بن سلمان وترامب يعيدان العلاقات السعودية - الأميركية إلى مسارها
● اتفقا على خطورة التحركات الإيرانية التوسعية واتهما طهران بدعم الإرهاب للوصول إلى مكة
● دانا «القاعدة» «وحزب الله» و«الإخوان المسلمين»
● 200 مليار دولار للاستثمار المتبادل
● ولي ولي العهد: الرئيس الأميركي يحترم الإسلام وسيخدم العالم الإسلامي بشكل غير متصور
نجحت المحادثات التي قام بها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي دونالد ترامب في إعاة العلاقات السعودية - الأميركية إلى مسارها الطبيعي، بعد أن انحرفت عنه خلال ولاية الرئيس باراك أوباما الذي اتبع مقاربة مثيرة للجدل في سياسته الخارجية، خصوصاً تجاه منطقة الشرق الأوسط.
قال أحد كبار مستشاري ولي لي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن اللقاء الذي تم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبن سلمان، أمس الأول، كان ناجحا للغاية، مؤكدا أنه «يعتبر نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين التي مرت بفترة من تباعد وجهات النظر في العديد من الملفات، إلا أن اللقاء أعاد الأمور لمسارها الصحيح»، وقال إن «التعاون بين البلدين بعد الاجتماع التاريخي اليوم سيكون في أعلى مستوى له، وإن هناك الكثير من التفاصيل والأخبار الإيجابية سيتم إعلانها خلال الفترة المقبلة».
نقلة كبيرة
والاجتماع يشير فيما يبدو إلى توافق في الآراء بشأن قضايا كثيرة بين ترامب والأمير محمد في اختلاف واضح عن علاقة الرياض المشحونة عادة مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لاسيما بعد الاتفاق النووي الإيراني في 2015.ووصف مستشار ولي ولي العهد الاجتماع، في بيان، بأنه «يشكل نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين في كل المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، وذلك بفضل الفهم الكبير للرئيس ترامب لأهمية العلاقات بين البلدين واستيعابه ورؤيته الواضحة لمشاكل المنطقة».
رئيس قوي وإيران
وقال محللون إن الرياض وحلفاء آخرين في الخليج يرون ترامب رئيسا قويا سيعزز دور واشنطن كشريكة استراتيجية، وسيساعد على احتواء خصومة الرياض مع إيران في منطقة محورية لأمن الولايات المتحدة ومصالحها في مجال الطاقة.كما قال المستشار السعودي «إن الأمير محمد بن سلمان أكد أن الاتفاق النووي سيئ وخطير للغاية على المنطقة وشكل صدمة للعارفين بسياسة المنطقة، وإنه لن يؤدي إلا لتأخير النظام الإيراني الراديكالي لفترة من الزمن في إنتاج سلاحها النووي وإن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى استمرار تسلح خطير بين دول المنطقة التي لن تقبل بوجود أي قدرة عسكرية نووية لدولة إيران».وأكد أن ترامب وولي ولي العهد «تطابقت وجهات نظرهما بشكل تام حول خطورة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة، وأن إيران تحاول كسب شرعيتها في العالم الإسلامي عبر دعم المنظمات الإرهابية بهدف وصولهم لقبلة المسلمين في مكة، مما يعطيهم الشرعية التي يفتقدونها في العالم الإسلامي، مع أكثر من مليار ونصف مسلم في العالم أجمع، وأن دعم إيران للمنظمات الإرهابية مثل حزب الله والقاعدة وداعش وغيرها ووقوفها في وجه أي اتفاق لحل المشكلة الفلسطينية هو من باب تصدير مشاكلها للخارج ومحاولة أخرى لكسب الشرعية التي تفتقدها بين المسلمين».الإرهاب
وبخصوص الإرهاب في المنطقة، أوضح المستشار السعودي أن الجانبين «اتفقا على أن حملات التجنيد التي تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية في السعودية ضد المواطنين السعوديين هي بهدف كسب الشرعية لهذه التنظيمات على اعتبار مكانة السعودية الرائدة في العالم الإسلامي، لأنها مهبط الوحي وأرض الحرمين وقبلة المسلمين وما يمثله ذلك من شرعية لا منافس لها. ومن جانب آخر لمحاولة ضرب العلاقات الاستراتيجية السعودية مع الولايات المتحدة خصوصا، والعالم عموما، ومن ذلك ما قام به قائد تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والذي قال عنه نائبه الظواهري في خطاب تأبينه إنه كان من جماعة الإخوان المسلمين منذ أن كان طالبا في الجامعة، وإن الظواهري نفسه كان عضوا في تنظيم الإخوان المسلمين، وإن قيام أسامة بن لادن بتأجيل العمليات الإرهابية ضد الولايات المتحدة لأكثر من مرة كان بهدف جمع أكبر عدد ممكن من السعوديين لأداء العمليات بهدف ضرب العلاقات بين البلدين».الإسلام و«حظر الـ 6»
وقال البيان إن «الأمير محمد بن سلمان ناقش مع الرئيس ترامب قضية منع دخول بعض مواطني الدول الست للولايات المتحدة الأميركية. وإن سموه متابع للموضوع من البداية، وإن المملكة العربية السعودية لا ترى في هذا الإجراء أي استهداف للدول الإسلامية أو الدين الإسلامي، بل هو قرار سيادي لمنع دخول الإرهابيين إلى الولايات المتحدة».وأضاف: «بيّن الرئيس ترامب احترامه الكبير للدين الإسلامي باعتباره إحدى الديانات السماوية التي جاءت بمبادئ إنسانية عظيمة تم اختطافها من قبل الجماعات المتطرفة، في حين أكد الأمير محمد أن المعلومات السعودية تفيد بالفعل بأن هناك مخططا ضد الولايات المتحدة تم الإعداد له في تلك الدول بشكل سري من هذه الجماعات، مستغلين بذلك ما يظنونه ضعفا أمنيا فيها للقيام بعمليات ضد الولايات المتحدة، وأبدى تأييده وتفهمه لهذا الإجراء الاحترازي الهام والعاجل لحماية الولايات المتحدة من العمليات الإرهابية المتوقعة».كما أكد المستشار السعودي أن الأمير محمد «أبدى ارتياحه بعد اللقاء للموقف الإيجابي والتوضيحات التي سمعها من الرئيس ترامب حول موقفه من الإسلام. وذلك عكس ما روجه الإعلام عن فخامته، مؤكدا أن الرئيس ترامب لديه نية جادة وغير مسبوقة للعمل مع العالم الإسلامي وتحقيق مصالحه بشكل كبير، وأنه يرى أن فخامته صديق حقيقي للمسلمين، وسيخدم العالم الإسلامي بشكل غير متصور، وذلك على عكس الصورة النمطية السلبية التي حاول البعض ترويجها عنه، سواء كان ذلك عبر نشر تصريحات غير منصفة ومقتطعة من سياقها، أو عبر التفسيرات والتحليلات الإعلامية غير الواقعية عنه».الاقتصاد
وفيما أعلن البيت الأبيض عن استثمارات متبادلة بقيمة ٢٠٠ مليار دولار، أوضح المستشار السعودي أنه تمت مناقشة العديد من الملفات الاقتصادية بين البلدين، ومنها استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة من قبل الجانب السعودي وفتح فرص للشركات الأميركية التجارية بشكل كبير واستثنائي للدخول في السوق السعودية، مؤكداً «أن هذا لم يكن ليتم إطلاقا لولا جهود الرئيس ترامب في تحسين بيئة الاستثمار في أميركا». وهذا أول اجتماع منذ تنصيب ترامب في يناير مع الأمير محمد الذي يقود جهود المملكة لإنعاش ماليتها العامة عن طريق تنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على إيرادات النفط الخام المتناقصة. وحضر الاجتماع نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، وكبير مستشاري ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر، وكبير موظفي البيت الأبيض راينس بريباس، وكبير خبراء الاستراتيجية بالبيت الأبيض ستيف بانون. وقال المستشار السعودي إن الجانبين أبديا اتفاقا على أهمية التغيير الكبير الذي يقوده الرئيس ترامب في الولايات المتحدة، وتزامن ذلك مع التغيير في السعودية عبر رؤية السعودية 2030. وقال مصدر مطلع، طلب عدم نشر اسمه، إن الموضوع الرئيسي للاجتماع كان الاستثمار السعودي في الولايات المتحدة، مما قد يساعد الرئيس الأميركي على الوفاء بوعوده لتوفير فرص عمل. ولفتت إنغريد نارانغو، وهي خبيرة في العلاقات الأميركية - السعودية إلى «توفير فرص عمل من خلال الاستثمارات... الرئيس ترامب يريد نتائج وإحصائيات مهمة بالنسبة له... هذا منطقي للغاية بالنسبة لاستراتيجية التنوع السعودية للاستثمار في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة».تعليقات طريفة حول الصحافيين
أظهرت لقطات مصورة للقاء، الذي جمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، تعليقات طريفة بين الرجلين حول المصورين الصحافيين. وعندما كان ترامب وبن سلمان يجلسان في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، بادر عشرات المصورين إلى التقاط مئات الصور لهما، واستمرت أصوات فلاش الكاميرات لحوالي دقيقة، مما دفع ترامب إلى الإشارة للمصورين الصحافيين قائلاً لضيفه، إنهم «أشخاص طيبون»، فرد عليه الأمير السعودي مبتسماً: «نأمل ذلك».
لدى الرياض معلومات عن مخطط ضد واشنطن تم إعداده في الدول الست الواردة في حظر السفر