الدغفق تركز على تناقضات حواء في «أُربّي ظلي على العصيان»
نصوص الديوان تمحورت حول العزلة والظل والفراغ
تمحورت نصوص الديوان الشعري «أُربي ظلي على العصيان» للشاعرة هدى الدغفق حول العزلة والظل والفراغ، وفي حضور «الأنا» المؤنثة بتناقضاتها الإنسانية الاجتماعية والعاطفية.
أصدرت الشاعرة السعودية هدى الدغفق ديوان «أربي ظلي على العصيان»، عن دار الفراشة للنشر والتوزيع، ويتضمن 112 صفحة من القطع المتوسط، ويشمل الديوان قصائد متنوعة بين ذاتية واجتماعية وفلسفية طرحتها الشاعرة في نمط من المواجهة الشخصية الواعية، عبر اسلوب يتراوح بين ما يعرف بقصائد الومضة والأخرى المقتصدة. وفي هذا السياق، قالت الدغفق إن «هذه النوعية من النصوص تلعب على لغة الصمت كجزء من البنية الشعرية ليكمل المعنى بياض الصفحة وتلقيها»، مشيرة إلى أن الديوان تضمن قصائد أخرى متوسطة الطول.وأشارت إلى أن نصوص الديوان «تمحورت حول العزلة والظل والفراغ، وقد تميز الغلاف الذي صممه الفنان السعودي فهد القثامي بطريقة متفردة في آليته الإخراجية ممثلا طابع المجموعة بين الذات وظلها، إضافة إلى ذلك اتخذ الغلاف الخلفي هيئة قصيدة كتبت بطريقة عمودية متموجة لتأخذ شكل الظل»، لافتة إلى أن هذا الديوان «تجربة مختلفة لي في مسيرتي الشعرية، وفي حضور الأنا المؤنثة بتناقضاتها الإنسانية الاجتماعية والعاطفية».
الأنطولوجيات المترجمة
وبينت الدغفق أن «القارئ سيلحظ خلو القصائد من العتبات النصية الأخرى والعناوين الفرعية فيما عدا الإهداء الذي توجهت به (إلى ظلي)، كما خلا الديوان من الفهرسة النصية نظرا لعدم عنونة القصائد». وتضمنت الصفحة الأخيرة إصدارات الشاعرة التي منها: (الظل إلى أعلى) و(لهفة جديدة) و(بلا طيره ألمي) و(أشق البرقع أرى) و(فلسفة المستقبل) و(هيستيريا الافتراض) و(متطايرة حواسي)، إضافة عدد من الانطولوجيات المترجمة من شعرها إلى لغات عدة.متطايرةٌ حواسي
وتحدثت الدغفق عن إصدارها «متطايرةٌ حواسي»، عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، مبينة أن هذا الإصدار «كتاب متخصص في السيرة الذاتية، وجاء تحت عنوان فرعي هو «شذرات سيرية»، وينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب هي (تمرُّد، إلهام، محسوسات)، ويحتوي كل باب على عدد من العناوين مثل: «قبوٌ أسود»، وأقفال السر، ونصف خطوة نصف حذاء، ولسعةٌ حسية، وحقيبة قلبي، ولكمةٌ افتراضية، ووردة استوائية.يشار إلى أن هذا الكتاب، في مجمله، سيرة حسية وجودية للمؤلفة ترصد من خلاله موقعها الوجداني في بيت العائلة وموقفها من غرفتها الشخصية. وتسترسل في سرد شخصي لتفاصيل علاقتها بموجوداتها وتصف أحاسيسها تجاه محسوساتها مثل خصلات شعرها وعباءتها ونظارتها وفرشاة أسنانها وطاولتها وأوراقها ودفاترها وأقلامها وأحذيتها وأقراطها والأقفال والأسلاك كما توثق من ناحية أخرى علاقتها المتناقضة كأنثى سعودية بالمكان، خارجه وداخله، وفي المقاهي والمدن على اختلاف ثقافات سكانها والأسفار. وتحلل الشاعرة علاقتها القلقة مع الأجهزة الذكية ومحتوياتها وبرامجها المتنوعة كذلك، وفي زاوية مختلفة تحكي الشاعرة الدغفق في بعض شذراتها «السيرية» عن الصداقة والصمت والعزلة والسكون والأحلام والوحدة والعتمة والغروب والشروق والصباح والليل والغيم والمطر والسماء والأرض وهكذا... لينتهي المطاف بها للبوح عن موقفها من الفلسفة وتأثيرها فيها كذلك. وتختتم الدغفق مؤلفها البالغ 105 صفحات بعبارة «سأطيل التحديق في الزمن... سأهتدي إلي».ومن أجواء هذا الإصدار قولها: «مراهقتي متمرسة في الغي، في التحدي، في عناد التواريخ الهجريّة والميلادية، متعصبة للقصات والرقصات الجنونيّة، لم تعرف طفلتي المائية بعد أنّ الغوص في بحر يلهو بصفوها كدر! حاولت تعلّم تلك الفلسفة إلا أنني كنت مجنونة بحكمة البحر منذ مراهقتي. سأصلح من شأن لامبالاتي بتمارين عاطفيّة مكثفة، فبيت العالم قليل الأمن، مخادع مثل تمساح، يلاحق هلاكي. لا شفافية أرهف من عاطفتي، لا حقيقة أصدق مني. خيالان لفرسي المنحرفة عن سبقها».من إصدارات الشاعرة
قدمت الشاعرة السعودية هدى الدغفق العديد من الإصدارات، منها كتاب بعنوان «أشق البرقع... أرى»، صدر عام 2011، ومجموعات شعرية منها: «الظل إلى أعلى» و«لهفةٌ جديدة» و«بلا طيره ألمي» وانطولوجيات شعرية مترجمة إلى الفرنسية والإسبانية والإنكليزية منها: «نبض» و«سهرت إلى قدري» و«امرأة لم تكن» و«بحيرة وجهي» و«ريشة لا تطير» وكتاب في التفاعل الرقمي «هيستريا الافتراض»، وكتاب حوارات فلسفية في الهوية والتلقي بعنوان «فلسفة المستقبل».