الراعي يصوب الموقف الماروني من سلاح «حزب الله»
علوش عن مصانع السلاح الإيرانية في لبنان: طهران تعتبرنا مستعمرة
فاجأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الطبقة السياسية، بعد إطلاقه مساء امس الاول جملة مواقف نادرا ما حضرت في أدبياته السياسية، واتسمت مواقف الراعي بحدة حيال تدخل "حزب الله" في الحرب السورية، معتبرا ان "الحزب دخل هذه الحرب دون اي اعتبار لقرار الدولة اللبنانية بالنأي بالنفس، وان ذلك أحرج اللبنانيين وقسمهم بين مؤيد لتدخله ورافض له". وقال الراعي إن «حزب الله جزء من الحياة اللبنانية، وهو حزب سياسي مع أسلحة، موجود في البرلمان والحكومة والإدارة. أنا مواطن، وشريكي مواطن، وأنا أعزل وهو مسلّح، وهذا شيء غير طبيعي». وأثار كلام الراعي استغراب الأوساط اللبنانية، خصوصا أنه لطالما كانت علاقة بكركي في عهد البطريرك الراعي منفتحة على حزب الله فيما يتعلق بتدخله في سورية، إذ شدد الحزب من على منبر بكركي قبل أشهر على أنه لن ينسحب من سورية إلا عندما يرى ان المصلحة تقتضي ذلك.
وقالت مصادر متابعة إن "بكركي بدأت تلاقي في موقفها هذا التوجه الدولي، وتزيل أي لبس قد يكون شاب الموقف الماروني من السلاح، ومن القرارات الاممية في آن، بعد كلام الرئيس عون عن دور سلاح حزب الله المكمل لدور الجيش اللبناني".واعتبر عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب الان عون أن "كلام الراعي يصح اذا كان سلاح حزب الله للداخل، ولكن اذا كانت وجهة السلاح للخارج، وليس لديه اي وجهة داخلية، فلا تصح مقولة الراعي"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد أحد يرفض متابعة الحوار في الاستراتيجية الدفاعية، ولكن هذا الحوار بحاجة إلى أرضية". وثمن الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الموقف الذي عبر عنه الراعي، واعتبر في بيان أمس أن "هذا الموقف يمثل جميع اللبنانيين المؤمنين بسيادة الدولة على أرضها، والرافضين للسلاح غير الشرعي، الذي تحول إلى أداة للفوضى والغلبة في الداخل، وإلى ورقة تستعملها إيران في المنطقة، لتحقيق مطامعها التوسعية، ضاربة عرض الحائط مصلحة لبنان وسيادته واستقراره، وعلاقاته العربية".واضاف ريفي: "هذا الموقف يثبت أن الكنيسة شأنها شأن مرجعياتنا الدينية والوطنية، تعبر عن كل لبناني متمسك باستعادة سيادة الدولة، وبلبنان الرسالة والعيش المشترك".في موازاة ذلك، ساد الهدوء الحذر أمس مخيم برج البراجنة ومحيطه، وشيع الضحيتان اللتان سقطتا في اشتباكات امس الأول.وقالت مصادر متابعة إنه "تم تشكيل لجان ميدانية من الجيش وحزب الله وحركة امل، تتولى التنسيق مع الفصائل الفلسطينية داخل المخيم حتى لا يتحول تشييع القتيلين، وأحدهما من المقاتلين الفلسطينيين، الى عامل توتر اضافي، لاسيما بعد محاصرة العناصر الموتورة التي تسعى لتصعيد الموقف ومنعها من إثارة أي بلبلة".وتعليقا على خبر "الجريدة" عن إنشاء إيران مصانع صواريخ وأسلحة في لبنان، قال عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش لـ"الجريدة" أمس إن "طهران ومنذ سنوات تتعامل مع لبنان على أساس انه مستعمرة إيرانية"، مضيفا: "إيران تعتبر انه من خلال حزب الله بإمكانها أن تفعل أي شيء يحلو لها".أما عضو كتلة المستقبل النائب نضال طعمة فأكد أن "هذا الأمر يؤثر كثيرا في سيادة لبنان، خاصة في هذا الوقت الذي ننتظر فيه ما سينبثق عن القرار 1701، والذي ينص على ضرورة تعامل لبنان مع السلاح غير الشرعي بطريقة جدية وفاصلة، ومع ما أثير عن إنشاء مصانع صواريخ إيرانية يكون لبنان على موعد لإعادة النظر في كل علاقاته مع الدول الغربية والعربية، وخصوصا في بداية عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب".وشدد طعمة على "ضرورة تحرك الدولة اللبنانية باتجاه عدم حدوث الأمر، لأن لبنان في وجه العاصفة التي تحيط به، ويجب أن ينأى بنفسه عن محيطه الملتهب".