«مع الله في السماء»

نشر في 16-02-2016
آخر تحديث 16-02-2016 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي بداية ندعو بالرحمة والمغفرة لمؤلف هذا الكتاب "مع الله في السماء" المغفور له بإذن الله الدكتور أحمد زكي مؤسس مجلة "العربي" الذي تولى رئاسة تحريرها على مدى سبعة عشر عاما، في الفترة بين 1958 و1975، وكان له مقالات شهرية من أبرزها الباب الثابت "حديث الشهر"، وكان غالبا بعنوان "مع الله في السماء".

 تميزت مجلة العربي بالرزانة وغزارة في المواضيع في كل المجالات، فغدت المجلة الأولى القريبة من قلوب قراء العربية في كل أرجاء الدنيا.

تذكرت ذلك الكتاب وتلك المقالات وأنا أنظر من نافذة الطائرة إلى الأفق الممتد بلا نهاية، ولا أحد يدرك له بداية، وقد انتشرت في ذلك الفضاء الأزرق جبال من الغيوم بكل الألوان والأشكال صاغها "المصور" بريشة القادر بلوحة إيمانية رائعة.

 تجول الدكتور أحمد زكي في فضاء هذا الكون بمجراته الهائلة ومخلوقاته ومكوناته التي أوجدها "خالق مهيمن" بتنسيق ونظام بديعين، فـ"لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، وقبل ذلك وبعده دعت رسالة الإسلام والكتب السماوية لتوحيد خالق هذا الكون.

في ظل هذا الاتساع المتناهي الأبعاد، ودعوة الخالق العلماء وأولي الألباب للتفكّر من أجل الوصول إلى عبادة الله وكأننا نراه، يصرّ بعض مشايخنا الكرام على محاصرة عقولنا ببعض الآراء والأفكار، فنرى البعض يحذرنا من الكلاب والقطط السوداء لأنها من الجان، ويقوم شيخ آخر بإلقاء محاضرة أمام مجموعة من الشباب يستعد بعضهم لدخول الحياة الزوجية ليفتي لهم بضرورة ترويض الزوجة بضربها بالعصا، كما يفعل مالك الدابة لتطيعه، ويفتي آخر بأن ترديد "عبارة ما" مئة مرة تكسب ملايين الحسنات، وغير ذلك من آراء وفتاوى تسخر من عقولنا، إضافة إلى برامج دينية تتضمن أسئلة واستفسارات تتميز بسطحيتها وبساطتها وتوجيهها، أحيانا إلى اتجاه معين.

 فهل يعقل أن تقوم الدولة الإسلامية على القتل والسلب والنهب وتشريد الملايين وبيع النساء في الأسواق؟ وهل هذا هو الإسلام العظيم الذي حمل رسالته خاتم الرسل وسيد الأنبياء "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".

 وكم نشعر بالألم عندما نتأمل الأخبار، فمدينة تعز في اليمن محاصرة، ومدينة حلب في سورية محاصرة، ومدينة الرمادي في العراق محاصرة، ومدينة سرت في ليبيا محاصرة... وغيرها، ونتساءل من يحاصر من؟ وما الهدف؟ وإلى متى؟ وفي اعتقادي أن هذه المعارك وهذا القتال سيستمران طالما كان هناك منتفعون منهما سواء كانوا شخصيات أو سياسيين أو محللين أو أحزابا وهيئات وتجار حروب وسلاح أو حتى دول.

دعاؤنا لله أن يحفظ الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top