«الملتقى الثقافي» يطرح سؤال «الصحافة الثقافية ناقلة خبر أم صانعة حدث؟»
تباينت آراء المشاركين في ندوة الملتقى الثقافي «الصحافة الثقافية ناقلة خبر أم صانعة حدث ثقافي؟».
نظم الملتقى الثقافي أمسية لمناقشة مضمون الصفحات الثقافية، شارك فيها مجموعة من الصحافيين، وهم مهاب نصر من جريدة القبس، وجمال بخيت من جريدة السياسية، وشريف صالح من جريدة النهار، بحضور كوكبة من الأدباء والمثقفين، في مقدمتهم محمد الشارخ والأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، والأديب عبدالله خلف والكاتب مظفر راشد، وقدمها مؤسس ومدير الملتقى الثقافي الأديب طالب الرفاعي، وأدارها الشاعر حمود الشايجي.في البداية قال الرفاعي: «أمسية مميزة لأن الصحافة عادة تستجوب وتسأل المثقفين والمسؤولين»، مستدركاً: «لكننا في هذه الأمسية نضع الصحافة في خانة الأسئلة والاستجوابات، وستطرح الجلسة سؤالاً وهو: «هل الصفحة الثقافية ناقلة خبر أم هي صانعة حدث؟».من جانبه، قال الشاعر حمود الشايجي إن الصحافة الثقافية عليها ضغط خاص من المؤسسة لأنها لا تجلب إعلانات، فتكاد تكون الصفحة من الصفحات الضعيفة، ومن الناحية الرقابية يوجد بها أمور غير مباشرة، يمكن أن يوجد بها إبداع غير مباشر مثل المقال الصحافي غير المباشر، وهذا لغم ثانٍ يواجه الزملاء، فضلا عن الرقابة الاجتماعية.
ووجه الشايجي سؤالا للمشاركين قائلا: «هل تستطيعون في هذه الأجواء المتقلبة أن تصنعوا حدثا؟ أم فقط تنقلون خبرا؟».من جانبه، قال شريف صالح: «الصحفة الثقافية في الكويت لها قيمتها، بسبب أن الكثير من الصحافيين حصدوا العديد من الجوائز»، مجيباً عن السؤال الذي طرحه الشايجي بأن هناك إشكاليتين يريد أن يتطرق إليهما، وهما إشكالية تعريف الصحافة الثقافية، لأن كلمة ثقافة لا يوجد عليها اتفاق محدد، فالجريدة من أول صفحة إلى آخر صفحة هي تعبير ثقافي.وأشار صالح إلى أنه إذا كان معنى ثقافة كل ما ينتجه الإنسان، فهناك هناك تعريف آخر يضيق الثقافة، باعتبارها المنجز الإبداعي للإنسان، ويكاد يضيق في صفحات ثقافية تقتصر على القصة والأدب والرواية، معلقاً: «إن أول نقد يوجه إلينا أن الصفحة أدبية وليست ثقافية»، مضيفاً أن الإشكالية هي في التعريف، وإن كانت في الغالب تكون صفحة أدبية تضمن بعض الفنون في الغالب.وعن الإشكالية الثانية يقول: «وضعية الصفحة الثقافية في صحف الكويت؛ من خلال خبرتي في أكثر من صحيفة وجدت أن هناك بعض الصحف لا تعترف بوجود الصفحة الثقافية، وبعض الصفحات يكون غير ثابت، والنتيجة أنه لا يكون لها جمهور ثابت». مؤكدا أن الأزمة ليست في الجرائد وحدها، متسائلا: من جمهور الصفحة الثقافية؟ ومن الجمهور الذي يقتني جريدة من أجل الصفحة الثقافية؟ وردا على سؤال الأمسية «هل الصفحة ناقلة خبر أم صانعة حدث؟» يقول صالح: «والإجابة المباشرة بعد استقراء الواقع أنها ناقلة خبر، فمن الصعب جدا أن تكون صانعة حدث».وذكر صالح بعض الأسباب التي تعزز إجابته، ومنها عدم منح مكآفات للمبدعين الذين ينشرون على سبيل المثال قصة في الصفحة، ومنطق الشليلة، وهو أن القائم على صفحة يجامل أصحابه، أو الذين من وجهة نظره يراهم مبدعين، وعدم تقبل النقد، وفشل مشاريع الملاحق الثقافية، فهي من الممكن أن تعطى فرصة لصناعة الحدث الثقافي، أو تعمل إحاطة معرفية بقضية معينة، إضافة إلى محدودية الشريحة التي تهتم بالصفحة الثقافية.
صانعة للخبر
وبدوره عارض جمال بخيت بعض النقاط التي طرحها شريف صالح، وقال «إن الصفحة الثقافية مقروءة تماما في منطقة الخليج عموما، ولها قراء، وهذا يتوقف على من يقوم على هذه الصفحة، ومن الممكن أن نتطرق إلى أهمية العلاقات الثقافية في موضوع النشر». وردا على سؤال الأمسية قال بخيت: «نعم هي صانعة للخبر، لقد قمنا بطرح قضايا حازت اهتمام شريحة كبيرة من المثقفين». واتفق مع صالح في قضية النقد، وقال: «نحن لدينا إشكالية في أن نقدم نقدا ذا أبعاد محورية، ومن الممكن أنه لا يرضى الطرف الآخر، والنتيجة أننا نقابل بالهجوم في أحيان كثيرة». وأضاف أن الصفحة الثقافية ناقلة للخبر بنسبة 60 في المئة، ولكنها صانعة أيضا لكثير من الأخبار، وتستطيع أن تفجر قضايا، ويساعدها على ذلك الإعلام الحديث.تساؤل
أما مهاب نصر فقد بدأ حديثه متسائلاً: «ما أكثر الحوارات واللقاءات التي عقدت عن مشكلة الصفحة الثقافية، فهل نذكر مره ندوة أقيمت لمناقشة الصفحة الاقتصادية على سبيل المثال؟»، مشيرا إلى أن الصفحة الثقافية كأنها هي مكان الخصومة السهل، نظرا لعدم وضوح مفهوم الثقافة وجمهورها. وأضاف نصر أن هناك أساسان ترتبط بهما الصحافة، هما الحرية التي يجب أن يكفلها القانون، والشفافية التي يجب أن يتحلى بها المجتمع الذي يجب ألا ينظر للثقافة كقناع لصراعات أو تحزبات، بل كمجال عام لتبادل الرأي. وتساءل: هل لدى المجتمع هذا الاستعداد للشفافية؟ وإلى أي مدى يتم تقبل النقد؟ وقال إن «الصحافة الثقافية تعاني فقد التوجه، فقد عاشت فترة كلاحقة من لواحق التيارات الحزبية والأيديولوجية التي غالبا ما كانت ترسم الخط العام. الآن هذا الخط العام يبدو مفقودا، وتحل محله الانتقائية». ولفت نصر إلى أن الصفحة الثقافية مهددة دائما، وعلى أفضل تقدير يتم التمسك بها كـ»برستيج»، ومن ثم تفتقر إلى الكوادر المتخصصة والدعم المالي الذي يتيح للمشرفين عليها متابعة الأنشطة الثقافية بالشكل المرغوب فيه.