الأغلبية الصامتة: ألبوم الشيخ سعد
رحم الله الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، فقد تذكرته بالأمس وأنا أقرأ تشكيلة الحكومة الجديدة، في منتصف التسعينيات كنت ومجموعة من الزملاء نردد مقولة "من لم يوزر في حكومات الشيخ سعد فلن يدخل أي حكومة في حياته"، تلك المقولة ذهبت أدراج الرياح عندما عشنا حقبة الحكومات السبع للشيخ ناصر المحمد التي أنستنا حكومات الشيخ سعد. وفيها صممت مقولتي الخاصة "خل تلفونك مفتوح"، لأني كنت جالساً بقرب الزعيم عبدالله الطويل في ديوانية جمعية الخريجين وتلفونه رن وصار بعدها وزيراً، بعدها بأيام قليلة رن هاتف الزعيم الآخر فيصل الحجي، وأذكر أنه كان خارج الكويت وصار بعدها وزيراً.
على الأقل نحن نتحدث عن أسماء معروفة ولها مساهمات مشهودة، لكن ما حصل لاحقاً هو أن "السبحة كرت"، حكومة تدفن حكومة، وتعديل يتبعه تعديل، وضاعت الحسبة ووصلت الأمور إلى الرهان و"الحلفان" بين خبراء الدواوين وجنرالات المقاهي بسبب كثرة الوزراء وتبدل مناصبهم وسرعة خروجهم من التشكيلة الحكومية، أحدهم يحلف بأن فلاناً دخل الوزارة الفلانية، والثاني ينسف المعلومة من أساسها، ولولا العلّامة "غوغل" الذي يعطي الإجابة الفورية، ويعجل بتفكيك الإشكالات العقيمة لحدث ما لا تحمد عقباه.حكومة 15 أكتوبر 1996 رددت فيها مقولة "ألبوم الشيخ سعد" ومعناها أن رئيس الحكومة وبدلاً من البحث عن وجوه جديدة لإشراكها في التشكيلة المنتظرة، رجع إلى البحث في ألبوم الصور التذكارية للحكومات السابقة لاختيار وزراء يمكن الاستعانة بهم مجدداً، في تطبيق جلي للمثل "عتيج الصوف ولا جديد البريسم"، الشيخ سعد لم يختر وزيراً واحداً فقط، اختار ثلاثة وزراء دفعة واحدة من حكومات الثمانينيات، الأساتذة أنور النوري وعيسى المزيدي والدكتور عبدالله الغنيم (حكومة 90- 91)، والحقيقة لم يكن ينقصهم غير الوزير المخضرم الدكتور عبدالرحمن العوضي ليعود الزمن حيث توقف، ولكن الحظ تجمد عند هذا الحد. تلك تجربة اعتقدنا أنها انتهت، لكن من الواضح أن سياسة "ألبوم الصور القديمة" لها قبول لدى الشيخ جابر المبارك، حيث طبقها عندما أرجع الوزير السابق شريدة المعوشرجي إلى حكومة عصر النهضة الثانية، أما عودة مصطفى الشمالي الثامنة أو العاشرة، لا أذكر، فلن أعلق عليها كثيراً، فقد سبق لي أن كتبت فيه مقالاً نشر في "القبس" بعنوان "الوزير المشنص" وعودته مجدداً تؤكد هذه الحالة "المشنصية"، وتكشف استمرار عقلية "العناد" التي لن تحقق للبلد التنمية المنتظرة ولا الانفتاح الوهمي المنشود.في الختام نسيت معلومة، كنت "أتغدى" مع الصديق أنس الرشيد في الفترة بين آخر حكومة شكلها سمو أمير البلاد عندما كان رئيساً للوزراء، وأول حكومة شكلها الشيخ ناصر المحمد، بعدها بيومين رن هاتفه وعاد مجدداً إلى الوزارة ودارت الأيام وتقدم أنس باستقالته التاريخية التي نسيها الكثيرون متى ولماذا؟ الطريف في الموضوع أن الوزير البديل جاء بطريقة "خل تلفونك مفتوح" حيث كان في لبنان و"فاتح تلفونه"، وهو الإعلامي المخضرم محمد السنعوسي، أتاه الاتصال وتولى وزارة الإعلام وهو على مشارف السبعين عاماً، الله يطول بعمره ويمده بالصحة والعافية.الفقرة الأخيرة:ولسوف يتحطم مجلس الصوت، وتتبخر الحكومة ومرسومها، وينقلب المنقلبون كأني أراهم الآن، ويبقى الوزير مصطفى الشمالي في منصبه شامخاً مبتسماً.