تعيين ماكماستر يعيد التوازن إلى البيت الأبيض
تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترامب للجنرال هربرت ماكماستر مستشاراً للأمن القومي، خلفاً لمايكل فلين، فسّره العديد من المراقبين بأنه افتتاح مبكر لمرحلة جديدة في عهد ترامب الرئاسي الأول. وعلى الرغم من أن تعيين ماكماستر يعزّز حضور "العسكر" داخل الإدارة الجديدة، فإنه يؤشر إلى بداية تغيير في ميزان القوى داخل تلك الإدارة لمصلحة التيار الذي يمثل المؤسسة الحزبية، ويرفع أسهم نائب الرئيس مايك بنس الذي تسبب في استقالة فلين من منصبه، بعدما حجب الأخير عنه طبيعة اتصالاته بروسيا.وكان لافتاً حجم التأييد الذي ناله ماكماستر من معظم أعضاء الحزب الجمهوري، ومن أعضاء كثر في الحزب الديمقراطي، ومن مسؤولين سابقين عملوا في مختلف الإدارات السابقة.
ماكماستر الذي لن يستقيل من وظيفته العسكرية، إلى جانب منصبه الجديد (تماماً كما حصل مع الجنرال كولن باول الذي خدم مستشاراً للأمن القومي مع الرئيس الأسبق رونالد ريغان)، معروف عنه تحفظه الشديد عن العلاقة بروسيا ومن كوريا الشمالية وإيران. ولطالما انتقد ماكماستر، الذي قاتل في العديد من المدن العراقية، وخصوصاً في مدينة تلعفر، العلاقة بإيران والميليشيات التي تديرها في العراق، من دون أن ينقل عنه اعتراضه على المفاوضات النووية التي خاضتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.وفي حين لم يُعرف بعد كيف سيعيد ماكماستر بناء فريق عمله، وما إذا كان سيواصل التعاون مع أعضاء فريق فلين، بدا تعيينه وكأنه في مواجهة صقور التيار اليميني المتشدد الذي يترأسه ستيف بانون كبير مستشاري الرئيس الاستراتيجيين. وبرزت دعوات عدة تطالب الرئيس ترامب بفصل دور مستشار الأمن القومي وعضويته في مجلس الأمن القومي عن باقي الفريق العامل في البيت الأبيض الذي يعاني الفوضى بحسب الكثير من المعلقين.وترافق تعيين ماكماستر، بعد يوم واحد من كشف وسائل الإعلام الأميركية لتسريبات عن اقتراح حمله مايكل فلين إلى الرئيس ترامب حول أوكرانيا قبل أيام من استقالته، مما أدى إلى طي هذا الاقتراح نهائياً؛ مع رصد الصحافة الأميركية تغييراً جذرياً في تعامل الإعلام الروسي مع أخبار الرئيس ترامب؛ فقد "اختفى" ترامب من على شاشات التلفزة وصفحات الصحف الروسية الرئيسية، في ما يشبه التعميم لوقف تداول اسمه.ونقلت وسائل الإعلام الأميركية تصريحات لمسؤولين روس عبروا عن خيبة أملهم من تضاؤل فرص تحقيق اختراق في العلاقة مع واشنطن، بما يؤدي إلى رفع العقوبات الأميركية سريعاً، وحمّلوا أطرافاً سياسية وعسكرية واستخبارية أميركية من كلا الحزبين مسؤولية وقف تطبيع العلاقات وكبح اندفاعة ترامب.وبينما اعتبر البعض أن الخطوة الروسية قد لا تكون بالضرورة نهائية، لفتوا إلى أن ملف فلين الذي سيفتح على مصراعيه في مجلس الشيوخ، فرض على الرئيس الروسي تخفيف حدة الإيحاء بطبيعة العلاقات التي يسعى إليها مع ترامب.ولفت مراقبون إلى أن الرئيس الأميركي لم يستخدم حسابه على "تويتر"، كما كان متوقعاً بعد تعيينه ماكماستر، كما أنه لم يرسل أي تغريدات جديدة طوال يوم الاثنين، على الرغم من حصول العديد من الأحداث التي كان وقوع أصغرها حافزاً للتعليق عليها بتغريدة واحدة على الأقل!