الرومانسية في السينما المصرية... بالأسود والأبيض

نشر في 16-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 16-02-2016 | 00:01
في ذاكرة الجمهور المصري والعربي مشاهد سينمائية رومانسية باقية رغم مرور سنوات طويلة عليها، يتذكرها عندما يواجه موقفاً عاطفياً، هذه المشاهد قدمت الحب والرومانسية بمنتهى الصدق.
أهم مشاهد الرومانسية  في السينما، برأي حنان مطاوع، تكمن في أفلام  {دعاء الكروان} لفاتن حمامة وأحمد مظهر تحديداً حينما تصرخ {بكرهك، بكرهك} رغم حبها له، الخط الرومانسي بين زبيدة ثروت وعمر الشريف في {في بيتنا رجل}، فاتن حمامة وعمر الشريف في {نهر الحب}، تحديداً عندما يرقصان، {سيدة القصر} من بطولتهما أيضاً، {حبيبي دائما} لنور الشريف وبوسي، لا سيما في المشهد الذي يعلم فيه بمرضها ومشهد النهاية، أفلام عبد الحليم حافظ وأفلام فريد الأطرش.

أهم الرومانسيات

يرى المخرج محمد فاضل أن أهم مشاهد الرومانسية  تبرز في أفلام عبد الحليم حافظ، من بينها {يوم من عمري} وأغنية {بأمر الحب} مع زبيدة ثروت، فضلا عن: {نهر الحب، بين الأطلال، حبيبي دائما}.

يعزو غياب الأعمال الرومانسية  عن السينما، إلى غياب الرومانسية  عن السينما العالمية، يضيف: {كلاسيكيات السينما الأميركية،  لا سيما في الأربعينيات والخمسينيات، رومانسية في معظمها  وأخذنا نحن منها الاتجاه إن لم يكن اقتباسا أيضاً،  والآن لا توجد أعمال رومانسية،  وحلت محلّها أعمال أكثر سخونة ومضمونة النجاح، بالتالي تراجعت الرومانسية  في الأعمال السينمائية، وإن  وُجدت يكون ذلك خطأ درامياً داخل العمل وليس رومانسيا بشكل كامل}.

بدوره يتذكّر السيناريست مصطفى محرم أهم مشاهد الرومانسية، في أفلام: {إني راحلة} لمديحة يُسري وعماد حمدي، {بين الأطلال}، {نهر الحب}، {حبيبي دائماً}، {رد قلبي}، أفلام عبد الحليم حافظ ومحمد فوزي...

يعزو غياب الأعمال الرومانسية  إلى أن السينما المصرية تعتمد على الأعمال الأدبية سواء عالمية أو مصرية لإحسان عبد القدوس، أو تقتبس من الأفلام الأجنبية، وبعد اختفاء الرومانسية  من السينما العالمية، ورحيل كبار الكتاب، تحولت السينما إلى العنف والبلطجة  في أفلام الدرجة الثالثة الأميركية التي لا يعرفها أحد، ونقلها كما هي، أو الاعتماد على جرائم في الواقع ونقلها إلى السينما.

أما مادلين طبر فتتذكر مشاهد الرومانسية  في أفلام: {لوعة الحب} لشادية وأحمد مظهر وعمر الشريف، عندما تسمع البطلة (شادية) صوت القطار ولا تستطيع الخروج لرؤية حبيبها لأن زوجها عاد وتغير، {الحب الضائع} عندما هربت سلوى من حبيبها للحفاظ على صديقتها، مشهد النهاية في فيلم {إني راحلة} لعماد حمدي ومديحة يسري، {حبيبي دائماً} عندما يفقد الحبيب حبيبته، الرقصة التي جمعت فاتن حمامة وعمر الشريف في {نهر الحب}، قصة حب علي وإنجي في {رد قلبي}، {أيامنا الحلوة} وحب الأصدقاء الثلاثة لفتاة واحدة ثم الوقوف إلى جوارها في مرضها، {الخروج من الجنة} لفريد الأطرش وهند رستم عندما تتركه رغم حبها له كي ينجح...

 تعتبر أن طبيعة الواقع وغياب الرومانسية  عن الحياة ذاتها دفعا صُناع السينما للابتعاد عنها، وتقديم أعمال تعبر عن الواقع.

كلاسيكيات السينما العربية

أشهر المشاهد الرومانسية على الإطلاق في السينما المصرية، بالنسبة إلى  الناقدة ماجدة خير الله،  مشهد فاتن حمامة وعماد حمدي في {بين الأطلال} أمام الشجرة وقرص الشمس، وأصبح من كلاسيكيات السينما العربية يتذكره الجمهور ويتذكر الحوار.

تضيف أن المخرج عز الدين ذو الفقار صاحب الفضل في هذا المشهد، لأنه أحضر الشجرة وزرعها في مكان مُحدد بحيث تظهر الشمس وقت الغروب بشكل جمالي كما تخيله.

كذلك يستوقفها المشهد بين فاتن حمامة وعمر الشريف في فيلم {صراع في المينا} داخل منزله الفقير، مشهد عبد الحليم حافظ ولبنى عبد العزيز في {الوسادة الخالية}، عندما يلمس يدها للمرة الأولى وهما على الطريق.

تضيف: {غير ذلك كان  ثمة استسهال ونمطية في بعض المشاهد، لا سيما عندما يجري الحبيبان معا في الطريق أو على البحر وهو أمر غير منطقي ولا يمكن أن يحدث}.

يعتبر الناقد طارق الشناوي أن مشاهد: فاتن حمامة وعماد حمدي في {بين الأطلال}، شادية وصلاح ذو الفقار على البحر في {أغلى من حياتي}، شكري سرحان ومريم فخر الدين في {رد قلبي}، فاتن حمامة وعمر الشريف في {نهر الحب}، أشهر مشاهد الرومانسية  على الإطلاق، وبالمصادفة هي جميعها من إخراج عز الدين ذو الفقار الذي لُقب بـمخرج الرومانسية.

 يضيف أن فاتن حمامة كانت قلقة  من الرومانسية في فيلم {بين الأطلال} وخوفها من أن تكون ردة فعل الجمهور ساخرة، ولكن عز الدين ذو الفقار كان على يقين بتقبل الجمهور، وبالفعل كسب الرهان.

 يضيف: {من أبرز الأفلام الرومانسية  أيضاً {حبيبي دائماً} لنور الشريف وبوسي، {حكاية حب} لعبد الحليم حافظ ومريم فخر الدين}.

 يؤكد أن غياب الأعمال الرومانسية  عن السينما يعود إلى أن طبيعة الزمن والمجتمع فرضت واقعاً جديداً وقضايا أخرى أكثر سخونة، بدليل أن {أسوار القمر} قصة رومانسية تصلح للتقديم بشكل آخر، لكن المخرج قرر أن يُضيف إليها طابع الأكشن والإثارة لأن الجمهور لن يتقبل عملا رومنسياً كاملا.

back to top