بيونغ يانغ تمنع الجنوبيين من الدخول إلى «كايسونغ»
سيول تهدد باللجوء إلى عمل عسكري لضمان أمن العاملين في المجمع الصناعي المشترك
تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية أمس مع منع السلطات الكورية الشمالية أمس العمال الجنوبيين الذي يعملون في مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين من الدخول إليه، في ما بدا أنه إجراء أولي لإقفال المجمع الذي يؤمن دخلاً كبيراً لبيونغ يانغ التي تعاني فقراً مدقعاً.
تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية أمس مع منع السلطات الكورية الشمالية أمس العمال الجنوبيين الذي يعملون في مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين من الدخول إليه، في ما بدا أنه إجراء أولي لإقفال المجمع الذي يؤمن دخلاً كبيراً لبيونغ يانغ التي تعاني فقراً مدقعاً.
منعت كوريا الشمالية صباح أمس العمال الكوريين الجنوبيين من الدخول الى مجمع كايسونغ الصناعي المشترك، ما حمل سيول على عدم استبعاد شن عمل عسكري لحماية رعاياها. وبات مجمع كايسونغ الواقع في الاراضي الكورية الشمالية والذي يرمز الى التعاون بين البلدين، الجانب الأخير في التصعيد الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية.وأعلن كيم هيونغ سوك المتحدث باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلفة العلاقات بين البلدين أن "الشمال ابلغنا هذا الصباح (الاربعاء) أنه لن يسمح إلا بالمغادرة من كايسونغ ويمنع الدخول إليه".
وحذرت كوريا الجنوبية بأن لديها خطة للطوارئ، تنص على إمكان اللجوء الى القوة لضمان أمن مواطنيها العاملين في كايسونغ، مضيفةً أن الكوريين الجنوبيين الـ 48 الذين كان من المفترض ان يتوجهوا الى المجمع، لم تسمح لهم بيونغ يانغ بذلك.وبحسب سيول، فإن 33 عاملاً من أصل 861 عاملاً كورياً جنوبياً غادروا الموقع بعد ظهر أمس بينما قرر المئات البقاء لضمان حسن عمل الشركات.وأعلن كيم دونغ كيو المسؤول الاداري الكوري الجنوبي من داخل الموقع بنبرة هادئة "الامور هنا تسير بشكل طبيعي ولا يبدو انه سيتم اغلاق الموقع".وأعربت روسيا عن قلقها الشديد ازاء الوضع "القابل للانفجار بالقرب من حدودنا في اقصى الشرق"، بينما طلبت الصين من "جميع الاطراف المعنيين الحفاظ على الهدوء وضبط النفس". كما صرح وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أمس ان فرنسا تأمل من الصين "التي تستطيع التأثير على كوريا الشمالية"، التدخل في الازمة الكورية، مؤكدا أنه لا يستبعد اللجوء الى السلاح النووي من قبل "ديكتاتور لا يمكن التكهن بتصرفاته".وظل مجمع كايسونغ الذي يعتبر مصدرا اساسيا من العملات الاجنبية لكوريا الشمالية مفتوحا رغم الازمات المتكررة في شبه الجزيرة، ولم يتوقف العمل فيه منذ افتتاحه عام 2004 سوى يوم واحد في 2009. ومنعت بيونغ يانغ آنذاك الدخول الى المجمع للاحتجاج على المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. ويعمل حاليا في كيسونغ 53 ألف كوري شمالي لمصلحة 120 شركة كورية جنوبية خصوصا في قطاع التصنيع.وبحث وزيرا الدفاع الصيني والأميركي الملف الكوري الشمالي هاتفياً أمس وسط تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وقال وزير الدفاع الاميركي شوك هاغل لنظيره الصيني تشانغ وانتشوان إن الدولتين يتعين أن تتعاونا لوقف التهديد المتزايد من جانب كوريا الشمالية وفقا لما ذكره السكرتير الصحافي للبنتاغون جورج ليتل.وقال ليتل: "أكد الوزير التهديدات المتزايدة لاميركا وحلفائنا والتي فرضها السعي الشديد لكوريا الشمالية للحصول على أسلحة نووية وبرامج صاروخية باليستية"، وأضاف أن هاغل "أعرب للجنرال تشانغ عن أهمية الحوار المستمر بين أميركا والصين والتعاون في تلك القضايا".وجاءت المحادثات بين وزيري دفاع البلدين في أعقاب اجتماعين منفصلين بشأن كوريا الشمالية بين نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ يسوي والسفيرين الاميركي والكوري الجنوبي في بكين أمس الأول. وقال تشانغ لوسائل إعلام رسمية إنه أعرب للسفيرين عن "قلق الصين البالغ" إزاء الوضع الاخير" في شبه الجزيرة الكورية، وشدد على أن "الصين تعارض أي أقوال وتصرفات استفزازية من أي طرف" وتريد الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.(سيول - أ ف ب، رويترز،د ب أ، يو بي آي)