برلين ترد على ترامب: لا ديون علينا للحلف الأطلسي
الرئيس الأميركي يشيد بـ «صلابة» بوتين... ولا دليل على «تواطؤ» بين مقربين منه وروسيا
رفضت وزيرة الدفاع الألمانية اتهامات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن بلادها تدين لحلف شمال الأطلسي بمبالغ طائلة، وللولايات المتحدة، مقابل نفقات عسكرية، في وقت نفى فيه البيت الأبيض تجنب ترامب مصافحة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
عارضت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن ألمانيا مدينة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بمبالغ مالية هائلة.وبحسب بيانات وزارتها، قالت فون دير لاين "ليس هناك حساب ديون في حلف الأطلسي".وأكدت أن ربط تحقيق هدف اثنين بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لنفقات الدفاع، الذي تعتزم الوصول إليه منتصف العقد القادم، فقط بحلف الأطلسي أمر غير صحيح.
يشار إلى أن قرارا صدر من الناتو يطالب الدول الأعضاء بزيادة نفقات الدفاع الخاصة بهم حتى عام 2024 لتصل إلى 2 بالمئة على الأقل من إجمالي الناتج المحلي.ويذكر أن ترامب أصر خلال لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في واشنطن، الجمعة، على أن تزيد ألمانيا من نفقات الدفاع.وإلى جانب الإنفاق على الدفاع، دعت فون دير لاين لتقاسم العبء بين الدول الأعضاء بالحلف في مكافحة تنظيم داعش، وقالت: "ما نرغبه جميعا هو أن يكون هناك تقاسم عادل في العبء ويحتاج ذلك إلى مفهوم أمني حديث".وتابعت الوزيرة الألمانية قائلة: "يندرج ضمن ذلك أن يكون هناك حلف أطلسي حديث، واتحاد دفاعي أوروبي وكذلك استثمارات في الأمم المتحدة".كما نفى الناطق باسم ترامب أن يكون الرئيس رفض عمدا مصافحة المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أمام الكاميرات خلال لقائهما في نيويورك.وقال شون سبايسر لمجلة دير شبيغل الالمانية، أمس: "لا اعتقد أنه سمع طلب" المستشارة الالمانية عندما اقترحت على ترامب مصافحته من جديد وسط الحاح المصورين الصحافيين، بينما كانا جالسين في البيت الابيض.واعتبرت وسائل الاعلام الالمانية أن عدم سماع ترامب أو تجاهله اقتراح ميركل يتناسب مع الاجواء العامة للقاء، إذ ظهرت الخلافات بشكل واضح بينهما حول الهجرة والتجارة والنفقات العسكرية في حلف شمال الاطلسي.
جلسة استماع
وقبيل جلسة استماع اليوم، أعلن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الاميركي ديفين نيونز، أمس، أنه ليس هناك أي دليل على تواطؤ بين مقربين من ترامب وروسيا لمحاولة التأثير في الانتخابات الاميركية لمصلحة الملياردير الاميركي. وتتجه اليوم الأنظار إلى جلسة استماع لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي أملا في إلقاء الضوء على العلاقات بين ترامب وروسيا، وعلى اتهام ترامب سلفه بالتنصت عليه.وحتى الآن، رفض المسؤول الاكبر في الشرطة الفدرالية الأميركية التعليق علنا على هذين الموضوعين، ما أثار استياء العديد من البرلمانيين، وخصوصا الجمهوريين الذين نددوا برفض التعاون.ولكن بعد انذار وجه إليه وتهديد بعرقلة تعيين مساعد وزير العدل رود روزنشتاين، توجه كومي الاربعاء إلى مبنى الكابيتول حيث التقى رئيس لجنة العدل في مجلس الشيوخ الاميركي الجمهوري تشاك غراسلي.من جهته، وصف ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالسياسي الصلب الذي لا يكسر، في إشارة ضمنية إلى استحالة ثنيه عن تحقيق أهدافه. وفي مقابلة أجرتها معه قناة "فوكس نيوز" أمس الأول أجاب في وصف بكلمتين للرئيس الروسي قائلا: "لست على معرفة شخصية ببوتين، إلا أنني على يقين تام بأنه صلب يصعب كسره. لست على علم بما ينجزه بوتين لروسيا، لكننا سوف ندرك ذلك في يوم من الأيام". تجدر الإشارة إلى أنه سبق لبوتين واعتبر أن من يحاولون الاصطياد في الماء العكر والنيل من سمعة ترامب، "هم أسوأ من بائعات الهوى" اللواتي يشاع عن ترامب لقاؤهن في وقت سابق في العاصمة الروسية موسكو.الأمن الرئاسي
من جهة أخرى، عزز جهاز الخدمة السرية المكلف حماية ترامب الاجراءات الأمنية في البيت الأبيض في وقت متأخر، أمس الأول، بعد اعتقال رجل أطلق تهديدات عند حاجز تفتيش، بحسب مسؤول.وهدد الرجل بأن لديه قنبلة في سيارته، وقد اعتقل على الفور وصودرت سيارته. وكان ترامب في فلوريدا وقت وقوع الحادث.وقبل ذلك بساعات اعتقل رجل حاول القفز من على السور الخارجي للبيت الأبيض، بحسب جهاز الخدمة السرية الذي قال في بيان إنه تم اعتقال هذا الشخص فورا وستوجه له تهم اجرامية.وقبل منتصف ليل العاشر من مارس تمكن رجل من اختراق ثلاثة حواجز خارج البيت الأبيض وهي سياج وبوابة سيارات وسياج آخر، وسار في حرم المقر الرئاسي لمدة 16 دقيقة قبل أن يتم اعتقاله.الصين وكوريا
خارجيا، قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون للرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، أمس، إن ترامب يتطلع إلى زيارة الصين فى المستقبل. وأضاف تيلرسون أن ترامب "يولي أهمية كبيرة للاتصالات التي حدثت بالفعل" بين الرئيسين، وذلك في إشارة للمكالمة الهاتفية بين الرئيس الصيني شي جين بينغ وترامب في فبراير.يأتي هذا التقارب في وقت، اختبرت فيه بيونغ يانغ محركا جديدا للصواريخ بحضور الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، بالتزامن مع زيارة تيلرسون الى بكين، حيث بحث مع المسؤولين الصينيين مطولا البرنامج النووي الكوري الشمالي. واعتبرت الخطوة الكورية بمثابة اهانة لحليفتها بكين.تيلرسون يتخلى عن الصحافيين في جولاته
دافع وزير الخارجية ريكس تيلرسون عن قراره بعدم السماح للصحافيين بالسفر معه أثناء رحلته الدبلوماسية إلى شرق آسيا.وقال تيلرسون: "نحن لا نخفي أي شيء عن التغطية الإعلامية"، مؤكدا أن المؤسسات الإعلامية الكبيرة لديها مراسلون بالخارج، مما يعني أنهم سيستطيعون تغطية ما يحصل هناك.وحجزت المؤسسات الإعلامية الأميركية عشرات السنوات مقاعد للإعلاميين للسفر ومرافقة الدبلوماسيين الأميركيين أثناء رحلاتهم حول العالم، لكن تيليرسون رفض هذا الأمر، وقرر السماح لصحافي واحد من "بازفيد" بالحضور.