سليماني التقى ماكغورك سراً لتشكيل حكومة العراق
بعد تبادل رسائل غير مباشرة ووسط تصاعد التوتر بينهما مع تقاطع مصالحهما بالعراق، الذي يشهد حالة من الشلل السياسي بعد فشل مجلس النواب في إعلان تشكيل «الكتلة الأكبر»، علمت «الجريدة» من مصادر مطلعة في «الحرس الثوري» الإيراني، أن قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني، التقى مبعوث الرئيس الأميركي للشؤون العراقية روبريت ماكغورك، الثلاثاء الماضي، سراً، للاتفاق على حل لتشكيل الحكومة العراقية المتعثر، ووقف التصعيد بين الجانبين على أراضي البلد العربي.وذكر المصدر أن اللقاء تم بناءً على طلب ماكغورك، إذ إن الجانب الأميركي أكد للإيرانيين عدم ارتباطه بأي شكل بإحراق القنصلية الإيرانية في البصرة، خلال احتجاجات على نقص مياه الشرب وتردي الخدمات، وطلب من الإيرايين الإيعاز لحلفائهم بتجنب مهاجمة المصالح الأميركية في العراق، لتفادي أي تصعيد قد يخرج عن السيطرة ولا تحمد عقباه.وأفاد بأن ماكغورك شدد لسليماني على أن البلدين يجب أن يضعا خلافاتهما جانباً، ويعملا معاً على دعم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، موضحاً أن واشنطن لا تصر على دعم شخصية سياسية محددة لقيادة الحكومة المقبلة، بما في ذلك رئيس تسيير الأعمال حيدر العبادي، لكنها ترى أن الوقت حان لإفساح المجال أمام شخصيات جديدة للبروز، وألا تتقيد طهران بحلفائها التقليديين الذين انقطعوا عن الشارع العراقي منذ سنوات طويلة.
وأشار المصدر إلى أن سليماني قدم وثائق حصلت عليها استخبارات الحرس قبيل الهجوم على القنصلية الإيرانية في البصرة، وأكد لماكغورك أن الإيرانيين كانوا على علم بـ «مخطط للاعتداء»، وأخلوا المقر الدبلوماسي من الموظفين والوثائق، لتجنب أي رد فعل غاضب من جانب أنصار طهران في العراق قد يتسبب في إشعال مواجهة بين العراقيين. ولفت سليمان إلى أن الاستخبارات الإيرانية تجري تحقيقات لكشف من يقف خلف الاعتداء.وفي الوقت نفسه، نفى سليماني ضلوع حلفاء إيران بالهجوم على المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية، أو توجيه تهديدات للمصالح الأميركية في بغداد، مؤكداً أن الوثائق التي حصل عليها «الحرس الثوري» تشير إلى أن الذين نفذوا الهجوم على القنصلية الإيرانية هم أنفسهم منْ دبر قصف المنطقة المحصنة لجر الجانبين إلى مواجهة مفتعلة.إلا أن سليماني أكد أن على الأميركيين الانتباه إلى أن العراق بالنسبة لإيران «خط أحمر ومصالح حيوية»، ولا يمكن التفريط فيه أو خسارته، معرباً عن استعداد بلاده لضمان عدم تهديد المصالح الأميركية من حلفاء طهران حال التزام واشنطن عدم المساس بمصالح الجمهورية الإسلامية في جارتها العربية.وحسب المصدر فإن الجانبين اتفقا على الاحتفاظ بخط اتصال سري من خلال الواسطة التي جمعتهما لتجنب صدامات غير مقصودة مستقبلاً بالعراق، وأن يستمر التنسيق بينهما عبر هذا الخط لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، لأن وجود عراق بدون حكومة يعتبر خطراً على الجميع.وأضاف أن الجانبين اتفقا أيضاً على إمكانية توسيع التنسيق فيما بينهما لحل الخلافات في لبنان والمساعدة في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.