كشف مصدر في مكتب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لـ «الجريدة» أن تدهور صحة الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله حال دون توجه رئيسي إلى سورية في زيارة كانت مجدولة الأسبوع الماضي حيث كان من المقرر أن يلتقيه في دمشق.
وذكر المصدر أن التقارير الواردة من بيروت أفادت بأن نصر الله أصيب بنوبة إنفلونزا حادة تشبه أعراضها الإصابة بالمتحور الجديد لفيروس كورونا «كوفيد 19» الأمر الذي دفع دمشق وطهران إلى تأجيل الزيارة واللقاء حرصاً على حياة الرئيس الإيراني ونظيره السوري بشار الأسد حتى يتم علاج زعيم الحزب اللبناني بشكل كامل.
وعيد إسرائيلي
وجاء الكشف عن تأجيل الزيارة الإيرانية المرتقبة غداة ضربة إسرائيلية استهدفت مخازن أسلحة للميليشيات المدعومة من طهران وتسببت بتعطيل مطار دمشق بضع ساعات.
وأمس، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال أول اجتماع رسمي لحكومته اليمينية المتشددة، على أنها ستعمل ب «صورة قوية وعلنية على المستوى الدولي ضد العودة إلى الاتفاق النووي، وليس فقط خلف أبواب مغلقة». واعتبر نتنياهو أنه «خلافاً للرأي السائد بأن الاتفاق النووي أزيل عن الأجندة، بعد الأحداث الأخيرة التي صاحبت قمع الاحتجاجات في إيران، فإني أعتقد أنه لم تتم إزالة هذه الإمكانية نهائياً، ولذلك سنفعل كل ما بوسعنا من أجل منع العودة إلى الاتفاق السيئ».
وتابع نتنياهو مهدداً أنه «سنعمل بشكل أوسع من أجل منع تموضع إيراني عسكري في سورية وأماكن أخرى، ونحن موحدون من أجل توسيع دائرة السلام، وإضافة اختراقات طرق تاريخية» مع دول عربية.
تطمين أميركي
ويأتي تعهد نتنياهو على وقع عودة الحديث عن احتمال التوصل إلى تفاهم بين الإيرانيين والأميركيين بشأن الاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، ورغم تطمين وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين، بأن «لا اتفاقيات مطروحة مع طهران في هذه الفترة» خلال اتصال هاتفي ناقش «التهديدات الإيرانية».
تصنيف «الحرس»
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «تلغراف» في تقرير، عن مصادر مقربة من الحكومة أن «بريطانيا ستعلن عن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية»، على خلفية اعتقال سبعة أشخاص على صلة بلندن خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية التي هزت البلاد في أعقاب مقتل مهسا أميني خلال احتجازها من شرطة الآداب بسبب مخالفتها لقواعد الحجاب الإلزامي. ولفت تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن «الخطوة، سيتم الإعلان عنها خلال أسابيع، وتحظى بدعم من وزير الأمن توم توغندهات، ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان». وتزامن التقرير عن نيه لندن مع توجيه السلطات القضائية الإيرانية اتهامات لمواطنين فرنسيين اثنين ومواطن بلجيكي بالتجسس والعمل ضد الأمن القومي للبلاد.
والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن بلاده لن تقبل أبداً باعتقال مواطنيها كوسيلة ضغط دبلوماسية وطالب الجمهورية الإسلامية بالتوقف عن اعتقال مزدوجي الجنسية.
انتقام سليماني
في غضون ذلك، أعلن مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، كاظم غريب آبادي، عن 94 متهماً أميركياً في ملف اغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، مشيرا وجود.
«قضيتين جنائيتين مفتوحتين في طهران وبغداد للتعامل مع هذه الجريمة».
وأمس الأول، أحيت طهران والفصائل المتحالفة معها في العراق، الذكرى الثالثة لمقتل سليماني بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس بضربة أميركية في محيط مطار بغداد.
لقاء سعودي
على صعيد آخر، تحدثت وكالات أنباء إيرانية عن لقاء جمع مساعد الرئيس الإيراني محمد حسيني، مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في البرازيل، على هامش مشاركتهما في حفل تنصيب الرئيس لولا دا سيلفا. وأكد حسيني على ضرورة استمرار المحادثات التي بدأت بين طهران والرياض في العراق. وذكرت وكالتا «تسنيم» و«مهر» أن وزير الخارجية السعودي شدد على أهمية مناقشة الأوضاع الإقليمية والاهتمامات القائمة الواحدة تلو الأخرى من أجل الوصول إلى نتيجة، مؤكداً أن نوع العلاقات بين البلدين يؤثر على المنطقة.