إيران تدرج القتال في سورية ببرامجها العسكرية التدريبية
بوتين قلق من الفرز الطائفي ويريد استقرار «الشرعية»
مع تعاظم الشكوك في تحقيق الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف، التي انطلقت بلقاءات ثنائية جمعت مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا مع الوفود المشاركة، تقدماً في حل الأزمة السورية، بدأ الحرس الثوري الإيراني إرسال طلبة كلّياته العسكرية للقتال في سورية إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد كجزء من برنامجهم التدريبي.ووفق شبكة «صوت أميركا»، فإن جامعة الإمام الحسين التابعة للحرس، نشرت أخيراً قائمة بأسماء الذين سيلتحقون بجبهات القتال في سورية كجزء من برنامج تعليمي لإعداد ضباط المستقبل، مؤكدة أن القيادي مرتضى صفاوي أوضح أنه تم إرسال ما لا يقل عن 100 طالب وطالبة للتدريب على الحالات القتالية، وبعضهم قُتل هناك، وتعرّض العديد منهم للإصابات.وأشارت الشبكة إلى أن الحرس الثوري اعتمد على الطلبة العسكريين في معارك حمص ودمشق، التي خاضها كاملة، إضافة إلى ميليشيات أجنبية جلبها إلى سورية.
ونقلت الشبكة عن الجنرال الإيراني المتقاعد المقيم في واشنطن هوشنك إريانبور قوله إن سورية باتت اليوم بمنزلة ساحة تدريب حيوية للحرس الثوري، وفرصة حقيقية بالنسبة إلى الجيش، مشيرة إلى أنه «رغم تزايد الخسائر، فإن طهران مصمّمة على إمداد جبهات القتال بالمزيد من المقاتلين والمتدربين». إلى ذلك، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، في كلمة خلال لقاء مع العسكريين الروس، عن قلقه إزاء وجود ما وصفه بمؤشرات «انقسام طائفي في سورية»، حيث يتجمع منتسبو طائفة في أماكن محددة، في حين يتجمع منتسبو طائفة أخرى في أماكن أخرى. وحذر بوتين من أن مثل هذا التوجه «يهدد بحدوث عواقب سلبية في سورية»، مشيراً إلى أن الأخيرة «كانت على الدوام دولة علمانية متعددة الطوائف والقوميات، وهو الأمر الذي شكل ضمانة لوحدة أراضيها وسلامتها».وكان الرئيس الروسي يشير إلى الفرز الطائفي الذي اتهمت المعارضة نظام الرئيس الأسد بالقيام به في مناطق عدة تسكنها أغلبية سنية مثل حمص وبعض المناطق في ريف دمشق. وأوضح بوتين أن قضية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية مسألة تعود للسوريين أنفسهم، ويجب معالجتها من دون أي تدخل خارجي، مؤكداً أن المهمة التي تنفذها بلاده في سورية تكمن في الحفاظ على السلطات الشرعية ومكافحة «الإرهاب».