بتلويسكا: «توبا والملائكة» يمزج بين الخيال والأسطورة
المخرجة البولندية ناقشت عملها المعروض خلال مهرجان الكويت للمسرح
قالت المخرجة البولندية إميليا بتلويسكا إنها مزجت بين الأفكار الخيالية والأسطورة في عرض "توبا والملائكة".
ضمن العروض المنافسة في مهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي بدورته السابعة، التي تحتضن عروضها خشبة مسرح حمد الرجيب بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قدمت أكاديمية المسرح بجامعة وارسو البولندية مساء أمس الاول عرضا مسرحيا حمل عنوان "توبا والملائكة".العرض قدم نموذجا جميلا لكيفية التعامل مع الدمى على خشبة المسرح وبطريقة أدهشت الجميع لما يمتلك فريق العرض من مهارات كبيرة في تحريك الدمى حسب أحداث المسرحية المستوحاة من قصة اسطورية في بولندا حدثت في القرن الخامس عشر الميلادي."توبا والملائكة" عرض يستحق المشاهدة أكثر من مرة حتى يستفيد منه منتجو مسرح الطفل ويتعرفوا كيفية تقديم عمل يحمل في طياته الكثير من الإبهار والتشويق، وابطاله من الدمى.
الجميل في العرض البولندي أن محركي الدمى الأربع لم يكونوا مجرد محركين بل كانوا يؤدون ادوار الشخصيات، ولعل مشهد وضع المجوهرات والحلى والهدايا في الصندوق كانت الأكثر جمالية واتقانا، والذي تفاعل معه كثيرا الحضور على الرغم من انه باللغة البولندية.المسرحية بدأت بمشهد جمالي للبيوت والساحات في البلدة التي تدور فيها الاحداث، ومن ثم انتقلت المسرحية إلى مشاهد متفرقة للدمى تحركها عناصر ماهرة ومدربة بطريقة متقنة من خلال الحوار والأغنية والموسيقى الجميلة.استخدمت مخرجة العرض إميليا بتلويسكا الإضاءة والموسيقى والجمالية في تحريك الدمى، حيث نجحت المخرجة تماما في استغلال كل مكان على خشبة المسرح معتمدة على ممثليها الاربعة، كارولينا أوغوستينيك، وأغاتا سوبوكونيسكا، ولينا ألبيرسكا، ووميغيش كومبارو في تحريك الدمى ببراعة على خشبة المسرح، وهو ما استحقوا عليه تصفيق الجمهور.
ندوة تطبيقية
وعقب العرض، أقيمت الندوة التطبيقية لمسرحية "توبا والملائكة، في قاعة أحمد عبد الحليم، حيث أدار الندوة وعقب على العرض د. طارق جمال، بحضور مخرجة المسرحية.وقال د. جمال إن هذا العرض يتميز بالبساطة، والجمع بين مجموعة من الفنون، سواء في الغناء أو الموسيقى، فضلاً عن العرائس البشرية والقفازية والمتحركة، معتبراً أن "هذا النوع من المسرح لا يُقدم كثيراً، لاسيما أن فيه غناء أوبرالياً ولكن بشكل كوميدي، كما أن مشاهد الخير والشر في العرض كانت مرسومة من الغرافيك باستثناء المشهد الذي كان فوق السحاب، مما أدى إلى حدوث تشتت، لأنه يعد تحولاً غير مبرر".وأضاف أن هذا العرض يطلق عليه أسطورة، لكنه في حقيقة الأمر أقرب إلى القصة الفولكلورية الاجتماعية التي تنتمي إلى العصور الوسطى.بدورها، أشارت المخرجة بتلويسكا إلى أن بناءها للعرض بدأ أولاً من خلال التأليف الموسيقي، ثم حوله أحد الطلاب وقام بتأليف قصة فولكلورية لتقدم بشكل غنائي، موضحة أنه لم يكن هناك تصور مسبق للمسرحية، وإنما تم توزيع الأدوات والأدوار على أعضاء الفريق من أجل أن يفكر الجميع ويقدم تصوراته، ثم تم وضع هذه الأفكار في قالب واحد.وأشارت إلى أن اختيار نوعين من العرائس، من بينهما العرائس القفازية، كان هدفه أن تظهر الوجوه، لأن هذا النوع المسرحي يعرض في الشارع، وإذا لم يقدم بهذه الطريقة فسيحتاج إلى العديد من الممثلين، وهي عملية ستكون صعبة، مبينة أن تكبير الأنف والعيون وغيرها، كان من أجل إيجاد نوع من الكوميديا.وقالت: "عملت بقوة كمخرجة من أجل إبراز الدور الجماعي في العرض، لأنني أؤمن بحرية الإبداع في المسرح، ولا ينبغي أن يفرض رأي حتى إن كان من المخرج".وكشفت بتلويسكا أن استخدامها الأفكار الخيالية في هذا العمل الاجتماعي جاء لأنه في النهاية عمل تجريبي، مشيرة إلى أن اللغة لا تقف حائلاً دون المتعة المسرحية، فرغم أنها لا تعرف العربية، إلا أنها استمتعت بمسرحية "الرجل الذي صار"، وقد تابعت العرض وفهمته رغم حاجز اللغة.