المرشحون الشباب يشعلون الحراك الانتخابي
87 مرشحاً ومرشحة تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عاماً من أصل 376
بلغ عدد المرشحين الشباب للبرلمان المقبل 87 مرشحا ومرشحة تتراوح أعمارهم ما بين 30 و39 عاما من أصل 376، ما يعكس حرصهم على المشاركة الفاعلة في الاستحقاق الانتخابي المقبل، ودعم المسيرة الديمقراطية في البلاد.
بعد إغلاق باب التقدم لخوض انتخابات مجلس الكويتي (2016) رسمياً في 28 أكتوبر الماضي، وإعلان دائرة شؤون الانتخابات أسماء المرشحين، اشتعل الحراك الانتخابي الذي كانت الملاحظة الأبرز فيه ارتفاع عدد المترشحين الشباب للمجلس المقبل مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة.وبلغ عدد المرشحين الشباب للبرلمان المقبل 87 مرشحا ومرشحة تتراوح أعمارهم ما بين 30 و39 عاما من أصل 376، ما يعكس حرصهم على المشاركة الفاعلة في الاستحقاق الانتخابي المقبل، ودعم المسيرة الديمقراطية في البلاد.وأكد عدد من المرشحين، وفق برامجهم الانتخابية، حرص الشعب الكويتي بكل مكوناته على تغليب المصلحة الوطنية العليا، والسعي للحفاظ على النسيج الاجتماعي ومكتسبات الوطن من خلال المشاركة الإيجابية في الاستحقاق الانتخابي، ليتحقق للوطن والمواطن المزيد من الإنجازات والمكتسبات الحضارية، في ظل قيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
وشددوا على ضرورة منح شباب الكويت من اصحاب الكوادر الوطنية الفرصة الكاملة لإثبات جدارتهم، للمساهمة في دفع عجلة التنمية والتطوير والإصلاح، في ضوء ما تشهده المنطقة من تحديات إقليمية ودولية فرضتها الأزمات بالمنطقة.
برامج جادة
من جهتهما، أكد أكاديميان كويتيان لـ"كونا" ضرورة تعزيز وعي المرشحين الشباب بالتحديات التي تحيط بالبلاد، من اجل استشراف المستقبل، وطرح برامج جادة وواقعية ورؤى طموحة حول اهم القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية.وشددا في هذا الصدد على ضرورة توافر صفات وخصائص معينة لدى المرشحين الشباب تؤهلهم للعمل السياسي وتمثيل الأمة في البرلمان.وجوه جديدة
بدورها، قالت أستاذة العلوم السياسية الدكتورة معصومة المبارك ان "التغيير سنة الحياة، ومن الطبيعي أن تظهر في كل دورة انتخابية وجوه جديدة "، مؤكدة ان فرصة الشباب للترشح في كل انتخابات تكون موجودة وقائمة.وأضافت أن "هناك العديد من الشباب الذين وجدوا في أنفسهم القدرة على خوض الانتخابات، إلا أن مسألة حظوظهم بالفوز في الانتخابات تبقى مرتبطة بمدى قدرتهم على الإقناع والوصول الى مختلف شرائح المجتمع". وأشارت إلى تضاؤل فرص الشباب الذين يطرحون أنفسهم كمستقلين في ضوء نظام الصوت الواحد، "إذ أصبح التنظيم سيد الموقف"، موضحة أن "فرصة المستقل في المنافسة أصبحت قليلة مقارنة بقدرة وإمكانية الوصول للتجمعات السياسية".ورأت المبارك أن "القليل من الشباب المستقلين يستطيعون الفوز بعضوية البرلمان، لذا يلجأ الكثير منهم الى الحصول على تزكية أنصارهم لهم، لضمان حظ أكبر في الفوز بالانتخابات".وذكرت "أن معظم الشباب لا يملكون الخبرة الكافية حول طبيعة العمل البرلماني لكنهم سيكتسبونها مع مرور الوقت مثلما اكتسبها نواب سابقون".وأشارت إلى ضرورة تركيز نواب المجلس المقبل على القضايا المتعلقة بالشباب والوطن كتطوير التعليم والبنية التحتية للطرق، مؤكدة حاجة دولة الكويت لرؤية شبابية طموحة للمستقبل تعمل على تنفيذ خطط واقعية لانتشال الأجيال القادمة من حالة الاحباط.وشددت على أهمية توعية الناخبين حول أداء الممارسة الديمقراطية السليمة عند بدء عملية الاقتراع لاختيار القادرين على وضع مستقبل الكويت نصب اعينهم.ودعت المبارك الناخبين الى إعطاء الشباب والمرشحين الأكفاء بصورة عامة الفرصة لتمثيلهم في البرلمان واستيعاب الدوس الماضية، معتمدين باختياراتهم على الأسس التي تتماشى مع الواقع والمستقبل، بعيداً عن أن أي انتماء لا يخدم مصلحة الوطن.الحكمة والخبرة
من جهته، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور محمد الرميحي، إن "الشباب هم أمل ومستقبل الكويت في الكثير من المجالات، إلا أن المجال السياسي يتطلب توافر صفات خاصة بالنائب أهمها الحكمة والخبرة وبعد النظر".وأضاف أن "بعض الشباب تنقصهم الخبرة في العمل السياسي، والتي تعد عنصرا مهما يجب توافره في عضو البرلمان، باعتباره ممثلا للشعب لا لشخصه أو طائفته أو مجموعته الاجتماعية".وذكر أن "الفرص في المجتمعات تؤخذ ولا تعطى، وبالتالي فإن كفاءة المرشح هي المحك"، مشيرا إلى أهمية ان يكون المرشحون الشباب قادرين على التعامل مع قضايا المجتمع بشكل جيد.وذكر ان "لدينا مجموعة من القضايا الملحة المتمثلة في انخفاض أسعار النفط، وقيام الدولة بالاقتراض من الداخل والخارج إلى جانب التماسك الوطني".وأضاف أنه في ضوء التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجها الدولة ولاسيما الاقتصادية "ليس أمامنا إلا الاستثمار في رأس المال البشري، والأولوية هنا يجب أن تكون للتعليم الذي يعاني نواقص كثيرة".وقال "إنه في حال لم يكن المرشح الشاب قارئا ومطلعا على ما يدور حوله من أمور سياسية واجتماعية فلن يتمكن من التعامل معها بشكل دقيق".وأوضح الرميحي ان "العمل السياسي مثل أي مهنة اذا لم يملك المرشح الشاب أدواتها الإيجابية والسلبية فلن يكون قادراً على التعاطي معها بمهنية أو منافسا حقيقيا في الحراك السياسي".
الشباب أمل المستقبل لكن بعضهم تنقصه الخبرة السياسية الرميحي