت «كونا» لقاء مع دكتورة علم النفس الاجتماعي والاعلامي ليلى شحرور للحديث عن كيفية التخلص من الرهبة عند التحدث أمام الاعلام او الجمهور.وقالت ان الخطابة وفن امساك الميكرفون من اكثر الاشياء التي تثير الخوف لدى الانسان اثر تدفق هرمون الادرينالين الذي يعمل على زيادة ضربات القلب وخطف ما يسمى «الدماغ الانفعالي او التحليلي» ما يتسبب عجز اللسان عن النطق اثناء الخطابات او الاجابة عن الاسئلة الموجهة.وأضافت شحرور الخبيرة في لغة الجسد وعلم السلوكيات ان اكثر من يواجه هذه الحالات هم المرشحون الى الانتخابات البرلمانية او الحقائب الوزارية ويتعرضون لشلل مؤقت لاي تفكير منطقي كان قد وضعه المرشح للنقاط الرئيسية لموضوعه.ودعت المرشحين في حال تعرضوا لمثل هذه المواقف «المحرجة» الى الاعتماد على الحركات والايماءات والاشارات لتلقين الدماغ بـ «اننا في حالة جيدة» وذلك من خلال استخدام حركات لطرد الخوف والقلق والتوتر وتعزيز الايجابيات في دماغ الانسان.وقالت ان «على المرشحين اتخاذ عدد من الخطوات التحضيرية لتجنب مثل هذه المواقف والهفوات التي قد لا تحمد عقباها ومنها التمرن على التنفس العميق خمس مرات يوميا والمشي بثقة بعد الاستيقاظ من النوم ومد الاكتاف والتواصل بصريا مع الجمهور دون انقطاع».وأكدت شحرور وهي مستشارة في وزارة الاعلام الكويتية ان «لغة الجسد توصل الرسالة التي يرغب المرشح بها بنسبة 93 في المئة فيما يعتمد الجمهور فقط على سبعة في المئة من رسالته الشفهية».وشددت على ضرورة امتلاك المرشح ثقة عالية بالنفس والاسترخاء اثناء القاء الخطاب لاعطاء الجمهور شعورا بان الشخص الذي يقف امامهم ايجابي وقادر على الانجاز.وحذرت من ان «الايماء بالحركات اكثر من اللازم وتشابك اليدين يعطي انطباعا للمتلقي بان المرشح شخص عنيف وقد يسقط في مطب عدم القبول من الاخر».