«الإعلام الحديث» يتصدر انتخابات أمة 2016
على الرغم من تبوؤ وسائل التواصل الاجتماعي صدارة المصادر الإعلامية التي يستقي الأشخاص منها معلوماتهم حول انتخابات مجلس الأمة (2016) فإنها لم تلغ الدور المهم الذي يؤديه الصحفي المهني في تغطية الانتخابات وتحليل تطوراتها ومتابعة أحداثها.وقال عدد من الصحافيين في لقاءات متفرقة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء أن وسائل الإعلام الحديثة المتمثلة في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي تحتل مكان الصدارة في تغطية الانتخابات واهتمام المرشحين والناخبين نظراً لسماتها العديدة لكن المواد الصحفية التي ينقلها الصحافيون المتابعون لذلك العرس الديمقراطي ما زالت أكثر دقة ومصداقية.
من جهته قال المحرر البرلماني في جريدة (الجريدة) الكويتية محيي عامر أن التطور الذي شهدته تكنولوجيا الإعلام الجديد وتسهيلها لعمل المحرر من خلال حصوله على المادة الصحافية لفعاليات الانتخابات وهو في منزله أو مقر عمله لا يعفي الصحفي «الباحث عن الحقيقة» من الوجود في قلب الحدث وتحرير المادة الصحافية بنفسه.وأوضح أن وسائل الإعلام الجديدة مصدر مهم للصحفي للحصول على المادة الصحافية الخاصة بالانتخابات ويعتمد عليها بشكل كبير في ضوء كثرة الندوات اليومية للمرشحين التي تفوق في بعض الأوقات أعداد المحررين المكلفين في الصحف اليومية بتغطية الانتخابات.وأضاف أن التكنولوجيا الحديثة «تظل سلاحاً ذا حدين بالنسبة لنا فجانبها الايجابي يتمثل في الحصول من خلال حساب اللجنة الإعلامية للمرشح على مواقع التواصل الاجتماعي على وجبة صحافية جاهزة للنشر لكنها تقدم لك بالنكهة التي تريدها لجنة المرشح حيث تفلتر كلامه وتستبعد ما تجد أنه سيسبب حرجاً للمرشح وتضيف في المقابل ما يعزز موقفه».وأقر بأن الإعلام الحديث قلص وجود الصحفيين في المقار الانتخابية لتغطية الندوات والفعاليات لكنه أكد أهمية وجود الصحفي في المقر الانتخابي خاصة بالنسبة للمرشحين ذوي الثقل السياسي حتى ينقل حديثهم بالصياغة التي لاتحيد عما أدلوا به دون زيادة أو نقصان. وأفاد بأن وسائل التواصل الاجتماعي فرضت نفسها كلاعب أساسي في ملعب الإعلام واعتمد نسبة كبيرة من الناس على استقاء الأخبار منها «لكن الواقع يؤكد أيضاً أن الصحافة الورقية ستظل صاحبة الاحتراف والموهبة والمصدر الموثوق والأهم لشريحة كبيرة من الجمهور يعزز ذلك المساحة الواسعة من الحرية التي تتمتع بها الصحافة في الكويت».من جانبه، قال الصحفي في جريدة (القبس) محمود الزاهي أن الانتخابات الكويتية الحالية سجلت ظاهرة تستحق الدراسة تمثلت في محدودية اهتمام المرشحين بسوق الصحف الورقية مقارنة بالتركيز على وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة كانستغرام وسناب شات وتويتر ويوتيوب.وأوضح أن التطور الكبير في دور وسائل التواصل الاجتماعي جعل البرامج الحوارية على «اليوتيوب» تنافس بقوة برامج التلفزيون حتى إن تكلفة ظهور المرشحين في بعض برامج اليوتيوب لامست حاجز 10 آلاف دينار كويتى مضيفاً أنه يمكن القول إن الرابح الأكبر في سوق الانتخابات الحالية هم مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.وذكر أن هذا التطور المذهل انعكس على اهتمام المرشحين بوجود الصحفيين في المقار الانتخابية لتغطية الفعاليات المختلفة إذ لم يعد للصحافة الورقية اليد الطولى في هذا الأمر بل أن معظم المرشحين باتوا لا يعيرون الصحافة الورقية الاهتمام نفسه الذي كانت عليه في السابق ويركزون على إذاعة الفعاليات مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة.إلا أن الصحافي في جريدة (الراي) وليد الهولان يرى أن الأصل في الموضوع أن يعتمد الصحافي على نفسه في جمع ومتابعة المواد الخبرية الخاصة بالانتخابات ويذهب إلى مكان الحدث بنفسه لينقل صورة حقيقية عن الوقائع دون أن يعتمد في ذلك على وسائل الإعلام الحديثة.وقال أن طريقة الصحفي في تناوله للمواضيع تختلف عن الشخص العادي «فخبراته وحرفيته تختلف عن الهاوي الذي يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي»، مضيفاً أن مهنية الصحافي تتطلب منه عدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً عن التغطية المباشرة.