لم يتصور الفنان والمعماري المصري رمسيس ويصا واصف حين انشأ مركزه لفنون النسيج والسجاد اليدوي في قرية (الحرانية) بمحافظة الجيزة في خمسينيات القرن الماضي أن يتحول تلاميذه من أطفال القرية البسطاء إلى فنانين كبار يجوبون عواصم العالم.

واستطاع واصف بحسه الفني أن يستغل الطاقة الإبداعية الفطرية لدى أطفال القرية حين بدأ في تعليمهم فن النسيج على النول في تجربة رائدة للحفاظ على هذه الحرفة التراثية وتطويرها بعدما أيقن الأثر المدمر للميكنة على الحرف التقليدية في مصر.

Ad

وأطلق واصف العنان لموهبة الأطفال التي نمت بشكل متزايد مع الوقت حتى ظهرت بوادر إبداعاتهم المنسوجة وشارك المركز في أول معرض له خارج مصر عام 1958 بسويسرا لتتحول بعدها أعمالهم الفنية إلى ضيف دائم وبارز بالمعارض العالمية.

ويتميز النسيج والسجاد اليدوي بمركز (رمسيس ويصا واصف) بألوانه الزاهية والتي تستخرج من نباتات نادرة تتم زراعتها خصيصا داخل المركز كما تعكس اللوحات المنسوجة المناظر الطبيعية للريف المصري من مسطحات خضراء وقنوات مائية وطيور ومواشي تعبر عن التراث المصري الأصيل.

يذكر أن رمسيس ويصا واصف فنان ومعماري مصري من الجيل الثاني، ولد لأب يعمل بالسياسة والذي كان محبا للفنون، درس ويصا الابن في فرنسا وتأثر كثيرا بالمنهج التجريبي في الفن، وهو ما كان له أكبر الأثر عليه عند عودته ودفعه لخوض تجربته الفريدة التي أسس خلالها مركز الفنون المحلية في الحرانية، والذي نجح في إعادة توطين فنون صناعة السجاد والكليم في تلك القرية، وسريعا اكتسبت منتجات المركز شهرة عالمية وأصبحت حديث المعارض الدولية لما فيها من تلقائية فنية وحس أصيل، عند وفاة رمسيس ويصا واصف كان للمركز سمعة كبيرة وشهرة واسعة في مختلف بيوت التصميمات العالمية.