وكيلات النيابة... مولود جديد انتظر 50 عاماً
إذا كانت الحياة الديمقراطية الكويتية تمثل نموذجاً يحتذى على المستوى الخليجي وفي المنطقة العربية بشكل عام، فلا يمكن وصف الانتخابات البرلمانية الحالية بأقل من أنها عرس ديمقراطي يجمع شمل الشعب الكويتي بكل أطيافه وشرائحه وتصنيفاته على حب الوطن.وبما أن هذه المناسبة العزيزة على قلوب الكويتيين رجالا ونساء فرصة لاختيار ممثلي الشعب، فإن الانتخابات التي جرت أمس شهدت نموذجا آخر قلّ ما نراه في دول عديدة، إذ كان للمرأة الكويتية بصمة أخرى تضاف إلى سجلها الحافل بالعطاء والتميز في بناء الكويت، كيف لا والعالم من حولنا دوّن بأحرف من نور وجود الفتاة الكويتية الطموحة بالإشراف على بعض اللجان الانتخابية في عدد من مراكز الاقتراع، بعد موافقة المجلس الأعلى للقضاء، وذلك كرئيسة لهذه اللجان في عدد من المدارس التي خصصت لاستقبال الناخبين في بعض الدوائر الانتخابية.
هذا الحدث المهم لا يمكن تجاهله أو المرور عليه مرور الكرام، خصوصاً أن هذه المشاركة الفاعلة في الانتخابات تمثل حالة نادرة يفخر بها الكويتيون الذين كانوا ومازالوا يتميزون عن غيرهم في تجربة رائدة تزهو وتنمو يوماً بعد آخر، لتسطر ملحمة وطنية في حب الوطن، تتمثل في منح المرأة الكويتية الكثير من المسؤوليات، من منطلق ثقتهم بإمكانات المرأة الكويتية في خدمة الكويت في مختلف الميادين، علما بأن عمل اللجان القضائية المشرفة على الاقتراع، وفرز الأصوات في اللجان الانتخابية بمختلف الدوائر القضائية كان على مدى سنوات طويلة مقتصراً على الرجال فقط، لكن بعد موافقة المجلس الأعلى للقضاء، سيكون للمرأة فرصة في هذا الموسم الانتخابي للإشراف الكامل على الانتخابات، وبذلك يكون لها الأمر بفتح باب الاقتراع وإغلاقه حسب الأوقات المتعارف عليها، وكذلك التدقيق على هوية الناخب، والتأكد من مطابقة اسمه بكشوف الناخبين المسموح لهم بالتصويت، إضافة إلى مساعدة الناخبين في التصويت، إذا كانوا غير قادرين على القراءة والكتابة.أمس عاشت الكويت عرساً ديمقراطيا جميلا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لكنه بلا أدنى شك ازداد روعة وجمالا وتألقا أكثر وأكثر من خلال جلوس الفتاة الكويتية على كرسي اللجان الانتخابية كرئيسة لهذه اللجان، وهو حلم راود الكثير قبلهن منذ 50 عاماً، لكنه أصبح واقعا جميلا في انتخابات أمة 2016، لتضرب الكويت بمثل هذه الإنجازات أمثلة لكثير من الدول بأنها كانت وستبقى نموذجا يفخر به أبناؤه، مهما بلغت درجة الاختلاف في العديد من القضايا، لأن الجميع يبحث ويسعى جاهداً لخدمة الوطن.
دخول المرأة للإشراف على الانتخابات إنجاز جديد يضاف إلى الديمقراطية الكويتية