في وداع الرئيس الأميركي «جورج بوش»
قيل الكثير عن عدوان 1990 واحتلال الكويت وتحريرها، ولكن لا بد مع رحيل البطل الذي أدار المعركة، الرئيس الأميركي "جورج بوش" من قول المزيد!فنحن لم نكن نتصور تلك السنة، الأبعاد والمعاني الكاملة لموقف الرئيس "بوش" من تلك الكارثة، ولم نكن نعرف أهمية الرفض الفوري للخطوة التي قام بها نظام طاغية العراق، ولا نستوعب دلالات الحسم والعزم الذي أعلنه الرئيس، وكأن الاحتلال قد أصاب بعض الولايات الأميركية! ولم نكن الوحيدين المبهورين بتلك الصلابة والمبدئية في الموقف السياسي إزاء حدث دولي متعدد التكرار، فحتى بعض القيادات الأوروبية وغيرها، كانت تتساءل بحسن نية أو بخبث عن دوافع ذلك الموقف الرافض لأي مساومة أو تجزئة، وكأن الكويت أول أو آخر دولة تتعرض لاكتساح عسكري من جار قوي!كنا محظوظين حقاً ككويتيين بوجود وقيادة رئيس حازم ذي خبرة سياسية ونضج استراتيجي والتزام مبدئي على رأس دولة كالولايات المتحدة الأميركية، فالرئيس "جورج بوش" لم يتلق الحدث الجلل بدراية القائد السياسي والعسكري البعيد النظر فحسب، بل كذلك بشجاعة صاحب القرارات الجريئة الواضحة، فحرك فوراً الدبلوماسية الأميركية الهائلة الإمكانات العظيمة الدراية، جنباً إلى جنب مع الاستعدادات والتحضيرات العسكرية اللوجستية، والآلة الحربية لأعظم قوة كونية آنذاك ولا تزال، ليكون الرد بحجم العدوان، والمصداقية بجدية التعبئة.
انطلقت يومها للأسف القوى الغوغائية في الإعلام العربي، وانكشف مثقفون ومفكرون وإعلاميون، وغدت أقلامهم تتحدث عن "مخطط أميركي لاحتلال الخليج" و"مصادرة النفط" و"الهجوم على العالم العربي"، بل عرقلة البرنامج العربي الاستراتيجي الموعود للقائد الضرورة "صدام"، لينهي "الذل العربي" إلى الأبد، وغير ذلك من أوهام! وربما كانت لمخاوفهم وشكوكهم في التحرك الأميركي ما قد يبررها في حساباتهم وتحليلاتهم والنظريات التآمرية التي تقود عقولهم، ولكن ما كان موقفهم من العدوان على الكويت واحتلالها، وهي دولة عربية مستقلة، بل ضمها بالقوة إلى "الوطن الأم"؟وكيف تناسى المثقفون والإعلاميون القانون الدولي وحق تقرير المصير، وكل ما قيل عن فشل الأنظمة العربية العسكرية، وغياب الديمقراطية فينا، وما كتب وقيل في الثقافة والصحافة، وفي الشعر والرواية بعد هزيمة 1967 عن إفلاس الدكتاتوريات والاستبداديات العربية ومخاطر مغامراتها؟لم ينخدع القوميون والتقدميون فحسب، بل كان الإسلاميون وحتى عامة المسلمين في العالم، في مقدمة المخدوعين!لقد فشل الفكر السياسي العربي برمته، مفكرين وأحزاباً، في التعامل مع الحدث الداهم، وهكذا تزلزلت شوارع المدن العربية والإسلامية بهتافات مختلف الجماعات والأحزاب الإسلامية وغيرها من شمال إفريقيا إلى عمان حتى بلدان آسيا.القيادات الفلسطينية التي أنزلت بالقضية ما أنزلت بها عبر العقود، ربطت كذلك للأسف مصيرها ومصير قضيتها بهذه المغامرة، وصدقت مناورات "القائد الضرورة" ووعوده، فخسرت المزيد أو كل المصداقية والمظلومية، وتسببت في تدمير مروع لمصالح كل الفلسطينيين في الكويت ودول مجلس التعاون وبخاصة متوسطي الحال وأفقر الفقراء، ممن خسروا الدنيا والدين، ونزلت بساحتهم نكبة ثالثة!اندفع كثيرون وقتها من الإعلاميين والمثقفين والكتاب العرب، ولا يزال بعضهم، في الحديث عن أن أميركا لا يحركها شيء سوى مصالحها، وأن الأميركيين لم يتحمسوا لحماية المنطقة وتحرير الكويت "من أجل سواد عيون شعوبها" بل لتعزيز مصالحهم وليس في هذا الاتهام أي مأخذ على الغربيين وحكوماتهم المسؤولة وبرلماناتهم التي تحمي مصالحهم، ولكن الموقف كان حقاً يراد به باطل.ومن أغرب الأمور أن تحليلهم هذا لم يتأثر يوما بتزلزل الاتحاد السوفياتي الواضح، وتعاون بعض دول المعسكر الشرقي مع الولايات المتحدة في إفشاء أسرار القواعد العسكرية العراقية التي بنيت بمساعداتهم، ولم يتأثر بالتحولات الضخمة في مجال التوتر الدولي وانتهاء أو جمود أجواء الحرب الباردة وانقسام المعسكرين.ولكن لماذا لا يزال البعض يستغرب من "منطق المصلحة" بل يحتقر الكلمة ومدلولاتها؟ لعل السبب في اعتقادي المتواضع، أن معظم سياسات ومواقف ومشاكل العالم العربي الخارجية، وبخاصة "البينية" منها، لا علاقة لها بمصالح هذه الدول وشعوبها، بقدر ما هي انعكاس لمخاوف وأمزجة وعلاقات زعاماتها، ونفور بعض هذه القيادات من البعض الآخر لأسباب شخصية ولا علاقة لها كذلك بأي مؤسسة بحثية أو دراسة استراتيجية، ولا رابط بينها وبين واقع الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الخوف على الصادر والوارد في العالم العربي، فالسياسة في دول عربية وإسلامية عديدة بيد النظام، والاقتصاد بيده الأخرى، وكل شيء مهم آخر يدار عبر خيوط وحبال، مرئية ومجهولة، وعلاقات مسكوت عنها تخترق في أحيان كثيرة القطاع العالم والخاص، والحكومة والبرلمان.ثم لماذا تكون للأميركيين والغربيين والدول المتقدمة استراتيجيات، ومصالح وثروات تدخل وتخرج بحساب، وتكون تحركاتنا، كما في عام 1990، مغامرات وغزوات باسم العروبة والإسلام وتحرير فلسطين "وعودة الفرع إلى الأصل" وغير ذلك؟ثم إن هناك سؤالا لم يجب عنه أحد من الإعلاميين العرب آنذاك، وهو الذي بدأنا به المقال: لماذا استعجل الأميركيون في تحرير الكويت؟وإذا كانت حسابات الولايات المتحدة "مادية مصلحية بحتة"، أما كانت المماطلة والإطالة والمساومة والتسويف أنفع وأكثر فائدة وامتصاصاً لنفط وأموال الكويت والدول الخليجية، وأقرب للمنطق المصلحي الذي انساق فيه محللون عرب وغربيون وحتى أميركيون؟ ومن كان سيلوم الولايات المتحدة إن امتدت "حرب الخيلج الثانية" أو حرب تحرير الكويت وفق تكتيك معين، شهوراً أخرى، والمفاوضات دهوراً، بدلا من تحرير الكويت بهذه السرعة، وخلال فترة قصيرة خاطفة رغم انهيار الجيش العراقي؟وإذا كان مقصد الولايات المتحدة والرئيس "جورج بوش" الرئيس السابق للاستخبارات الأميركية، تحقيق أكبر الفوائد وجني أقصى الأرباح من عائدات الكويت وأرصدتها ومخزونها النفطي، فلماذا تم تحرير الكويت بهذه الكفاءة، وهذه السرعة، ودون دمار يذكر في الطرق والمباني والمنشآت والمدارس والمطارات والمصانع ومحطات التكرير، وعشرات المؤسسات "المليارية" الأخرى، مما كانت إعادة تعميرها، تتطلب دخل الكويت لسنوات طويلة قادمة، و"ما حُول كل كويتي ودونه"، كما يقال في العامية، بل ربما كان من الممكن "تقزيم" الكويت إلى دولة ظل" نحيلة مهزوزة، لا تقف على قوائمها إلا بالإدارة الأميركية أو غيرها؟نعم، ما كانت مصلحة الولايات المتحدة في أن تعلن أميركا تعبئة نصف مليون جندي وجندية من الجيش الأميركي لتحرير الكويت، واستدعاء "طائرات الستيلث" والقنابل الذكية وصواريخ بولاريس وغيرها، وأن يقف الرئيس جورج بوش بهذا الحزم والعزم في وجه عدوان 1990؟ ما "الضرورة الاستراتيجية" التي حسمت تحرير الكويت بهذه السرعة وبهذا الإتقان العسكري، وبأقل قدر من الدمار الكويتي "المدر للمال والنفوذ"؟يرى بعض آخر ولا يزال، كما نشر مؤخراً، في القبس 29/ 11/ 2018، "أن التهديد الواضح لصدام حسين كان سيمنع غزو الكويت"، وأن أميركا وفق دراسة "مؤسسة راند"، كما جاء في القبس، " لم تصدر تحذيرات واضحة وقوية لصدام فيما يتعلق بالتكاليف التي سوف يتكبدها إذا أقدم على غزو الكويت".ولكن ما الضمان لأن يستمع صدام، بعد أن صدّق من قالوا له "إن أميركا لن تخوض حربا بعد فيتنام"، كان سيتراجع أمام أي تهديد؟ وهل كانت مشكلة "صدام" قلة الناصحين وفقر المعلومات، أم الدكتاتورية والغرور؟ولا يملك الواحد منا إمكانات "مؤسسة راند" وعقولها، ولكن صدام حسين لم يكن رجلا عسكرياً يدرك مخاطر خوض الحرب ضد الولايات المتحدة بلا حليف دولي كما كان شأن الفيتناميين الذين ساندهم الاتحاد السوفياتي والصين وكل المعسكر الاشتراكي وصنعوا للفيتناميين ذلك الانتصار.ولا كان "صدام" سياسياً محنكاً في نظام يهمه مصير شعبه، فلماذا كان كرئيس أفلسته الحروب الممتدة، سيتخلى بهذه السهولة عن كنز كالكويت، يقطر مالا ونفطاً وثراء؟!ما كان يخيف أكثر في اعتقادي خلال تطور الأزمة، ربما كانت مفاوضات وزير الخارجية الأميركي "بيكر" مع العراقي "طارق عزيز" في جنيف، والتي لحسن الحظ لم تنجح! وكم كنتُ أخاف أن يتبنى النظام العراقي موقفاً متعقلا وأن يقف صدام شامخ الأنف ليعلن أنه "استجاب للوساطات العربية والنداءات الدولية"، وأنه سيسحب قواته من جنوب جون الكويت ومدينة الجهراء مثلاً. فمثل هذه المناورة كانت ستحرج الحلفاء والدبلوماسية الكويتية والدولية، وتجعل الحل العسكري بلا مبرر! ولكن الرئيس "صدام" لحسن الحظ مرة أخرى، لم يكن عسكرياً فذاً، ولا سياسياً بارعاً، ولهذا أمضى طارق عزيز كل وقته الثمين في اجتماعه بالوزير "بيكر"، يشرح له بأوامر من صدام، العلاقات العراقية الكويتية، ودور الإنكليز والعثمانيين وأشياء من هذا القبيل! وإشارة "تقرير راند" عن موقف السفيرة الأميركية في بغداد السيدة "أبريل جلاسبي" غير موفقة كذلك، فقد أجرت صحيفة "الحياة" مقابلة مطولة معها على حلقتين، يومي 15 و16 مارس 2008 شرحت فيها السفيرة ما جرى. وحتى لو افترضنا أن السفيرة لم تقل كل الحقيقة، فإن وزير الخارجية العراقي طارق عزيز نفى بحزم للصحافي الأميركي "ملتون فيورست في كتاب Sand Castles (القلاع الترابية)، نيويورك 1994 نفى أي تأثر بما قالته السفيرة، ويقول الصحافي الذي كان قد تجول في الدول العربية وقابل الكثيرين من الإعلاميين العرب في القاهرة ودمشق وعمان وغيرها ممن كانوا يتهمون السفيرة بأنها شجعت صدام على غزو الكويت، وبأن مصير الكويت مسألة ليست لها الأولوية وغير ذلك.يقول الصحافي الأميركي الذي وضع كتابه بعد الحرب بقليل: "عندما سألت "عزيز" كيف يفسر لقاء صدام مع (جلاسبي)، الذي حضره هو كذلك، تبنى وجهة نظر مستقلة detached وقال: بما أنني كنت وزير الخارجية، فإنني أفهم عمل السفير، وإنني أعتقد أن تصرف الآنسة جلاسبي كان صحيحاً، إذ كانت قد استُدعيت فجأة، وكان الرئيس يريد إبلاغها أن الوضع آخذ بالتدهور، وأن حكومتنا لن تتخلى عن خياراتها- تجاه الكويت- كما أراد أن يضيف أن العراق لم يكن معاديا للولايات المتحدة.أما تقييم طارق عزيز لحديث السفيرة؟ يقول مضيفاً: نحن نعلم أنها كانت تتصرف بموجب التعليمات المتوافرة، وقد تحدثت- أي السفيرة- بلغة دبلوماسية غامضة vague، وكنا نعرف وضعها. تصرُّفها كان تجاوباً دبلوماسياً نموذجياً classic diplomatic response، ولم نكن متأثرين به We were not influenced by it. أما قرار غزو الكويت، أضاف عزيز، "فقد صدر فقط بعد انهيار المباحثات الكويتية- العراقية في جدة في الأول من أغسطس". (ص343-344).ويلاحظ القارئ أن المقابلة جرت وسط أجواء الهزيمة السياسية والعسكرية للنظام العراقي، ووسط تعاطف شعبي واسع مع صدام في العالمين العربي والإسلامي، ولو كان عزيز ركز هجومه ولومه على السفيرة الأميركية "والخدعة الأميركية" لصدّقه الجميع، ولكتب أمثال حسنين هيكل المزيد من المجلدات، ومع ذلك نظر عزيز بموضوعية كبيرة إلى المقابلة، وفي إطار دبلوماسي واضح.نأتي الآن إلى أقوال صدام حسين، من خلال التحقيقات التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" ولم نسمع حتى الآن أي اعتراض أو نفي من "البعثيين" العراقيين، أو بقايا رجال النظام المنهار، لما جاء فيها، مما يعني أنها تعبِّر فعلاً عن آراء صدام في القضايا التي تحدث عنها. سأختار أولاً فقرة من محضر جلسة الاستجواب التاسعة، 24-2-2004 وجاء فيها: "أفاد صدام بأنه قبل غزو الكويت كان هناك اجتماع لمجلس قيادة الثورة العراقية، حيث تمت مناقشة الموضوع وكانت قيادة مجلس قيادة الثورة العراقية تأمل أن "يتدخل السعوديون ويجدوا حلا، وقد سافر نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية إلى المملكة العربية السعودية لطلب المساعدة لكنه رجع من دون تحقيق الغرض من الزيارة، ولذلك، لم يكن هناك غير مناقشة الأمر من جانب اتخاذ عمل عسكري، وقد أفاد صدام أنه ربما عارض عضو أو اثنان فكرة الغزو، لكنه لم يتذكر إذا كانت الأغلبية أو جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة قد وافقوا على اتخاذ عمل عسكري، وأفاد صدام بقوله: "لقد كنت ضد الهجوم إذا كان هناك حل آخر"، وتم اتخاذ القرار النهائي بغزو الكويت على أساس أن "الهجوم خير وسلية للدفاع"، وقد برر صدام الغزو كذلك بناء على "الحقائق التاريخية"، وقال، إن التاريخ يقول إن الكويت جزء من العراق".(انظر مقالنا في الإنترنت "ماذا قالت السفيرة الأميركية لصدام حسين"، الوطن، 22/ 4/ 2013 وفي المقال المزيد من التفاصيل).يلخص هذا كله الموقف العدائي لصدام من الكويت مما لم يفلح فيه طب ولم يكن ناجعا معه أي علاج سوى ما ناله!لقد استمات خصوم الكويت وأعداء السياسات الأميركية المختلفة منذ عام 1990، من أجل تلطيخ القرار الأميركي بتحرير الكويت، ومن أجل تجريد هذا القرار من أي قيمة أخلاقية، واعتباره مجرد خطوة أملاها الطمع المادي والجشع الاقتصادي وثراء الكويت وغير ذلك. ولكل فرد أو مؤسسة الحق في معاداة الإدارات الأميركية وسياساتها وقراراتها، كما أن لها الحق في النظر إلى أحداث 1990 بشكل مختلف، ولكن لا يتوقف بعض هؤلاء مثلا ليتصوروا المنطقة الخليجية عام 1990، وقد هيمن عليها صدام حسين وزمرته، أو العالم العربي وقد ابتلعه فوهرر جديد بأموال كويتية وخليجية.ولا ينكر أحد دور النفط والأولويات الاستراتيجية المختلفة ومصالح الولايات المتحدة الواسعة كقوة عظمى، ولكن ما فعلته أميركا ودول التحالف من أجلنا، بقيادة الرئيس الأميركي جورج بوش، بهذه المبدئية والسرعة والكفاءة والكمال، مع رفض كل مغريات التلاعب بمصير الكويت والمنطقة وحلب ثروتها، كان أكبر وأجل من كل مزاعم النقاد والمتفذلكين.لقد أنقذ بوش بحزمه الكويت من مخالب وأنياب وحش مروع دموي المزاج، فكُتب لبلادنا عمر جديد، وقدم جيش الولايات المتحدة والحلفاء خدمة لا تنسى عندما رفضت حتى قوى الطيران العربية المشاركة في التحرير، قصف المراكز العسكرية والحشود العسكرية في العراق. وكذلك عندما وضع الأميركيون خطة عبقرية للاستدارة حول الكويت، وإنقاذ مدينة الكويت وسواحلها من الدمار، والتوجه نحو احتلال جنوب العراق، وخنق جيش صدام من الرقبة.ولا استهانة بالطبع بكل العطاء الخليجي والعربي، وبخاصة دور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية ومصر وسورية وكل من وقف مع الكويت في محنتها الأليمة عام 1990، غير أن القدرات التي تملكها ولا تزال دولة كالولايات المتحدة كقوة عظيمة لا تملكها دول كثيرة أخرى.ولندرك بكل تواضع وبكل امتنان دور من ساعدنا عبر العالم كله، ونشعر بعظمة الرجل الذي رحل، الرئيس جورج بوش وما فعله خاصة من أجل الكويت وشعبها.