السفارة الإيرانية تتجاوز الأعراف... وتهدد الجريدة.
طالبتنا بكشف مصادرنا عبر كتاب وجهته مباشرة إلى رئاسة التحرير!
• تناست أن هامش الحريات بالكويت مختلف عن المسموح به في إيران
ضمن ما دأبت عليه سفارة إيران في الكويت من أعراف لا تمت إلى الدبلوماسية بصلة، عبر مخاطبتها الصحف وتنبيهها بطريقة تتجاوز الحدود المعمول بها في التخاطب مع وسائل الإعلام، أرسلت السفارة مؤخراً كتابين موقعين من القسم الإعلامي بها، تطالب عبرهما «الجريدة» بكشف مصادرها في إيران، مهددة بالرد القانوني إذا لم تستجب لذلك.
وإذا كان القسم الإعلامي بسفارة طهران لا يعرف الأعراف الدبلوماسية، التي تفرض عليه أن يرفع كتابه إلى السفير ومنه إلى «الخارجية» الكويتية التي تخاطب وزارة الإعلام لمخاطبة صحيفتنا، فإن «الجريدة» تتمسك بأعرافها الإعلامية التي تحظر عليها كشف مصادرها مهما كانت الأسباب، رافضة قيام السفارة الإيرانية بدور التحري الذي يجمع معلومات استخباراتية عن مصادر الكلمة الحرة.ويبدو أنه غاب عن السفارة الإيرانية أن هامش الحريات في دولة الكويت ليس ذاته المسموح به في إيران، وأن حرية النشر مكفولة في الكويت وفقاً لقانون المطبوعات والنشر، وليست رهناً بأهواء أو رغبات بعض الدبلوماسيين الذين يعتقدون أن من واجبهم تقييد حرية النشر أو توجيهها بما يرضي حكوماتهم ومسؤوليهم هناك، عبر تطوعهم للقيام بهذا العمل الذي يحمل طابعاً استخباراتياً.و«الجريدة» لن تتوانى عن نشر ما تقف عليه من حقائق وأخبار وآراء سعياً إلى تحقيق رسالتها الإعلامية التي انطلقت بها منذ تأسيسها بمعزل عن رضا بعض الدبلوماسيين أو غضبهم، مشددة على أنه ليس من حق السفارة الإيرانية أو غيرها من السفارات مخاطبة الصحافة مباشرة، فمراسلاتها يجب أن تتم عن طريق وزارة الخارجية، لا برسائل تهديد ووعيد لا تحمل اسم أي مسؤول.