صَممُ الأطفال... وسائل مختلفة للتعامل معه
بعد تلقي الخبر الصادم، يتساءل الأهالي عن أفضل علاج للتعامل مع صمم أولادهم: جهاز سمعي أم زراعة قوقعة؟ صحيح أن معظم الأولاد المصابين بمشاكل في السمع يستعملون اليوم الأجهزة السمعية، لكن لا بد من اختيار الأنواع المناسبة بحسب مستوى الصمم.
لا يُغني تصحيح السمع عن تعلّم لغة الإشارات، بل تسمح هذه اللغة للطفل بفهم المعلومات والتواصل مع والديه أو مع أولاد آخرين مصابين بالمشكلة نفسها قبل التمكّن من الاستفادة القصوى من القوقعة المزروعة. يمكن البدء بتعلم لغة الإشارات منذ الشهر السابع أو الثامن.بفضل ابتكار تجزئة الجينوم الذي يسمح بمعرفة ترتيب الجينات على الكروموسومات، يمكن رصد أكثر من مئة جينة مرتبطة بالصمم بوتيرة أسرع، ما يعني تسهيل البحث عن الجينات الشائبة وتحسين طريقة الكشف عن المشكلة مستقبلاً.
درجة خفيفة أو متوسطة: جهاز سمعي
تُضَخِّم الأجهزة السمعية الأصوات ويصفها طبيب الأنف والأذن والحنجرة، لكن يختارها خبير في الأجهزة السمعية ويعدّلها.تتخذ الأجهزة الأكثر شيوعاً شكل حلقة الأذن وتتطلب مرحلة التأقلم تعاوناً وثيقاً بين الوالدين والاختصاصي، لا سيما إذا كان الطفل صغيراً جداً. لا بد من معاينة وضعه كل ثلاثة أشهر حتى عمر السنتين، ثم كل ستة أشهر حتى عمر الست سنوات، ثم مرة في السنة. إذا كان الجهاز غير كافٍ ولم يسمح للطفل باكتساب اللغة، يمكن التفكير بزراعة القوقعة.
درجة حادة أو عميقة: زراعة قوقعة
يصبح هذا الخيار ضرورياً إذا كان الصمم حاداً أو عميقاً في الأذنين معاً، لكن لا يمكن اللجوء إليه قبل الشهر السادس. خلال هذه الفترة، يمكن أن يتعرّف الوالدان إلى مرض طفلهما ويقيّما منافع الأجهزة السمعية وحدودها.تتألف هذه التقنية من قطعة داخلية تُزرَع عن طريق الجراحة في قوقعة الأذن ومن قطعة خارجية متحركة. تتطلب الجراحة 90 دقيقة وتستلزم المبيت في المستشفى بين يومين وأربعة أيام وتحصل عموماً في جهة واحدة.تبرز الحاجة أيضاً إلى إعادة تأهيل النطق كي يفهم الطفل الأصوات التي يتلقاها. يجب أن تحصل الجراحة قبل عمر الثالثة لضمان نجاحها.