منتظري: «الحرس» نقل المتفجرات للسعودية مع الحجاج
الأمن الإيراني يستهل العام الدراسي بحملة اعتقالات تستهدف الطلاب في طهران
كشف الملا أحمد حسين علي منتظري، نجل نائب المرشد الإيراني الراحل الخميني دور «الحرس الثوري» الإيراني ومسؤوليته عن وضع متفجرات في حقائب الحجاج الإيرانيين عام 1986، بعد 32 عاما من الواقعة التي كشفتها سلطات الأمن السعودية وقتئذ.وقال منتظري إن والده أخبره أن 6 من ضباط الحرس الإيراني كانوا ينقلون المتفجرات إلى السعودية في موسم الحج، عبر دس المتفجرات في حقائب حجاج كبار في السن، ثم تسلمها من قبل عناصر أخرى عند وصولها إلى الأرض المقدسة، لتفادي تدقيق الأجهزة الأمنية والجمارك.وأضاف منتظري الذي كان يتكلم في فيلم متلفز، نشره موقع «كلمة» الموالي لـ «الحركة الخضراء»، أن هؤلاء كانوا يقومون بهذا العمل بايعاز من الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، حيث كشفتهم السلطات السعودية، واضطر حينها مهدي كروبي الذي كان يمثّل الخميني في الحج إلى تقديم اعتذار رسمي للسلطات السعودية، واستطاعت الأجهزة الدبلوماسية الإيرانية تدارك الموقف بسبب تجاوب الرياض، وألقت الأجهزة الأمنية الإيرانية اللوم على مهدي هاشمي، صهر عائلة منتظري الذي أعدم بتهمة تدبير نقل المتفجرات.
وقال منتظري إن الأمين العام الحالي للمجلس الأعلى للأمن القومي، الأدميرال علي شمخاني، هو أكثر الأشخاص علما بالموضوع وما كان يحصل، ولكنه يتناسى ما حصل.وبرز اسم مهدي هاشمي صهر عائلة منتظري الذي كان من مؤسسي «الحرس الثوري» مع الفضيحة المعروفة بـ «مك فارلن» مستشار الأمن القومي الأميركي إبان حكم رونالد ريغان. واتهم هاشمي باغتيال آيت الله شمس آبادي، أحد رجال الدين المعتدلين المعارضين لإدخال السياسة في الدين، قبل ثورة 1979، وتم الحكم عليه بالإعدام، لكنه استطاع الخروج من السجن بعد الثورة، وانضم إلى الثوريين، وأضحى أحد أكثر الشخصيات نفوذا في البلاد، بسبب موقع أبو زوجته كنائب للإمام الخميني، ولكنه واجه معارضة كبيرة من قادة الحرس ورفسنجاني والمرشد الحالي علي خامنئي في ذلك الحين، وعندما انتشرت أخبار فضيحة «مك فارلن» تم اعتقاله بسبب «ارتباطه مع الأعداء»، ثم أعدم بعد إعادة الحكم عليه بسبب موضوع اغتيال آيت الله شمس آبادي قبل الثورة. وتسبب إعدام هاشمي الذي اعترف بأنه شكّل غرفة عمليات خاصة له خارج إطار «الحرس الثوري» والأجهزة الحكومية لإسقاط بعض الشخصيات السياسية في البلاد إلى خلافات كبيرة بين منتظري والخميني، الأمر أدى إلى قيام المرشد بعزل منتظري قبل بضعة أشهر من وفاته، وهو ما سهل وصول خامنئي إلى السلطة.إلى ذلك، شنت السلطات الأمنية الإيرانية والحرس الجامعي موجة اعتقالات واستدعاءات لطلاب بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، كما أفادت تقارير حقوقية بإهانة الطلاب المعتقلين في أماكن احتجازهم.ووفقا لبعض التقارير، فقد دخل الطالب صادق قيصري، في إضراب عن الطعام، بسبب المعاملة القاسية التي يتعرض لها في محبسه. يذكر أن قيصري، الطالب في جامعة شهيد بهشتي، يقضي عقوبة السجن سبع سنوات، و74 جلدة، والحظر سنتين من النشاط في الصحافة. وقد اعتقل قيصري في 30 مارس 2009، ولم يتم الإفراج عنه حتى الآن. جاء ذلك بعد أن صدرت في الأسابيع الماضية، أحكام بالسجن المشدد على عدد من الطلاب المعتقلين على خلفية مداومتهم على الاحتجاج، بما في ذلك الحكم بالسجن لمدة 6 سنوات على سهى مرتضايي، سكرتيرة النقابة المركزية للطلاب بجامعة طهران.