الكويت لفتت الأنظار في «بوتراجايا» بالأزياء التراثية والخط
مهرجان الفنون والثقافة الإسلامية يقام في العاصمة الإدارية لماليزيا
تشارك الكويت في أكثر من نشاط ضمن فعاليات مهرجان الثقافة والفنون الإسلامي بمدينة بوتراجايا الماليزية، الذي يشارك فيه حوالي مئة فنان وخبير.
لفتت الكويت أنظار الحضور بقوة في مهرجان «بوتراجايا» الدولي للفنون والثقافة الإسلامية الذي يختتم بالعاصمة الإدارية لماليزيا يوم 11 الجاري من خلال عرض الأزياء التراثية، والمحاضرة التي ألقاها الخطاط جاسم المعراج عن «كائنية الحرف العربي».ويشارك في المهرجان حوالي مئة فنان وخبير في الفنون والثقافة الإسلامية، منها دولة الكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وإيران وأذربيجان وقرغيزستان وإندونيسيا وبنغلادش.ويقدم المهرجان معارض عديدة ضمن فعالياته، من بينها معرض النسيج ومعرض الفنون اليدوية ومعرض رحلة النور عن القرآن الكريم، إضافة إلى منتدى علمي ومحاضرات دينية وعروض للرقصات الشعبية وعروض للأزياء الإسلامية.
وأثبت المعراج من خلال محاضرته التي ألقاها بالمتحف الإسلامي في ماليزيا عن «كائنية الحرف العربي» وعلاقته بالمعنى وببعضه البعض.ونظمت المحاضرة في إطار مشاركة مركز الكويت للفنون الإسلامية، وقال المعراج، وهو نائب رئيس مركز الكويت للفنون الإسلامية، أمس، إن «للحرف كيانا وصوتا وأنفاسا، وهو ما يظهر في تداخل وانسجام الحروف مع بعضها بعضا، واستجابتها للحاجات الحضارية والعصرية على مدى العصور، فصار الصوت صورة، وكان الجمال».وأضاف انه أكد في محاضرته كائنية الحرف، حيث أوضح أن لكل حرف صفات في النطق والصوت والشكل تمت دراستها في فن التجويد الذي حدد لكل حرف مخرجه.وذكر أن علاقة الحرف بمعاني الكلمات مثل حرف الحاء في كلمتي «حرارة» و»حميم» تدل على الاحتكاك وهو تماما ما أكده فن التجويد في الاحتكاك الواقع في مخرج حرف الحاء، وهو الحلق.وقال إن «ذلك يدل على أن هناك علاقة بين الحرف والمعنى، أو الصوت والشكل، لأن الصوت والشكل يعبران عن شيء ما في الشخصية الإنسانية، وهي كذلك في الحرف».وأوضح أن للحرف مع تنوع الخطوط العربية واختلافها هدفا معينا وضع لينجز وظيفة معينة، مثل استخدام خط النسخ لكتابة المصحف الشريف وكتب الحديث لتيسير القراءة، وخطي «الكوفي» و«الثلث الجلي» في تزيين المباني والعمارات، لما لديهما من قابلية في التركيب والتكوين.وشبه الخطوط بالإنسان، إذ تستجيب للحاجات الحضارية والعصرية استجابة متجددة عبر الزمان، لذلك استحدثت العديد من الخطوط الحديثة تلبية لاحتياجات هذا العصر مثل الخطوط المتعلقة بالأمور الحاسوبية والرقمية والآلات الحديثة، موضحا أن ذلك يعد أمرا إنسانيا «وكأن للحرف أحاسيس ومشاعر تتجاوب مع احتياجات العصر».وذكر أن مما يدل على كائنية الحرف هو علاقته ببعضه بعضا في أسطر الكتابة، وضرب مثلا على ذلك حرف الحاء في خط الثلث الجلي، والذي يتشكل إلى تسعة أشكال، وهي أشكال تعتمد على ما قبلها وما بعدها من الحروف، فإذا اتصل بعد حرف الألف يتنازل عن نسبة 70 في المئة من جسمه، تواضعا لهذا الحرف لأنه أول الأبجدية.
قيم ماورائية
وشرح معراج وجود «قيم ماورائية» في الحرف العربي يشعر بها من يتدبرها، ليجد معاني سامية، لاسيما في الثراء الموجود في الحرف الواحد.ومن جهة ثانية، تشارك الكويت في المهرجان بجناح للأزياء الكويتية وعرض للأزياء الإسلامية، الى جانب أجنحة خاصة لكل من سلطنة عمان والسعودية وإيران وأذربيجان وقرغيزستان وإندونيسيا وبنغلاديش تعرض فيها مختلف الفنون الإسلامية.وقالت مصصمة الأزياء الكويتية، نهى المنصور، إن مشاركتها في المهرجان تهدف الى إبراز الدور الثراثي والثقافي للكويت من خلال عرض مجموعة من الأزياء التراثية لاسيما أزياء الأعراس والأعياد.تعزيز القيم
وأضافت المنصور أن اختيارها لهذه المجموعة من الأزياء والاكسسوارات يتزامن مع احتفاليات الكويت باختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016.وأوضحت أن الأزياء المعروضة تضمنت بشت الماهود والثوب الكويتي وغطاء البخنق وعددا من الاكسسوارات التراثية مثل الهامة والتراج والقبقب.وذكرت أن عروض الأزياء نالت استحسان الزوار الماليزيين وغيرهم.